عرض كتاب| تجليات الأصالة والمعاصرة.. قراءات نقدية

تجليات الأصالة والمعاصرة

صدر حديثا كتاب “تجليات الأصالة والمعاصرة.. قراءات نقدية”، عن الهيئة العامة لقصور الثقافة فرع جنوب الصعيد، في 111 صفحة من الحجم المتوسط، عبارة عن خلاصة الدراسات النقدية لمؤتمر اليوم الواحد بقنا، والذي عقد في شهر أبريل الحالي.
وبحسب الشاعر حمدي حسين، أمين عام المؤتمر، حرص المؤتمر في دورته الحالية على الاحتفاء بعدد من الأدباء والمبدعين الذين تمثل كتاباتهم الأصالة والمعاصرة باختلاف أجيالهم، وبخاصة أولئك الذين لم تسلط عليهم أضواء القراءات النقدية، مشيرا إلى أن نادي الأدب المركزي بمحافظة قنا يسعى إلى الحفاظ على التراث الأدبي للمحافظة من خلال توثيق الكتابات والكتاب.
يتضمن الكتاب دراسات نقدية متنوعة في القصة القصيرة والرواية والشعر، في أشكال مختلفة.
الراوي العليم
تحت عنوان “حدقة واحدة.. ومتسع وحيد للرؤية”، يلمح الناقد مصطفى جوهر إلى أن القاص عاطف عطيت الله، ابن قرية أبو مناع بدشنا، اعتمد في سرده على أسلوب الراوي العليم، الذي يتحدث بصيغة “الأنا”، والذي يحاول من خلال سرده للأحداث أن يحدث فيها تأثيرا عاكسا لرؤيته وتحليله، مشيرًا إلى استخدامه آلية التشبيه، والتي تجعل القارئ على غير يقين، متأرجحا ما بين حالة الشخوص والأحداث.
الضوء والوقت
وفي قراءته النقدية للمجموعة القصصية “ثنائية الضوء”، يعتقد الناقد محمد سلامة أن القاص محمد عبدالعليم، ابن مركز نجع حمادي، ركز على المشكلات المجتمعية من خلال ومضات قصصية مركزة، تمثل كل منها كيانا مستقلا وفي نفس الوقت تترابط جميعها من خلال الفضاء المكاني الذي اختاره القاص مسرحا لبنائه السردي.
ويشير محمد سلامة إلى  خصوصية قصة ثنائية الضوء في أن القاص تعامل معها كلوحة ضوئية اعتمدت على تيمة الزمن والليل، لترسم صورة تشاؤمية ذات طابع تراجيدي، موضحا أن لفظ الليل ومرادفها تكررت في النص أكثر من 65% من مجموع الحضور الضوئي.
سمط الدر
وفي الدراسة التي حملت عنوان “حصاد البر في تحليل سمط الدر”، يشير الناقد عبدالوهاب خفاجي إلى أن الكتاب عبارة عن رسالة أشبه بالرسائل الخطابية وهي من تأليف علي إبراهيم الدشناوي، الذي اعتمد في كتابتها على الأحرف غير المنقوطة، موضحًا أن ذلك يعتبر نوعا من الكتابة العاطلة، ويرى الناقد أن الدشناوي بالرغم من أنه عاصر فترة التجديد في الكتابة الأدبية إلا أنه أراد أن يغاير ويرتد إلى الوراء ليكتب بأسلوب القدماء، لافتا إلى أنه يتضح من الوهلة الأولى أن الشيخ الأزهري استخدم أسلوب الخطابة والسجع والاستعارات المكنية، ويتضح أن الهدف الرئيس من الرسالة كان مدح جمال عبدالناصر والضباط الأحرار، وفي نهاية رسالته يميل أكثر إلى أسلوب الوعظ والإرشاد، ما اعتبره الناقد أحد عيوب النص.
عائد من جزيرة الشيطان
وفي نقد رواية “عائد من جزيرة الشيطان” لكاتبها علي عبدالحميد الدشناوي، يعتقد الناقد وائل النجمي أن الراوي اعتمد أسلوب الراوي العليم والملم بكل أحداث الرواية وتفاصيلها؛ بالرغم من أنه أكد في تصدير الرواية أنه مجرد ناقل للأحداث الواقعية التي عاشها بطل الرواية على مدار ما يقرب من خمسين عاما، متنقلا ما بين مصر وفلسطين وسوريا ولبنان وفرنسا وأمريكا الجنوبية مكافحا ضد الاستعمار تارة وهربا من سطوته تارة أخرى.
ويرى النجمي أن الرواية اعتمدت في سرد الأحداث على التشويق المستمر والمتلاحق والذي يجعل القارئ بعد كل فصل يسأل نفسه ما الذي سيحدث مع البطل؟، ملمحا إلى أنه بطبيعة الحال كون أن الرواية  صدرت تحت إشراف إدارة الشؤون المعنوية في فترة السبعينيات فإنها اتسمت بالطابع التوجيهي أو التحريضي؛ بهدف بث روح الجهاد وحب الوطن لدى النشئ، خصوصا الجنود على الجبهة وتحمل كل أنواع الصعاب والمشاق.
وكانت “ولاد البلد” قد نشرت سلسلة من الموضوعات حول رواية العائد من جزيرة الشيطان، والكاتب وبطل الرواية.
صرخة ثورية
وفي قرائته النقدية لديوان صرخة في حضن الميدان للشاعر حسن العتماني، ابن مدينة قوص، يعتقد الناقد فتحي أبوالمجد أن الشاعر يقدم نقدا للواقع من خلال معايشته للجموع المحتشدة في الميدان  والمتطلعة إلى غد جديد مشرق للوطن، ويرى الناقد أن الشاعر لم يعالج ذلك في ذاتية بل تحدث باسم كل الجماهير.
أنا الشعب وثاير شهيد
مدفع في وقت الحرب
وخروف في يوم العيد
عايش في كل زمن وحي
وبحسب أبو المجد فإن الحالة الشعورية التي عاشها الشاعر من خلال معايشته للجماهير في الميدان انعكست على  نصوص المجموعة، ليوثق عمق الحالة الثورية النابعة من الشعور الجمعي بالقهر والظلم.
موسيقى شعرية
وحول ديوان “لهيب يلتهم الغيب”، للشاعر أمبارك إبراهيم، يقدم الناقد أسامة القوصي دراسة نقدية حول جماليات الشعر المنثور، معتبرا الديوان نموذجا حقيقيا لهذا الشكل الشعري، مؤكدا على أن الشاعر استطاع أن يصنع موسيقاه الخاصة من خلال تناغم الألفاظ والصور الشعرية، والتي تؤكد عمق تجربته وأصالتها، ملمحًا إلى أن أسلوب الشاعر اقترب كثيرا من الأسلوب السينمائي في سرد الحالة الشعرية.
“ها أنت تدخلين جسدي
مثل عاصفة انفلتت لتوها
من تثاؤب جبل
أعد نفسه للسقوط”
سمو الحزن في العدودة القبطية
وفي نقد كتاب “العدودة القبطية” للباحث أحمد عبدالغني، يشير الناقد فتحي أبو المجد إلى أن الباحث قدم نماذج متعددة من العدودة القبطية بأنماطها المختلفة من كل مدن وقرى محافظة قنا، فلم يكتفي بالنموذج المتاح في مسقط رأسه في مدينة نجع حمادي، ومن خلال بحثه توصل إلى ثراء تراث العدودة القبطية  وبعدها عن التكرار والحشو في المتن أو الابتذال في اللفظ والمفردات، كما رصد الباحث التباين الواضح بين العدودة من مكان إلى آخر، وهذا التباين بحسب الناقد صنعه المناخ الثقافي الشعبي لكل قرية، لتأتي المفردات والتعابير عاكسة لثقافتها المختلفة، ويشير الناقد إلى أن الفكرة الأساسية التي عرضها الباحث هي سمو الحزن عند الأقباط، حتى مع المراتب الدينية.
“مات الحبيب وفي إيده انجيلة
شاف المسيح ساند ومديله
سافر ولم البركة في منديله”

تجليات الأصالة والمعاصرة

عروض كتب أخرى

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر