“مالها القلل”.. مبادرة للحد من استخدام البلاستيك والعودة للطبيعة

لاقت مبادرة “مالها القلل” التي أطلقها مجموعة من المهتمين بالحياة البرية وحقوق الحيوان والبيئة في مصر، تفاعلا وإيجابية كبيرة خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي مبادرة جديدة للحد من استخدام البلاستيك ووقف شرب المياه في الزجاجات البلاستيكية، وتعميم الشرب من “القلة”.

فيما تسعى المبادرة، إلى تعميم فكرة استبدال الزجاجات البلاستيكية بالقلل، والمعروف أن المياه داخلها صالحة للشرب ونقاءها عالي الدرجة.

آراء

“إحنا اتربينا على القلل يابنتي ودى سر صحتنا”، توضح الجدة أم محمد، صاحبة الـ70 عامًا، مدي ارتباطها بالقلل التي لم تخلي بيتها منها يوما، فتقول: “أتولدت في بيت كان مرصوص على شبابيكه القلل، ولازم نملاها كل صبح بالميه، ونحط تحتها طبق، ونغطيها، ولما اتجوزت كان نفس الوضع”.

توضح الجدة، أنه مع تطور الحياة استطاعت أن تقتنع باستبدال العديد من الأجهزة المنزلية، ماعدا القلة والتي ترى أنها سر صحتها وعدم إصابتها بالأمراض كما أنها كثيرًا ما تستخدمها في الطهي لأنها مياه نقية صافية تخلو من الشوائب.

فيما يوضح هشام سيد، أحد بائعى الفخار من محافظة الفيوم، أنه من الأفضل تناول الطعام والشراب في الأواني الفخارية نظرًا لعدم ضررها على صحة الإنسان كما هو في الأواني المصنوعة من المعدن أو السيراميك وغيرها.

ويشير سيد، إلى أن القلة ما هى إلا إناء من الفخار عندما توضع به الماء يُنقي من خلال الفخار، والذي يعمل على إزالة الأتربة وتركهم حول الإناء من الخارج بعيدًا عن الشرب، واصفا ذلك بأن المياه في الفخار بـ”ترجع لطبيعتها”.

وتسرد دينا ذو الفقار، الحقوقية والمهتمة بمجال البيئة والحياة البرية، أن مجموعة من المهتمين بالحياة البرية في مصر أطلقوا هذه المبادرة في اليوم العالمي للحياة البرية، مشددة على أن المبادرة تهدف إلى تعميم الشرب من القلل بدلا من الزجاجات البلاستيكية.

منظمة الصحة العالمية

جدير بالذكر، أنه فى في عام 2008 أعلنت منظمة الصحة العالمية عن مراجعة صحية كشفت عن المخاطر المحتملة لمادة البلاستيك الموجودة في مياه الشرب، وذلك بعد تحليل جديد شمل أكثر العلامات التجارية شهرةَ لزجاجات المياه وكشف التحليل أن ما يزيد على 90% من هذه الزجاجات يحتوي على قطع صغيرة من البلاستيك.

كما كشفت دراسة سابقة عن وجود مستويات عالية من جزيئات البلاستيك في مياه الصنبور وخلال الدراسة التي حللت 259 زجاجة جُمعت من 19 موقعا بـ10 دول مختلفة، تم اكتشاف أن 325 جزيئا من البلاستيك توجد -في المتوسط- داخل كل لتر من المياه التي تُباع.

بينما أكدت ذو الفقار، أن القلل حرفة وصناعة مصرية ومن التراث المصري القديم، والفراعنة كانوا يستخدمون القلل في الشرب، مشيرة إلى ضرورة البحث عن بدائل آمنة، فحسب الدراسات التي أجريت في هذا المجال، فإن القلل تنظف المياه وتنقيها وتحفظ المياه حية، بخلاف البلاستيك المضر بالبيئة والطبيعة.

تاريخ الفخار

عرف المصريون القدماء صناعة الفخار في أزمنة مبكرة تعود إلى فترة ما قبل “الأسرات” (4400 – 3000 ق.م)، وهذا ما تأكد بالعثور على العديد من الأواني الفخارية في مواقع أثرية مختلفة، تعود إلى الحضارات المبكرة في مصر، والمعروفة بأسماء من أهمها: حضارة البداري، حضارة نقادة الأولى، والثانية، والثالثة، وهي حضارات امتد تأثيرها في ربوع مصر وخارجها.

وبرع الفنان المصري القديم في صناعة الفخار من الطينة الحمراء وكانت قطع الفخار تزخرف بأشكال حيوانات وحليات هندسية ونباتية ملونة، وقد اخترعت عجلة الفخراني في عصر الدولة القديمة؛ لتدار باليد اليسرى، بينما تشكل القطعة الفخارية باليد اليمنى.

وقد كان للفن الإسلامي إضافات لكثير من عناصر الخلق والإبداع فاكتسب فن صناعة الفخار أنماطًا وأشكالًا جديدة ويظهر ذلك في الكم الهائل من المنتجات الفخارية من “أكواب، أباريق، وقدور، شمعدانات”.

كما جاء في كتاب “وصف مصر” أيضًا أنها ظلت صناعة الفخار تخوم مصر فى حالة طفولتها الأولي فهناك نراها ربما على نفس حالتها التى كانت عليها قبل أن يستخدم الناس المخارط لصناعة الفخار تلك التى يرجع اختراعها إلى زمان سحيق.

صناعة الفخار

حرفة صناعة الفخار فى مصر كانت فى بساطتها الأولي وحيث لا يتناولها سوى تغييرات طفيفية من مكان لآخر، فكانت توجد فى كل مدن مصر العليا التى يمر بها المرء وهو يهبط النيل، وطمى النيل هو أساس صناعة الفخار فى هذه البلاد، ولا تطلي الآنية بسبب انخفاض درجة احتراقها بأن ينسغ الماء من مسامها بدرجات متفاوتة، كما تتراوح أحجامها ابتداء من آنية وجرار المطبخ حتى القدور والدنان المخصصة لصنع النيلة والسكر إلخ.

وعرف الإنسان القديم صناعة الفخار منذ بداية العصور الحجرية أي قبل7 آلاف عام، حيث كانت الآنية الفخارية تصنع بطريقة بدائية، حيث تغير هذا الأسلوب فى فترة البدارى وما تلاها من فترات وعهود زمنية مختلفة.

وبدأ المصريون القدماء فى العهود الأولى تصنيع المشغولات الطينية باليد وتطور الأمر بعد ذلك إلى استخدام العجلة أو الدولاب لصنع الجرار الكبيرة، وذكر “بترى” أن أول استخدام لعجلة الفخار كان لصنع الجرار الكبيرة التى انتجها المصنع الملكى للأسرة الأولى، ويقول “ريزنر” إن تاريخ استخدام أول عجلة فى صنع الفخار يرجع إلى حكم خع سخموى واعتلاء سنفرو العرش.

وأضاف “فرانكفورت”، أن استخدام عجلة الفخار لم يعم فى مصر إلا فى عهد الأسرة الرابعة، وإن كان قد جرى فى أوقات متفرقة منذ عصر الأسرة الأولى ولقد وجدت صورة لتلك العجلة وكيفية استعمالها على جدران مقبرة ترجع للأسرة الخامسة وفى كل عصر من تلك العصور تميزت الأوانى الفخارية بميزات خاصة.

أما في عهد الدولة القديمة، ظلت الأواني الفخرية التى تشكل باليد من الصناعات الشائعة فى عهد الدولة القديمة كما هى لم يطرأ عليها أى تغيرات ولكن التطور قد بدأ يظهر بشكل واضح بمرور الوقت وخصوصا فى الأوانى والأوعية المشكلة على الدولاب أو العجلة والتى كانت تدار باليد اليسرى فى حين تقوم اليد اليمنى بالتشكي.

وفي الدولة الوسطى تقدمت صناعة الفخار إلى حد ما عن الدولة القديمة، وإن ظل أسلوب الصناعة واحدا من حيث استخدام اليد فى التشكيل أو استخدام العجلة فى التشكيل فلقد تطورت صناعة الجرار والقدور والأقداح والصحاف من مختلف الأشكال، وكان معظم هذه الأوانى الكبيرة والصغيرة ليس لها قواعد تستند عليها وإنما تضيق فى جزئها السفلى بدرجة كبيرة أو صغيرة ذلك لأنها كانت تثبت فى أرضية المنزل أو توضع على قواعد على شكل الحلقة أو فى حامل من الخشب.

اقرأ ايضًا

 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر