صور| آثار الإسكندرية الغارقة.. محاضرة "القاضي" بالدراسات المصرية في كلورادو الأمريكية

ألقت الدكتورة مروة القاضي، أستاذ الحضارة والآثار المصرية بقسم الإرشاد السياحي في كلية السياحة والفنادق بجامعة الاسكندرية، محاضرة منذ أيام بجمعية الدراسات المصرية (ESS)، بمدينة دنفر بولاية كلورادو الأمريكية، بعنوان “التراث الأثري الغارق بالإسكندرية”، وتضمنت عددًا من الأسئلة والمناقشات العلمية من الحاضرين والمهتمين بدراسة علم المصريات.
وأوضحت الدكتورة مروة لـ “ولاد البلد”، أن المحاضرة التي ألقتها تحدثت فيها عن أهمية مدينة الإسكندرية التي كانت في يوم من الأيام أكثر مدن العالم القديم شهرة في مجال العلم والثقافة، كما كانت عاصمة مصر القديمة في العصرين البطلمي والروماني وحتى الفتح الإسلامي لمصر، وتم تأسيسها بموجب أوامر من الإسكندر الأكبر الذي قرر تأسيس مدينة ساحلية لتكون ميناءً جديدًا على البحر الأبيض المتوسط، وقد أعطى الإسكندر الأكبر هذا الأمر لجنوده بينما كان في طريقه على طول ساحل البحر المتوسط متجها لزيارة معبد آمون في واحة سيوة.


وأضافت القاضي، أنه تم بناء معظم المباني الهامة في المدينة مثل فنار الإسكندرية “فاروس”، التي كانت تعد واحدة من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم والموسيون والمكتبة الكبرى في عهد بطلميوس الأول والثاني.
وقد تم تخطيط المدينة من قبل دينوقراطيس من رودس على غرار تخطيط المدن اليونانية، وتم تقسيمها إلى خمسة أحياء رئيسية كان فيها الحي الملكي هو الأكبر إذ شغل ما يقرب من ثلث مساحة المدينة وكان يضم القصور الملكية وأعظم المباني في المدينة القديمة.
وتابعت، “وللأسف فقد أثرت الظواهر الطبيعية والاضطرابات المتكررة التي حدثت في فترات مختلفة من التاريخ على طول ساحل مدينة الإسكندرية بشكل كبير على المعالم الرئيسية والمباني الهامة في المدينة القديمة، حيث تعرض بعضها للدمار بينما غرق البعض الآخر تحت مياه البحر الأبيض المتوسط.
واليوم يروي هذا التراث العظيم المغمور بالمياه في الإسكندرية قصة هذه المدينة العظيمة من أحداث وحلقات من عصور تاريخية مختلفة، والتي يرجع بعضها إلى العصور الفرعونية والعصرين البطلمي والروماني والعصور الإسلامية والحديثة، مثل أسطول نابليون وسفنه الغارقة بأبي قير الذي غرق بعد هزيمته أمام الأسطول البريطاني في موقعة أبي قير البحرية عام 1798.
جدير بالذكر أن التراث الثقافي الغارق أصبح اليوم نقطة جذب هامة في جميع أنحاء العالم عامة، وفي مصر على وجه الخصوص، ولا سيما الإسكندرية والتي تمتلك إمكانات كبيرة في هذا المجال.
وقد تم انتشال بعض القطع التاريخية والأثرية الهامة، حيث تعرض الآن بمتاحف الإسكندرية، مثل متحف الإسكندرية القومي ومتحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، أما البعض الآخر فلا يزال موجودا تحت مياه البحر الأبيض المتوسط تحتضنه الحياة البحرية.

الدكتورة مروة القاضي
وعن الأستاذة الدكتورة مروة القاضي، فهي تعمل أستاذ الحضارة والآثار المصرية اليونانية والرومانية بقسم الإرشاد السياحي بكلية السياحة والفنادق جامعة الاسكندرية، وقامت بالعديد من الأبحاث في مجال التخصص، كما أشرفت على العديد من رسائل الماجيستير والدكتوراة، وترأست أيضا قسم الإرشاد السياحي من قبل، وحصلت على درجة الأستاذية هذا العام 2018، وهي عضو اتحاد الآثاريين العرب.
كما قدمت عددًا من المؤلفات، أهمها كتاب “كلمات من الحياة في مصر القديمة”، والذي أصدرته مكتبة الإسكندرية باللغتين العربية والإنجليزية، وقدمت أيضًا بحوثًا مختلفة في محال التراث والمتاحف بهدف تطويرها.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر