قصر عبدالنور باشا.. حدوتة قصر استضاف أم كلثوم وتحول لإدارة تعليمية

كتب – مريم ممدوح

في شارع جمال عبدالناصر بمدينة منفلوط، يلفت نظرك مبنى لقصر عتيق، يبعد عن قصر الطرزي باشا الأثري ببضعة أمتار، وكأن المنطقة تأخذك مبانيها إلى حقبة زمانية قديمة، إنه قصر عبدالنور باشا.

شكل قصر عبد النور باشا

بالبحث عن مدخل القصر الذي تختفي ملامحه الخارجية خلف سيارات الترحيلات الخاصة بمركز الشرطة، تجد بوابة حديدية يعلوها لافتة “إدارة منفلوط التعليمية”، وبالدخول من البوابة تقع عينك على حديقة أمامية كبيرة مساحتها حوالي 700م، يتوسطها نافورة تختفي ملامحها، وكان بانقطاع المياه عنها حكم عليها وعلى الحديقة بالموت، وتأخذك الحديقة الأمامية لحديقة أخرى خلفية يوجد بها أثاثات تابعة للإدارة التعليمية مساحتها حوالي 300م، يتوسط المكان مبنى القصر الشامخ العتيق الذي يرجع بنائه للطراز الروماني، مكون من 3 طوابق، تأخذ شكل لوحة فنية متناسقة مع بعضها، يبلغ مساحته حوالي 800م تفاصيل وملامح تراثية، وعلى الجانبين درجات سلالم تأخذك إلى فرندة واسعة.
أما السقف يرجعك لعصور لا تراها إلا على شاشة التلفزيون، وبالنظر إلى الغرف يفصلك عن كل هذه الصور، صورة من الإجراءات والمعاملات والمكاتب والدواليب الحكومية التي تخفي باقي ملامح القصر التراثية، وتأخذك أقدامك للداخل وعلى الجانب الأيسر في منتصف القصر باب صغير قديم، بداخله سلم قديم ذو درابزين حديدي، ثم درجات السلم تصل بك إلى الأدوار العليا، الذي يرجعك لاحقا لعصرنا هذا بهيئة الحكومية التقليدية.
بنى قصر عبدالنور باشا عام 1901م، بناه عبدالنور دوس بقطر على الطراز الروماني، ثم تبرع عبدالنور باشا بالقصر كمستشفى للفرنسيسكان في عهد النحاس باشا، وكانت تعمل في مجال الإعانة الإنسانية بمساعدة الإرساليات الطبية الأتية من أوروبا، أغلقت المستشفى في الثورة، لتوقف الإرساليات الطبية القادمة من أوروبا، ثم أقيم بالقصر مدرسة ثانوية بنات وأعقبها إدارة منفلوط التعليمية، وأخيرا في عام 1999م أخد ورثة عبدالنور حكم قضائي باستعادة القصر لهم من وزارة التربية والتعليم، ولكنه مازال لليوم تابع لوزارة التربية والتعليم.   
وبالعودة للدور الأول من القصر ووسط المكاتب الحكومية حدثنا إيهاب أديب، موجه بإدارة منفلوط، من سكان شارع مركز الشرطة، أنه حكى له من والده أن بناء القصر يرجع لقصة حدثت بين عبدالنور والطرزي باشا صديقه الشخصي، وهي أن عبدالنور كان يسكن أولا جنوب مدينة منفلوط بمنطقة درب الشيخ رمضان وهي منطقة شعبية، وكان مريضا وذهب لزيارته الطرزي باشا وحدثه أن المنطقة لا تليق به، واقترح عليه ليسكن بجانب قصره ووعده عبدالنور بأنه سيبني قصر بعد شفائه بجانبه وحدث هذا بالفعل، ويروي أن عبدالنور باشا باع أرض زراعية مساحتها حوالي 55 فدانًا بمدينة أبوقرقاص التابعة لمحافظة المنيا لاستكمال بناء القصر.

زيارات القصر

استضاف قصر عبدالنور باشا الكثير من الشخصيات البارزة المشهورة في الدولة حينها، وعلى رأسهم استضافة المطربة أم كلثوم في زيارتها الثانية لمركز منفلوط، وأقامت فية حفلها الغنائي، وسكنت بالقصر أم كلثوم ومن يرافقها في زيارتها والشخصيات البارزة الحاضرة للحفل من مصر وأسيوط.


 

لمشاهدة فيديو من داخل قصر عبد النور باشا اضغط هنا

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر