«عروض تراثية.. احكي للعالم.. شارع الفن».. هكذا كان الاحتفال باليوم العالمي للتراث


نظمت وزارة الثقافة والآثار بالاشتراك مع التنسيق الحضاري ومنظمات المجتمع المدني، احتفالية كبرى شملت فعاليات بعدد من شوارع وميادين القاهرة، احتفالًا باليوم العالمي للتراث، ترصدها “ولاد البلد” في التقرير التالي:
فقرات تراثية وأكلات شعبية بأكاديمية الفنون
وسط ساحة أكاديمية الفنون بالجيزة، يقف بائعي المأكولات الشعبية “الفول والطعمية، والحمص، والزلابية” على غير المعتاد، إلا أن الطابع الفني والمهني لأكاديمية، استدعى دعوة أساتذة الأكاديمية كل ما يتعلق بالتراث سواء كان شعبي أو فني.
من محافظة سوهاج جاء رجال تضفي أزيائهم التي يرتدونها هيبة، وتضيف مسكتهم للعصا وضربها على الأرض خوفًا وشوقًا للعروض التي بدأت تقدمها فرقة “التحطيب”، والتي يتقدمها الرئيس صابري محمود، مؤسس المركز الدولي لتعليم فنون التحطيب.
يقول الرئيس صابري، إن المركز تلقى دعوة من الأكاديمية لحضور احتفالية اليوم العالمي للتراث، مرحبًا  بها، لأنه يهدف إلى إحياء تراثنا وتصديره للخارج، وتعريف المواطنين بماهية التحطيب خاصة بأن الكثير لا يعرف إذا كان التحطيب رياضة وفلوكور تراثي أو رقص، مؤكدًا أن الدعوة بدون مقابل، للفخر أمام العالم، التراث الوحيد الذي يمثل مصر هو تراث التحطيب كل الرقصات تمثل محافظات ولكن التحطيب هو فن فرعوني من 5 آلاف عام، لأنه جمع كل المواطنين في تراث واحد.
كانت الفقرات الأولى التنورة والأراجوز ثم التحطيب، إضافة إلى تعليم الفتيات والشباب فن التحطيب.
عن المركز يضيف الرئيس أنه تم إنشاؤه عام 2012؛ بهدف الحفاظ على التراث المصري وخاصة التحطيب، وتصدير ثقافة التحطيب للخارج من خلال إنشاء بطولة واتحاد دولي، للمشاركة في المهرجانات العالمية والدولية.
من مدن القناة جاء الريس زكريا بفرقته “الطنبورة”، للمشاركة في إحياء التراث المصري، والذي يمثل بقوة الفن الشعبي، وكانت نغمات السمسمية و”آه يالالي” هي البوابة التي عزفت الفرقة من خلالها العديد من الأغاني الشعبية، إضافة إلى استعراض لرقصة مدن القناة، والتي حرص الطلاب على تقليدها.
تشير الدكتورة رانيا يحيى، إلى أن أكاديمية الفنون لها دورا هامًا في الحفاظ على التراث والمشاركة في الفعاليات التراثية، والتي تحتاج إلى تكاتف من جميع مؤسسات المجتمع المدني مع الهيئات الحكومية لعمل توعية واحتفالية تكون شاملة وتليق بتراث مصر العريق، إضافة إلى المشاركة في المجالات والملتقيات في المجالات الإبداعية المختلفة.
تقول الدكتورة نهلة إمام، الأستاذ بأكاديمية الفنون، إن اليوم العالمي للتراث كان يطلق عليه تراث المباني، ولكن تحول إلى التراث العالمي، لأن التراث يعني الناس والحرف والعادات والفنون التراثية، مشيرة إلى أنه أول عام تحتفل فيه وزارة الثقافة والآثار باليوم العالمي للتراث ولمدة أسبوع، بمشاركة جميع الهيئات والتي نظمت مشاركتها بشكل مشرف، موضحة أن من أهم ملامح الاحتفال افتتاح شارع الشريفين، والذي تحول إلى شارع الفن، وسيصبح موطن كل من يملك موهبة للجوء إليه من بيع لوحات، وهذا يعد نقلة كبيرة في التراث المصري.
“العز بن عبدالسلام” المحطة الأولى لحملة “احكي للعالم”
“العز بن عبدالسلام”، الانطلاقة الأولى لحملة “احكي للعالم”، التي ينظمها مشروع “اكتشف مصر” بالتعاون مع موقع كايرو 360 وقسم الثقافة والتراث بموقع “ولاد البلد” وموقع بوابة الحضارات بمؤسسة الأهرام، بهدف التعريف بالتراث المنسي في مصر، والتي اختارت اليوم العالمي للتراث للتأكيد على رسالة الحملة وهو الحفاظ على التراث المصري من خلال التعريف بمن هو منسي.
وقالت نجلاء، مسؤول مشروع “اكتشف مصر” بكايرو 360، إن الحملة تهدف إلى نشر الوعي بالأماكن الأثرية غير المعروفة والمهملة خاصة الأماكن التي شارفت على الاندثار، من أجل حفظها سواء بالتوثيق عن طريق كتابة المقالات والفيديوهات أو بعمل جولات ميدانية إليها، مشيرة إلى أن  اختيار عنوان الحملة جاء من منطلق أن تراث مصر لابد أن يكون رسالة للعالم من خلال الحكي عنه والتعريف بأهم معالمها.
أوضح الدكتور أبوالعباس، من موقع بوابة الحضارات بمؤسسة الأهرام، أن الموقع تفاعل مع الحملة، لأنه يقع في إطار عملها التراثي والحضاري.
وعن العز بن عبدالسلام، اختار أحمد الأزهري، الباحث، والذي رحب بدعوة “اكتشف مصر” له للحديث عن الجوانب غير النمطية في الشيخ العز بن عبدالسلام، والتي من بينها الإحسان، والاهتمام بأعمال القلوب، وأنواع الحقوق، وإدخال السرور على المؤمنين، عرضًا لعدد من مؤلفاته.
                                  
“كقطعة من باريس”.. “الشريفين” يتحول إلى شارع الفن
شارع طويل ينحصر بين جدران عريقة وقديمة المنشأ، إٌضافة إلى جدران المعالم القديمة مثل الإذاعة المصرية القديمة، وتطغى ملامح الفن بكل قوة، فهناك فتاة بصوت ناعم تغني، وآخر يمسك بريشته ويرسم بأطراف أنامله، وبراعم صغيرة تصور أخيلتها على الورقة، إنه شارع الفن.
عند دخولك بداية الشارع تشعر بأنك قطعت مئات الأميال في لحظة ووصلت إلى أحد شوارع باريس الناعمة؛ حيث الأضواء الخافتة ونغمات الموسيقى الهادئة والروائح العطرة المنعشة، وبين معالم فنية تمزج أصالة الماضي ولمسات الحاضر، تحول شارع الشريفين إلى شارع الفن، والذي افتتح تزامنًا مع الاحتفال باليوم العالمي التراث.
يقف محمود مختار، فنان تشكيلي، أمام تمثاله المنحوت على يده، ليستكمل ملامحه، قائلًا: يعيد الحركة الفنية في مصر، كما أنه يتيح التواصل المباشر بين الجمهور والفنانين في مختلف أنواع الفنون، وسيعتبر الشارع هو القناة الرسمية الشرعية للموهوبين في إبراز موهبتهم دون قيود، مشيرًا إلى أنها فكرة حضارية مطبقة بكثير من دول العالم.
ويتمنى الفنان تكرار الفعاليات بهذا الشكل الحضاري، وتنظيم سوق للفن في فترة معينة كل عام لعرض التجارب الفنية الخاصة، كما يحدث في دول الخليج والتي تنظم سنويا معرضًا للفنون تستضيف فيه فنانين من دول العالم لعرض أعمال الخليجيين، مما يسمح لتوسيع نطاق الدولة وإظهارها بشكل حضاري، كما يعود بالنفع على الفنان الذي يشارك في المعرض، موضحًا أن مصر تملك العديد من المواهب الرائدة في حاجة إلى فرصة حقيقية لإظهارها، والدليل على ذلك اقتناء الأجانب للكثير من اللوحات المصرية الفنية.
رسمة البواب
“الشارع بقي حته من باريس”.. هكذا يصف علي ناصر، من قاعة الفنون التشكيلية، شارع الشريفين والذي تحول إلى شارع الفن، موضحًا أن أحد أصحابه دعاه إلى الحضور إلى شارع الفن الذي سيظل دائمًا هكذا.
وقال ناصر:”رسم بواب مشهور في الشارع في المنطقة والناس عمالة تسلم عليه من شهرته”، مؤكدًا أن التفاعل مع الناس في الشارع كان هائلًا والدليل على ذلك طلب البواب منه أن يقوم برسمه ملتزمًا الصمت مستمعًا لتعليماته، ما يدل على ثقافته الفنية.
يرى ناصر أن الشارع موقعه بوسط البلد متميز، لضمه كل الأشكال والثقافات، إضافة إلى تنظيمه بشكل جيد.

ورش للأطفال
تقول موظفة بقطاع الفنون التشكيلية بإدارة التربية المتخصصة إن اليوم تضمن أيضًا ورش رسم للأطفال، سواء للتعليم أو للممارسة مع حرص الوزارة على توفير خامات الرسم للأطفال، مؤكدة أن الوزارة توجه رسالة من خلال افتتاح الشارع وتسميته بشارع الفن، وهو أنه متاح للجميع في أي وقت دون قيود.
ويوضح مجدي حسين سعيد، من سكان الشارع، حوالي 50 عامًا، الفرق بين تجديد الشارع وزخرفته والإذاعة وكل المباني الجديدة التي تم تجديدها، منوهًا بأن المنطقة مر بها العديد من الممثلين والشخصيات الهامة القديمة.

وقال المهندس عاطف عبدالحميد، محافظ القاهرة أثناء الافتتاح، إن الحرف التراثية في القاهرة تحديدًا انضمت إلى الحرف التراثية والفنون الشعبية التراثية، لأنها غنية بعدد من الحرف، النحاسين والخيامية ودرب البربرة والعقادين، وأصبحت مصر بذلك على قوائم اليونسكو، ومن ضمن الاحتفالات سيتم عمل مصنع للحرف التراثية في شارع المعز وسيكون له مردود إيجابي.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر