كنز مخبأ أسفل جامعة أيرلندية.. ما قصة الآثار التي استردتها مصر؟

استجابت أيرلندا لعودة مجموعة من الآثار المصرية القديمة ظلت مخفية عن الجميع لمدة عقود، تم العثور عليها أسفل جامعة “كورك” الأيرلندية. بعد محاولات مصرية لاستردادها استمرت على مدار 8 سنوات ماضية.

لم تنقطع المحادثات بين المسؤولين المصريين والكلية منذ عام 2014 حتى الآن للبحث في عودته إلى مصر. حتى صدر منذ أيام  إعلانا رسميا من الجامعة الأيرلندية، يفيد بأنه من المقرر نقل المجموعة الأثرية إلى مصر في 2023.

وفقا لشبكة “آر تي إي” الأيرلندية، ستعيد الكلية مجموعة الآثار التي يعود تاريخها للفترة ما بين 100م و975 قبل الميلاد.

تابوت “حور” المجهول

وتتضمن المجموعة المرتقب استردادها، تابوت مصري قديم، رفات مومياء مصرية قديمة، أربعة إناءات كانوبية، وقطع كارتوناج وأغطية.

هذه القطع كانت ضمن مجموعة تراثية في كلية “كورك”. ويتميز التابوت الخشبي المصنوع من خشب “الجميز” أنه مزين بالجص والألوان التي مازالت آثارها باقية حتى الآن.

تصور الزخارف المرسومة على الغطاء والجوانب موكب الآلهة إلى مائدة القرابين. حيث قدم جحوت، إله الكتابة والحكمة والسحر، الميت حور.

تصور الرسوم الأخرى أيضا على التابوت الآلهة. بينما تدعو النقوش إلى أن يعيش حور حياة أبدية مع الآلهة والسعادة والكثير من الطعام والشراب.

تابوت مفقود من وادي الملوك

عثر على التابوت “إرنستو شياباريللي” في وقت ما بين 1903 و1904، بمقابر في وادي الملكات. ورغم عدم التأكد من مصيره لكن على الأرجح تم بيعه لاحقا في مزاد بالمتحف المصري بالتحرير.

وتم شراءه بواسطة تبرعات في عام 1928. وتم نقل التابوت الحجري إلى أيرلندا وبقايا المومياء في “يونيون كاربايد كوربوريشن”.

اقرأ أيضا| تمثال شعبي صنعه الأجانب: تاريخ تمثال إيزيس المُسترد من سويسرا

لكن تم عرض التابوت الحجري للجمهور في عام 1993 في معرض “من النيل إلى لي” بمتحف كورك العام.

أما بقايا المومياء فلا تعود إلى التابوت نفسه. فهي لرجل يقدر عمره بين 45 و50 عامًا ويبلغ طوله 1.69 مترًا، والبقايا ليست من حور الذي يحمل اسمه التابوت.

كنز مصري مخبأ في أيرلندا

للتابوت قصة طويلة، بدأت بشائعات عن وجوده في الحرم الجامعي واستمرت على مدار سنوات طويلة. ظن الجميع أنه أسطورة حضرية، لكن تأكد الجميع أنه يوجد بالجامعة تابوت مصري، حين بدأت الصحافة الأيرلندية بنشر تحقيقات عنه في السبعينيات.

وتفاجئ الجميع بأن التابوت حقيقي وموجود في أيرلندا، حين تمت مشاهدته للمرة الأولى مخبأ تحت أرض الجامعة ويعلوه ألواح خشبية في “يونيون كاربايد كوربوريشن” منذ سنوات.

كذب الباحثون والخبراء وجود هذا التابوت في الجامعة، حتى التقط طالب يدعى “باتريك دالي” صورا له.

ووفقا للموقع الرسمي لجامعة “كورك” خضع التابوت منذ العثور عليه قبل عام 2014 للعديد من الدراسات، واتضح أن عمره يقدر بأكثر من 2300 عاما. ويعود تاريخ التابوت إلى الفترة بين 600 إلى 700 قبل الميلاد، أما المومياء فتعود لحوالي 300 قبل الميلاد.

كيف خرجت المجموعة من مصر؟

لا يعرف أحد قصة خروج التابوت الحجري من مصر، لكن بحسب دراسة للباحثة هيلين ديفيز نُشرت عام 1988، اتضح أن المومياء التي كانت موجودة معه لا تنتمي للتابوت نفسه.

وكشفت في دراستها، أن أستاذ جامعي أحضر المومياء والتابوت معه خلال رحلته من مصر إلى أيرلندا عام 1903، وأخفى التابوت تحت ألواح منصة خشبية في غرفة المحاضرات بجامعة كورك. يُعتقد أن الجرار الكانوبية الأربعة هي الأقدم من بين جميع العناصر التي سيتم إعادتها إلى مصر، بتاريخ تقديري بين 945-700 قبل الميلاد.

مشروع القرابة

وسيتم توثيق نقلها إلى مصر في مشروع إبداعي يحمل اسم “kinship أو القرابة” بقيادة الفنانة “دوروثي كروس” والمنتجة ماري هيكسون.

ويجسد مفهوم القرابة هنا عودة جثة محنطة لرجل مصري من أيرلندا إلى القاهرة، في إشارة إلى قضايا التهجير في العالم عبر فيلم جديد.

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر