«صنايعية مصر».. ورش مجانية وحوافز مالية للشباب

«الرسم على البورسلين، الرسم على قشرة الخشب، إعادة تدوير الورق»، ورش عمل مختلفة ينفذها قصر ثقافة الفيوم، ضمن مبادرة “صنايعية مصر”، التي تقام في الفترة من 10 يناير الجاري وحتى يوم 26. المبادرة أطلقتها الهيئة العامة لقصور الثقافة وتشمل جميع المحافظات، كما تهدف لتدريب الشباب على بعض الحرف التراثية وخلق فرص عمل جديدة.. «باب مصر» يستعرض الورش المقامة في القصر.

مبادرة صنايعية مصر

يقول محمد عبدالرحمن، أخصائي الفنون التشكيلية ومسؤول المعارض بفرع ثقافة الفيوم لـ«باب مصر»: مبادرة صنايعية تهدف لدعم الصناعات البيئية والتراثية التي قد تندثر مع الوقت، لذا نحاول من خلال المبادرة تدريب الشباب ممن تتراوح أعمارهم من 18 إلى 40 عاما، حتى يمكنهم بعد ذلك إنشاء مشروعاتهم الخاصة التي من خلالها الحفاظ على هذه الحرف، إضافة إلى توفير دخل مالي.

وتابع: الورش جميعها بالمجان، ولا يطلب من المتدربين إحضار أي خامات أو أدوات لأن المبادرة توفر كل هذا، أما عن الورش فهناك أربعة مجموعات من الورش الأساسية وهي: “ورشة لتصنيع الورق من خلال إعادة التدوير، ورشة الرسم على البورسلين، ورشة لتعليم فن البورترية، ورشة للرسم على القشرة والخشب”، وتم الإعلان عن الورش من خلال أعضاء المرسم بقصر ثقافة الفيوم والمترددين على قصر الثقافة من رواد القصر بشكل عام الذين يرغبون في تعلم حرفة جديدة، ويقوم بالتدريب مجموعة من فناني الإدارة العامة للفنون التشكيلية والحرف البيئة بالهيئة العامة لقصور الثقافية.

ويضيف أخصائي الفنون التشكيلية، أنه تتم داخل الورش مراعاة كافة الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي، إضافة إلى تقليل عدد الحضور، وسيتم تقييم الأعمال التي تنتجها كل ورشة بعد انتهاء مدتها، وتحصل المجموعة الفائزة على مبلغ 4 آلاف جنيه، كبداية لتأسيس مشروعاتهم، كما أن الورش لن تنقطع بعد انتهاء المبادرة، حيث يتم تدريب بعض من أخصائي الفنون التشكيلة بفرع ثقافة الفيوم على كافة الورش المقامة لإتاحة ورش مماثلة لرواد القصر ممن لم يتمكنوا من المشاركة في المبادرة.

ورشة البورسلين

الفنانة التشكيلية ولاء فرج، أخصائية الفنون التشكيلية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، تتولى التدريب في ورشة الرسم على البورسلين، ضمن مبادرة «صنايعية مصر» وتقول عنها: شاركت في المبادرة كمدربة في مرحلتها الأولى التي استهدفت محافظات الوجه البحري، وتعد هذه المرحلة الثانية التي تأخرت بسبب جائحة كورونا، لكننا الآن نستكمل أنشطتها، وأقوم بتدريب المتقدمين للرسم على البورسلين أو الفازات بألوان البورسلين الخاصة، وتعتبر هذه الورشة من الورش التي تلقى إقبالًا كبيرًا من المتقدمين، وتصلح لتكون مشروعًا صغيرا فيما بعد، فخطواتها بسيطة للغاية لا تحتاج سوى فرش وألوان وأطباق من البورسلين الحراري، ويتم طباعة الرسوم بالكربون على الطبق وملئها بالألوان، أما عن خطوة الحرق الأخيرة فيمكن تنفيذها بفرن المنزل العادي ولا تحتاج إلى أفران مثل الخزف.

وتابعت: لا تحتاج الورشة أن يكون المتقدم يجيد الرسم، ويمكن إنتاج العديد من الأشياء مثل الأطباق، والفازات، والبورتريهات، وأدوات المائدة وغيرها، وقد تكون تلك الورشة قريبة من أنشطة البعض في الفيوم، وهو ما يتم مراعاته خلال المبادرة، حيث نختار الورش التي نقدمها حسب طبيعة المكان والحرف البيئية التي توجد فيه، وظروف سوق العمل التي يمكن للمتدرب فيما بعد تسويق منتجه بسهوله في محافظته، وقد تخرج من خلال المبادرة في المرحلة الأولى العديد من النماذج التي قررت إنشاء مشروعها الصغير وقدمت بالفعل إنتاج رائع، ومنهم من حصل على دعم من الدولة لإنشاء مشروعه الصغير.

محاكاة وجوه الفيوم

يحاكي المتدربون خلال ورشة أخرى أجدادهم الذين عاشوا على أرض الفيوم، من خلال إعادة رسم بورتريهات من وحي بورتريهات الفيوم القديمة وباستخدام نفس الخامات.

وتقول نوران يحيى، أخصائية فنون تشكيلية بوزارة الثقافة: الورشة التي أقوم بتنفيذها هي ورشة بورتريهات باستخدام ألوان “التنبرا”، وهي عبارة عن أكاسيد مضاف إليها وسيط من زلال البيض، مثل تلك التي كان يستخدمها المصري القديم عند الرسم، بالطبع قد تختلف خامة الأكاسيد، لكننا نحاول إحيائها من خلال رسم بورتريه على الخشب القشرة، ونستعين بصور للوحات وجوه الفيوم الشهيرة لتنفيذها، ونقوم بإدخال الورق المذهب كما كانت تستخدم في اللوحات الأصلية في محاولة لتقليدها.

وتضيف يحيي، أرى أن الإقبال على الورشة جيد، وأن المتدربين لديهم استعداد قوي للتعلم، ونحن نوفر كافة الوسائل المساعدة.

قشرة الخشب

أما ورشة قشرة الخشب، فيقول عنها الفنان مصبح كامل مصبح: الورشة عبارة عن رسم على قشرة الخشب، من خلال اختيار رسومات شهيرة من اللوحات الزيتية، ثم تنفيذها بعد طبعها على قطع مختلفة من القشرة الملونة، وتقطيعها وإعادة تجميعها لتصبح شكل فني جديد ومغاير للوحة الأصلية، فهي أقرب لفكرة البازل، ويمكن استخدام تلك التقنية في عمل البورتريهات، المعلقات، وإضافتها أيضًا إلى قطع الأثاث.

يكمل مصبح: تقوم المبادرة بدعم الشباب حتى من ليس لديه خبرة، ونحن في هذه الورش نعلمهم حرفة فنية، ونعرفهم بالأماكن التي يمكن شراء الخامات منها، ما يجعلهم بعد ذلك قادرين على إقامة مشروعاتهم الخاصة بأقل التكاليف، أما عن إنتاج الورش فيترك بقصر الثقافة ويستخدم فيما بعد في المعارض، سواء في نفس المكان أو غيره من قصور الثقافة الأخرى، كما أن خامات الورشة التي تكون أكبر من حاجتنا تترك للفرع لتكملة باقي المشروع بمجموعات أخرى.

ورشة إعادة التدوير

وفي ورشة أخرى تقوم فيها الفنانة التشكيلية منى أحمد، أخصائية فنون تشكيلية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، بإعادة تدوير الورق، وتقول: نستخدم ورق كراتين البيض ونقوم بوضعه في الماء لفترة، ثم نحوله إلى معجون، ونضعه بعض ذلك في قوالب لإنتاج أشكال فنية، تستخدم في أشكال متعددة من بورتريهات أو أغلفة كتب وخلافه، وأرى تجاوب كبير من قصور الثقافة والعاملين بها في كافة محافظات مصر، حيث شاركت في المرحلة الأولى وأشارك الآن بالمرحلة الثانية.

اقرأ أيضا

أنشطة وندوات معرض الكتاب بفرع ثقافة الفيوم

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر