في ذكرى وفاة ليلى مراد.. ماذا قال عنها موسيقار الأجيال؟

بصوت عذب وحنون أدخلها في قلوب الملايين، عاشت قيثارة الغناء العربي ليلى مراد ، حياتها وهي تتغنى بالحب وسماته “بالقلب الدليل”، وعادت لتبكي لوعته، و”قلة أملها في الدنيا”.
تمتعت بقدرات فنية مؤثرة في أدائها التمثيلي والغنائي، لتصبح “قيثارة الغناء العربي”، ويتصدر اسمها عناوين أفلامها مثلما كان نجم جيله الفنان الراحل إسماعيل يس، فكانت “ليلى بنت الأغنياء”، و”ليلى بنت الفقراء”، و”ليلى بنت الريف”، و”ليلى بنت المدارس”، و”ليلى بنت المصريين”، هذه هي ليلى مراد بنت الإسكندرية صاحبة أعلى أجر في تاريخ السينما المصرية، والتي قدمت أكثر من ألف أغنية واثقة الخطى، والتي رحلت عن عالمنا في 21 نوفمبر 1995.

نشأتها

ولدت الفنانة ليلى مراد في 17 فبراير 1 عام 1918 بمحافظة الإسكندرية لأسرة يهودية الأصل، وكان اسمها الحقيقي “ليليان”، وهي ابنة المغني والملحن إبراهيم زكي موردخاي “زكي مراد”، الذي قام بأداء أوبريت “العشرة الطيبة”، وكان من تلحين الموسيقار سيد درويش، ودرست في مدرسة نوتردام ديزابوتر.

بداياتها الفنية

بدأت ليلى مراد مشوارها مع الغناء، وهي في سن الرابعة عشرة، حيث تعلمت على يد والدها زكي مراد، والملحن المعروف داود حسني، تقدمت للإذاعة في منتصف الثلاثينات كمطربة، وتحديدًا عام 1934 وتم قبولها.

ثم بعد ذلك سجلت أسطوانات بصوتها، وخاضت التمثيل الفني عام 1937، حيث وقفت أمام الموسيقار محمد عبد الوهاب، والمخرج محمد كريم في فيلم “يحيا الحب”.

وفي هذا الوقت كانت قد غيرت اسمها إلى “ليلى مراد”، وعندما أنشأت دار الإذاعة المصرية تعاقدوا على الغناء مرة أسبوعيًا، وكانت أولى حفلاتها الغنائية التي قدمتها للإذاعة في 6 يويو عام 1934 وغنت بها موشح “يا غزالا زان عينه الكحل”، وبعد ذلك انقطعت عن حفلات الإذاعة بسبب انشغالها بالسينما، ثم عادت إليها مرة أخرى عام 1974 بأغنية “أنا قلبي دليلي”.

أنور وجدي وليلى مراد من فيلم حبيب الروح- مشاع إبداعي
أنور وجدي وليلى مراد من فيلم حبيب الروح- مشاع إبداعي

أهم  أعمالها

قدمت ليلى مراد للسينما أكثر من 27 فيلمًا سينمائيًا، أولها “يحيا الحب”، مع الموسيقار محمد عبد الوهاب عام 1937، وآخر أفلامها “الحبيب المجهول”، عام 1955 مع الفنان حسين صدقي، حيث اعتزلت بعده العمل الفني وهي في قمة مجدها.

كان من أشهر أفلامها “قلبي دليلي، ليلى، ليلى بنت الفقراء، ليلى بنت الأغنياء، ليلى في الظلام، بنت الأكابر، حبيب الروح، عنبر، الهوى والشباب، سيدة القطار، الماضي المجهول، المجنونة، من القلب للقلب، غزل البنات، شاطئ الغرام، ليلة ممطرة، ليلى بنت المدارس، والحياة الحب”.

كما ارتبط اسمها باسم الفنان أنور وجدي، بعد أول فيلم لها معه، وكان من إخراجه وهو فيلم “ليلى بنت الفقراء” وتزوجا عام 1945.

ووصل عدد الأغاني التي قدمتها ليلى مراد قرابة 1200 أغنية، ولحن لها كبار الملحنين من أمثال “رياض السنباطي، زكريا أحمد، القصبجي، محمد عبد الوهاب ومحمد فوزي”، ومن أبرز أغانيها الأغنية الوطنية “الاتحاد والنظام والعمل” عام 1953.

النجوم نجيب الريحاني، ومحمد عبدالوهاب، ليلى مراد، يوسف وهبي، أنور وجدي من فيلم غزل البنات- مشاع إبداعي
النجوم نجيب الريحاني، ومحمد عبدالوهاب، ليلى مراد، يوسف وهبي، أنور وجدي من فيلم غزل البنات- مشاع إبداعي

محمد عبد الوهاب متحدثًا عنها

في كتاب النهر الخالد لسعد الدين وهبة، وهو حوار طويل عن حياة عبد الوهاب، قال فيه متحدثًا عن ليلى مراد: “لم تكن ليلى وحدها هي الصوت الجميل الذي اكتشفته ولحنت له؛ بل هناك العشرات والعشرات، لكن بقيت ليلى مراد من أرق الأصوات في الأغنية الاستعراضية خلال فترة الأربعينيات”.
يحكى موسيقار الأجيال عن ليلى: “بدأت علاقتى بها من خلال والدها المطرب زكي مراد الذي قال لي عندي بنت ياريت تسمعها، وعندما سمعتها وجدتها شيئًا خطيرًا، ووجدت فيها حدة النبرة وشدة التأثر والإحساس بالألم الصادق، ورغم حرصي على الفلوس وقتها، قررت أن أعمل لها حفلًا على حسابي في تياترو رمسيس، لكنها لم تحقق النجاح المطلوب، رغم أنها غنت من ألحان داود حسني، الذي لحن أغنية قمر الليالي، قمر لم يبالِ، ومن ألحاني خايف أقول اللي في قلبي”.
يضيف موسيقار الأجيال: “اكتشفت فيها عيبًا واحدًا هو الخوف من الناس، وهو عيب يقسم وسط المغني، فحررتها منه ومنعتها من الظهور أمام الناس مباشرة فانطلقت تغرد، فأخذتها معي في فيلم يحيا الحب، فزال الخوف تمامًا وانطلقت لأنها أمام الكاميرا وليست على المسرح أمام الناس، وفي ذلك الفيلم غنت 3 أغانٍ كلها نجحت، وهكذا لولا الخوف لكانت ليلى مراد أعظم مطربة في الدنيا”.
ويكمل حديثه موضحًا: “كانت ليلى مراد مدرسة في الاستعراض الغنائي، ولحنت لها فيلم يحيا الحب، وبعده عنبر الذي غنت فيه مع ثلاثة مختلفين عن بعض: محمود شكوكو بمصريته الصميمة الحلوة، وهو الواد المصري الحدق، والمطرب اللبناني إلياس مؤدب، وعزيز عثمان الذي غنى مربوط ع الدرجة الثامنة والناس درجات”.
وواصل عبد الوهاب سرد قصته مع ليلى مراد، قائلًا: “طبعًا نجم النجوم في سينما ذلك العصر إسماعيل يس، كانت ليلى بطلة أول توليفة في الغناء المصري بفيلم عنبر، وغنت فيه كما غنت في فيلم لأحمد سالم اسمه “الماضي المجهول، أما غناؤها الخالص لمحمد عبد الوهاب فكان في فيلم غزل البنات، وكان من إنتاجي مع أنور وجدي”.
“وفي هذا الفيلم ظهر خوف ليلى مراد، لكنه كان الخوف المحبب الأقرب للحرص على العمل، وذلك في أغنيات، الحب جميل، واتمخطري، ومليش أمل في الدنيا، والدنيا غنوة”، حسب موسيقار الأجيال، الذي أوضح أنه في “غزل البنات” أمام ليلى مراد خرج نجيب الريحاني عن السائد في البكاء بالجلسرين، وقال “أنا متعذب خِلقة من غير دافع، فأنا جواية من الهموم ما يجعلني أدمّع واعيّط وأبكى طبيعي”.

وفاتها

في مثل هذا اليوم 21 نوفمبر 1995، رحلت عن عالمنا “قيثارة” أثرت بصوتها في أرواحنا، بعد رحلة فنية ممتعة، ما زلنا نتغنى بأغانيها حتى وقتنا هذا.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر