ماذا تعرف عن فوانيس عيد الغطاس؟

في 11 طوبة من التقويم القبطي من كل عام، تحتفل مصر بمحافظاتها بعيد الغطاس أو البلابيصة كما يسميه عامة الناس في القرى والمدن الصغيرة بمحافظة قنا، ويتميز بالعديد من مظاهر الاحتفال مثل تناول بعض الأطعمة المفضلة دون غيرها، ولعل أبرزها وجود الفانوس الذي ارتبط  في أذهان الناس بشهر رمضان الكريم حتى أصبح يطلق عليه ” فانوس رمضان”، وهي مناسبة دينية إسلامية، لكن ماذا تعرف عن فوانيس عيد الغطاس؟

“يا بلابيصة بلبص القمري يا علي يا ابني قوم بينا بدري..” بهذه الكلمات الفلكورية بدأت أماني يوسف، معلمة بالمدرسة الثانوية التجارية، وسيدة مجتمع حديثها لـ” ولاد البلد”، عن أصل الاحتفال بالفوانيس في عيد الغطاس بالفوانيس، وأسبابها، مسترسله من خزانة ذكرايتها: “كنا نبدأ الاحتفال بعيد الغطاس قبله بيومين، مسلمين وأقباط، ونشتري الفوانيس ونلف في الشوارع والبيوت نغني يا بلابيصة”.

فانوس في احتفالات عيد الغطاس- تصوير:مريم الرميحي
فانوس في احتفالات عيد الغطاس- تصوير:مريم الرميحي

أسماء أخرى لعيد الغطاس

وتروي يوسف: “لعيد الغطاس أسماء أخرى عرفناها في طفولتنا منها “البلابيصة” في القرى والمدن الصغيرة. وعيد الأنوار نظرًا لنزول السيد المسيح في نهر الأردن وتعميده من قبل يوحنا المعمدان. وبعد غطسه حل على رأسه نور على شكل حمامة. ومن بعدها كانت بالكنائس والأديرة القديمة مكان يسمى المغطس. ويتم الغطاس فيه وتعميد الأطفال حديثي الولادة. البنت بعد 80 يومًا، والولد بعد 40 يومًا. وتستخدم الفوانيس في الإضاءة. واستخدم أيضًا قبل إنشاء المغطس في الكنائس واستخدام النيل بديلاً. ولكن أصبح الآن الاكتفاء بالمعمودية فقط”.

وتتابع، «بعض الجيران قديمًا كانوا يوصون السمكري بصنع الفوانيس الخشبية بزجاج ملون يوضع به الشمعة. لكن الآن أصبح الفانوس الصيني هو المسيطر. وكان يصنع الكمساري أيضًا أشكالًا عدة على شكل صليب. وتوضع عليها الشموع تمهيدًا لقدوم عيد البلابيصة والاحتفال به».

فوانيس عيد الغطاس

وتشير إلى أن عيد البلابيصة مرتبط بكثير من البهجة والأطعمة المفضلة. وكان والدها يشتري اليوسفي والشموع والجزر البلدي ذي الورق الأخضر الذي لا يعرفه كثيرون. وكانت جارتهم المسلمة تهديهم القصب، فضلاً عن طبخ القلقاس. وكان لتناول كل واحدة منهم سبب. فالقصب لها علاقة برمزية المعمودية، والقلقاس قلبه أبيض وصلب من الداخل. وكان لابد أن يتحلى الإنسان الصالح بالقوة والقلب الابيض. كما أن القلقاس يحتوي على مادة سامة تزول بمجرد طبخه بالمياه.

ويقول القمص مكاري حلمي، راعي كنيسة العذراء ميخائيل بالرحمانية قبلي، حول وجود الفانوس في الاحتفالات بعيد الغطاس، إنه قديمًا كان يستخدم المصريين ثمرة اليوسفي بعد تفريغها، واضعين بها شمعة لإنارة المغطس للغاطسين في النيل. ومن هنا أتى شكل الفانوس الذي يأتي على شكل دائري رمزًا لثمرة اليوسفي. وكانوا يستخدمون أيضًا الأشكال الخشبية عليها الشموع للإضاءة. لافتًا إلى أن لعيد الغطاس الكثير من المظاهر منها تناول الجزر الأحمر ذو الهداب الخضراء. نظرًا لرمز الحياة في كل ما هو أخضر، بالإضافة إلى القصب والقلقاس.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر