فيديو| "فطيرة الخضيرات" حصريًا بقنا

فطيرة الخضيرات وجبة تستطيع وصفها بأنها فريدة المزاق، ماركة أخرى لا تقل عن بعض الحلويات المشهورة، ولكن لا يعرفها إلا مخترعيها بقرية الخضيرات التي سميت الفطيرة بأسمها، بمدينة نجع حمادي، محافظة قنا، ورغم كونها أحد أهم الوجبات التراثية هناك، لم يلقي عليها الضوء أحد، حاولت “ولاد البلد” توثيقها من الوجبات التراثية في الصعيد، التى لم يلتفت أحد لها بعد.
تقول أم مروان، أفضل من يتقن صنعها بشهادة كثيرين من أهل القرية، الوجبة كانت تقدم كوجبة الصباحية للعرسان بالقرية، مازلنا نعتز بهذه الوجبة رغم قلة السيدات التي أصبحنا يتقنوها، أو قلة صنعها بشكل عام لتكلفتها التىى أصبحت عالية مع ارتفاع الأسعار.

أصل فطيرة الخضيرات

الفطيرة عبارة عن عجينة مكونه من 12 طبقة رقيقة، في منتصفها حشو من الحلوى مميزة تشبه المهلبية، ولا يعرف سكان القرية من أول من صنعها أو عرفها بالقرية، فوجدوا أجيالهم من النسوة يتوارثنها فيما بينهن، يسميها البعض الصينية، هكذا تخبرك أم مروان، التي تعلمتها كأول مبادئ الانتماء التي علمتها لها، منذ 34 عامًا، حماتها بعد زواجها في القرية.

مكونات الفطيرة 

وتذكر أسماء عبدالفتاح عبدالرحمن، المرأة الأربعينية أو أم مراون كما تحب أن يناديها الناس، مكونات الوجبة كالتالي:
الحشو:
أرز+ لبن +بيض+ فانليا+ زبدة أو سمنة
العجينة:
بيض+ زيت+ ذرة ملح+ فانليا+ دقيق حلويات

طريقة الإعداد

الحشو:
يتم نقع الأرز في المياه لمدة 12 ساعة.
يضرب الأرز بنصف كمية اللبن المخصصة للفطيرة داخل الخلاط.
يتم غلي كمية اللبن المتبقية على النار.
توضع كمية الأرز باللبن على اللبن المتبقي بمجرد غليانة.
يتم إضافة السكر وخفق المزيج جيدًا وبشكل سريع.
إضافة جوز الهند بحسب الكمية.
توضع كمية من الزبدة على النار.
يُضاف لها الفول السوداني بعد تقشيره وتكسيره ليسخن قليلًا بالسمن.
يوضع الفول والسمن أو الزبدة على خليط الأرز باللبن السابق.
يخفق الخليط جيدًا يترك قليلاً.
تُدهن الصواني بالسمن.

العجينة
تعجن وتترك لمدة ساعة.
يتم فرد العجينة بشكل رقيق على الطبلية ” النشب”.
ويتم تقطيعها لـ6 طبقات داخل الصينية.
يوضع بين كل طبقة سمن.
يضاف الحشو السابق ” الخليط”.
ثم يتم فرد عجينة أخرى وتقطيعها لـ6 طبقات أخرى فوق الحشو.
نسخن الفرن بدرجة حرارة عالية وتترك لمدة ربع ساعة.
ثم يتم قلبها على الجهة الأخرى والانتظار ربع ساعة أخرى.
ويمكن تكرار الأمر مرة إضافية.
وأخيرًا يوضع الشربات ذو المزيج السميك أو العسل.
جدير بالذكر أن أم مراوان، تعلمت صنع فطيرة الخضيرات، منذ زواجها، وهي في 16 من عمرها، وكانت سببًا في معاونتها على تربية أبنائها الـ4، بعد وفاة زوجها وهي في سن 27 عامًا.

المرأة الأربعينية المعيلة، أثبتت أن الحزن في القلب، بكسرها لعادات الصعيد التى تعتبر من صنع الحلوى بعد وفاة الزوج بمدة قصيرة بمثابة إعلان للفرحة، ولكن أم مروان بعد وفاة زوجها قررت تحمل مسؤولية أبنائها وأتخذت من اتقانها لصنع الحلوى بأشكالها وخاصة فطيرة الخضيرات، مصدر رزق  بسعر رمزي، بعد أن كانت تعدها لأحبابها وجيرانها، بدون مقابل وحبًا في اتقاتها لصنعها.

زوجت أم مراون ابنتها الكبرى، وبنت بمعاونة الله أولاً منزلها، يعرفها أهالي القرية والبلدان المجاورة بشهامتها وجدعنتها واحترامها وعدلها في الميزان، واتقانها لصنع الحلويات، أم مروان أبت أن نترك منزلها دون أن تضايفنا من صنع يدها “فطيرة الخضيرات”.