عرض رواية: مدينة البهائم لإيزابيل الليندي

عرض رواية مدينة البهائم

كتب- مارك أمجد

فكرة الرواية:

تدور الرواية حول فتى مراهق يضطر لترك الحياة في بيت أسرته والانتقال للعيش مع جدته التي تقطن في ولاية أخرى.
الجدة رغم كبر سنها تتسم بخفة الدم وحبها لصنع المقالب في الآخرين، كما أنها لا تكترث البتة لعامل السن وتتعامل مع الحياة بمنتهى البساطة والمرح. تقترح على الحفيد الذهاب في رحلة استكشافية مع زملاء قدامى لها إلى غابات الأمازون لاستكشاف المناطق هناك بأسرارها وكنوزها وقبائلها. تتزامن الأحداث مع خبر ظهور بهيمة متوحشة بجسد ضخم ورأس صغيرة ومخالب في اليدين.
يتكون أعضاء الرحلة الاستكشافية بخلاف الجدة وحفيدها من صائدين مهرة وباحثين عن الماس وصحفيات وعلماء ومتخصصين في علوم التطور والإنسان. وطوال رحلة استكشافهم وبحثهم عن الثروات والبهيمة المتوحشة تسرد إيزابيل الليندي ألاعيبها السردية في كشف طبيعة البشر كرجال ونساء وكهول وفتيان من خلال المواقف التي تقحمهم فيها. فالحفيد مثلا يكتشف تلاعب هرموناته به وسط بعثة استكشافية بها أكثر من امرأة في أعمار وتفاصيل جسدية متباينة، والرجال يظهرون دوما نظرتهم الدونية للنساء ويؤكدون على أن الوحشية هي سر بقاء الإنسان، وأن الطبيعة بثرواتها وحيواناتها هي الصيد الأهم دون أي اعتبارات أو رأفة تؤخذ في الحسبان. والجدة بحكم سنها تراقب كل هذه الأشياء من بعيد وتطلق أحكامها وتهكماتها كما تشاء. لنكتشف في النهاية أن مدينة البهائم فعلا ليست الغابة الأمازونية وإنما المدينة المتحضرة التي أتى منها المستكشفون.

أسلوب المؤلفة:

اعتمدت إيزابيل الليندي في هذه الرواية على استخدام تكنيك القصة المثيرة التي تحمل في طياتها أكثر من مجرد قصة. فهي تجذب القارئ من البداية بفكرة البعثة الاستكشافية في غابات الأمازون ثم لا تكف عن طرح أفكارها ورؤاها للعالم والرجال والنساء، وتعامل البشر تجاه الطبيعة والثروات، والعنصرية الفجة بينهم وبين بعض نظرا لاختلاف أعراقهم وألوانهم وجنسياتهم وأنواعهم الجندرية. كما أن المؤلفة أبدت ثقافة لا بأس بها في تاريخ الحضارات والأراضي والشعوب، فلا تتوقف مهارتها على مجرد سرد قصة جيدة، وإنما تغذيها بكمية كبيرة من المعلومات مع توظيفها في أماكنها الصحيحة، خاصة تلك المتعلقة بقبائل الهنود الحمر وطقوسهم واعتقاداتهم الخاصة بفكرة الحياة والموت والبعث والخوف.

إيزابيل الليندي:

ولدت إيزابيل الليندي عام 1942 في البيرو. بدأت حياتها المهنية كصحفية حيث كانت إحدى مؤسسي المجلة النسائية “باولا” كما عملت محررة في العديد من مجلات الأطفال وبرامج التليفزيون. ألفت عشرين كتابا تُرجموا للغات كثيرة وبيع منها ما يقرب من الخمسة وستين مليون نسخة وحُول اثنان منهم إلى أفلام سينمائية. حازت العديد من الجوائز في تشيلي والبرتغال والولايات المتحدة الأمريكية، وإحدى الجوائز سلمها لها بنفسه الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

عن الكتاب:

الرواية صادرة باللغة العربية عن دار ورد طبعة أولى 2003 من ترجمة رفعت عطفة في 270 صفحة من القطع المتوسط.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر