دليل الفعاليات الثقافية فى مصر

الدليل - تعالى نخرج

«عرائس السمسم» تزين الحقول.. موسم الحصاد من التجفيف إلى التنفيض

عرائس خضراء منتصبة ومتراصة في الحقول، تحت أشعة شمس الصعيد الحارة، تعلن عن موسم حصاد السمسم، ذلك المحصول الذي يمتد تاريخه إلى مصر القديمة، ليبقى حتى اليوم رمزا من رموز الهوية الزراعية، وحاضرا على موائد أهالي الصعيد.

عرائس السمسم

وسط عرائس السمسم المتراصة، ذات الأوراق الخضراء التي تزين الحقول في هذا الوقت من العام. وتحمل بداخلها كبسولات مليئة بالبذور، بقرية رفاعة الطهطاوي -المعروفة باسم “قرية شباب الخريجين”- بمركز  أبنوب في محافظة أسيوط، يقف مصطفى أبو عمر، أحد مزارعي السمسم، فرحًا بمحصوله.

ويقول: “السمسم من المحاصيل التي تحتاج إلى اهتمام كبير من المزارعين، منذ البداية، من بداية تسميد الأرض والوقاية حتى الحصاد. ولا يتم الحصاد إلا بواسطة عمال ذوي خبرة. حيث نقوم بتقطيع العيدان ثم جمعها في حزم على هيئة عرائس في مواجهة أشعة الشمس لمدة تصل إلى 3 أسابيع حتى تجف تماما، وبعدها تأتي عملية الدراس”.

العرائس تحافظ علي المحصول

يوضح طوبة فصيح خير، مزارع: “عملية رص عيدان السمسم على شكل عرائس هي طريقة قديمة نحافظ بها على المحصول. نتركه تحت الشمس نحو 3 أسابيع حتى تستوي الحبوب وتفتح القرون. وضع الأعواد في حزم رأسية يمنع سقوط البذور على الأرض ويقلل من الفاقد”.

 تنفيض السمسم

يتابع أبو عمر: “قديما، وقبل دخول آلة الدراس، كنا نقوم بعملية تنفيض السمسم. نفرش الأرض بالمفارش ونضرب حزم الأعواد بالعصي لتساقط البذور، لكنها كانت طريقة شاقة ومتعبة”.

ومع دخول آلة “الدراس” تغيرت العملية، لكنها -رغم استخدامها الغرابيل- لا تعطي نتيجة مرضية تماما. إذ تختلط البذور بالغبار وبذور نباتات أخرى. لذلك تظل الحاجة إلى التنقية اليدوية قائمة، وهي مهمة يقوم بها القراقري باستخدام الغرابيل لإخراج السمسم بأعلى درجة نقاء. ويؤكد أبو عمر أن سعر السمسم يتوقف على حجم الحبة ونوعيتها، ما يستدعى عناية كبيرة منذ الزراعة وحتى الحصاد.

أكلات شعبية

يقول محمد إبراهيم، بالمعاش: “الأهالي في القرى التي اعتادت زراعة السمسم مشهورون بأكلات مثل دقة السمسم، التي تعد بمزج بذوره المطحونة مع الكمون والكزبرة المطحونين. وهي أكلة مفيدة جدا لاحتوائها على الكالسيوم والألياف ودهون السمسم الصحية. فضلا عن كونها من الأكلات الشعبية المحببة”.

لمحة تاريخية

يعد السمسم من أقدم المحاصيل الزيتية في العالم. وقد وجدت آثار تدل على استخدامه في مصر القديمة، إذ عُثر على بذوره داخل مقبرة الملك توت عنخ آمون منذ (1350 ق.م). كما ظهرت رسومات لنبات السمسم في مقبرة رمسيس الثالث. وعثر على أكواب مملوءة ببذوره في مقابر طيبة.

وتشير مؤلفات عديدة عن الحياة في مصر الفرعونية، إلى أن المصري القديم استخدم بذور السمسم وزيتها في الطعام. وكان ضمن الزيوت المستعملة في التحنيط وصناعة مواد التجميل. وتصف بردية إيبرس – أقدم البرديات الطبية- وصفات طبية عديدة يدخل فيها نبات السمسم.

زراعة وإنتاج 

توضح د.أسماء عبد الحليم، رئيس بحوث بقسم المحاصيل الزيتية بمعهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية: “تبدأ زراعة السمسم من أوائل إبريل حتى نهاية مايو. يحتاج إلى أراض جيدة الصرف أو رملية، ولا يصلح في الأراضي الملحية إلا بعد إضافة الأسمدة المناسبة”.

وتضيف: “السمسم من أهم المحاصيل الزيتية التصنيعية. إذ يدخل في صناعة الطحينة والحلاوة الطحينية والحلويات والمخبوزات”.

وتشير عبد الحليم إلى أن مصر تزرع ثلاثة أصناف رئيسية: (الشندويلي 3) تصل إنتاجية الفدان منه من 7 إلى 8 أردب، ويمتاز باللون الأبيض للبذرة. أما النوع الثاني فهو (توشكى1) تتراوح إنتاجية الفدان من 6 إلى 7 أردب، ويكون لونه كريمي. أما النوع الثالث (سوهاج1) لونه أحمر وتبلغ إنتاجية الفدان من 6 إلى 7 أردب. ويفضل المزارعون الصنف الكريمي لدخوله في الصناعات الغذائية.

محصول مبشر بالخير

يبدأ حصاد السمسم في أسيوط مع مطلع شهر سبتمبر. وقد بلغت مساحة الأراضي المزروعة به عام 2025 حوالي 1801 فدان، بإنتاجية تتراوح بين 500 و800 كجم للفدان. ويصف المزارعون محصول هذا العام بأنه مبشر بالخير، مطالبين الحكومة بتوفير الأسمدة بشكل أكبر.

اقرأ أيضا:

موسم الرمان في أسيوط.. خلية نحل بين الزراعة والتصدير

كيف احتفلت أسيوط بعيدها القومي؟

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر
إغلاق

Please disable Ad blocker temporarily

Please disable Ad blocker temporarily. من فضلك اوقف مانع الاعلانات مؤقتا.