عرضته مسابقة الأفلام القصيرة.. «ريد فيلفيت» دراما تشويقية حول صراع النفس البشرية

 
في قاعة عرض الأفلام بسينما مركز الهناجر للفنون، عرض الفيلم المصري الروائي القصير “ريد فيلفيت”، والمعروض ضمن مسابقة سينما الغد للأفلام القصيرة بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ”39″، المقامة في الفترة من 21 وحتى 30 نوفمبر الحالي، تحت شعار “سحر السينما على أرض الحضارة”.
عكس المتوقع
رغم أن اسم “ريد فيلفيت” يوحي للمشاهد بكونه فيلمًا كوميديًا من الدرجة الأولى، إلا أنه على مدار خمسة عشر دقيقة، ستحبس أنفاسك، ولن تستطيع مقاومة فضولك، أو السيطرة على الأسئلة التي ستعصف بعقلك. ولن تكون قادرًا على إغماض عينيك؛ حتى لا يفوتك جزء ولو بسيط من الفيلم، وسيرتجف قلبك خوفًا وقلقًا على بطل الفيلم.
صراع دائم
يبدأ “ريد فيلفيت” بصورة طفل لم يتجاوز الثامنة من عمره، يدعى آسر، يعيش مع والدته في شقتهم بالمقطم. يمسك آسر في يديه مجلة، ويبدي إعجابه بإحدى قصات الشعر؛ ليسير نحو أمه معلنًا رأيه في تلك “القصة”، التي تأخذه في أحضانها للنوم، عقب رميها للمجلة أسفل السرير.
يأتي نهار جديد بأحداث غير متوقعة؛ ليبدأ الصراع الدائم بين ما يريده الفرد وما يجب القيام به، ويقع آسر صاحب الثمانية أعوام ضحية لهذا الصراع، بعد إصابة والدته بغيبوبة فجائية دون أن يدري.
يظهر الصراع الأول أثناء حديث آسر مع شخصية مجهولة عبر الهاتف – شرطة النجدة – والتي تطلب منه الذهاب إلى أحد الجيران، وبين ما أكدته والدته بضرورة عدم الحديث مع الغرباء. ورغم تخبط آسر في البداية وتردده، إلا أنه قرر عدم الذهاب والانصياع وراء ما أملته عليه والدته من قبل.
والصراع الثاني يتجسد في كعكة الـ”ريد فيلفيت”، والتي انهارت أمامها آخر حصون آسر من مقاومة ما يريد في مقابل ما يجب أن يفعله. فرغم مرضه بداء السكري، وعدم أخذه لجرعة الأنسولين اليومية، ومعرفته بتداعيات الأمر، إلا أنه التهم قطعة كبيرة من الحلوى؛ لتنتصر في النهاية الرغبة على الواجب.
واستكمالًا لتجاوزات آسر وتحقيقًا لحلم من أحلامه، يجلب الفتى ماكينة لحلاقة الشعر؛ ليقرر قص شعره؛ ليصير كما كان يرغب دائمًا. ويستمر آسر في تطبيق المثل القائل “إن غاب القط العب يا فأر”.
لم تكن التجربة الأولى
من المعهود في الأفلام القصيرة، تصويرها في موقع واحد؛ لضعف الإنتاج المادي، ورغم ذلك لن تشعر بضيق المكان؛ لانسجامك مع أحداث الفيلم بمشاعرك كاملة، فسيصيبك القلق على الأم تارة، وتارة أخرى سيتوقف قلبك لحظة خوفًا على آسر من إصابته بأي مكروه.
ومن ناحية أخرى ستفاجأ في نهاية الفيلم أنه من إخراج مشترك بين محمود سمير، ويوسف محمود، اللذان جمعهما حب السينما والإخراج والصداقة. فتشاركا في إخراج فيلم “ريد فيلفيت” والذي يعد أول تجربة إخراجية لهما معًا، ولكنها لم تكن الأولى في عالم الإخراج.
فقد أخرج محمود سمير أثناء تخرجه في المعهد العالي لفنون السينما 2010، فيلمًا وثائقيًا بعنوان “إيمانويل” يتناول المصريون في عيون الآخر، عن طريق طالب نيجيري يعيش في القاهرة، ويعمل بخدمة العملاء في إحدى الشركات لجمع مصاريفه الدراسية.
وتأتي التجربة الإخراجية الأولى ليوسف محمود في فيلمه “متر مكعب” أثناء تخرجه من كلية الإعلام 2010، جامعة القاهرة، والذي ناقش الأزمة المصرية في حصتها من مياه النيل مع دول حوض نهر النيل.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر