«سيرة الإسماعيلية»: كل مكان له حكاية تستحق أن تُروى

يطمح «محمد حزين» مؤسس مبادرة «سيرة الإسماعيلية»، إلى إنشاء مركز ثقافي ينقل تراث المدينة. ويُمَني نفسه بأن يكون هذا المركز في مبنى ذي طراز معماري مميز يعكس الهوية التاريخية للمدينة.

ودشن حزين «سيرة الإسماعيلية» مطلع مايو الجاري، كتطوير لمبادرته الأولى “الإسماعيلية أماكن وحكايات”، التي انطلقت في فبراير 2021، ليحكي من خلالها قصص المدينة وارتباطها بتاريخ قناة السويس.

كيف بدأت فكرة سيرة الإسماعيلية؟

يقول حزين: “الفكرة بدأت من خلال مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك باسم “الإسماعيلية أماكن وحكايات”. كان الهدف وقتها تسليط الضوء على تاريخ وتراث المدينة للجيل الجديد من سكان الإسماعيلية. وأيضا لمن هم من خارجها، وأعتقد أن جزءا كبيرا من تاريخ الإسماعيلية مجهول لمن لا يبحث عنه”.

ويضيف أن الدافع الأول لتدشين مبادرته جاء خلال مشاركته مع فريق “سيرة القاهرة”. عندما تندروا بأن معرفتهم عن الإسماعيلية تقتصر على كونها مكانا مناسبا “للمانجو وأكلة سمك”. الأمر الذي جعله يفكر في البدء في تعريف أصدقائه بتاريخ مدينة مسقط رأسه ومكان إقامته، وما تحمله من تنوع ثقافي.

تاريخ الإسماعيلية الإنساني

يوضح حزين: “صحيح أن الإسماعيلية مدينة حديثة نسبيا، إذ لا يتجاوز عمرها 163 عاما. ويرتبط وجودها بحفر قناة السويس، إلا أنها تتمتع بتنوع ثقافي وحضاري بسبب نشأتها الكوزموبوليتانية. بفضل سكانها الأوائل من المصريين والسودانيين والإنجليز والفرنسيين والألمان واليونانيين والطليان. بالإضافة إلي جاليات من تشاد والنيجر والهند والأستراليين من جنود الجيش البريطاني. هذا يجعل من تاريخ الإسماعيلية تراثا إنسانيا مذهلا يجب تسليط الضوء عليه”.

وتابع: هذا التنوع تعززه أيضا موجات الهجرات السكانية من وإلى المدينة. بداية من جلب العمال لحفر قناة السويس، ثم مغادرتهم عقب حفل الافتتاح، وحضور عمال وموظفين جدد. ثم التهجير بسبب معارك الحربين العالميتين الأولى والثانية على المدينة وقناة السويس. وبعدها التهجير الأشهر عقب حرب يونيو 1967، ثم العودة في 1975، وصولا إلى الهجرة الكبرى في الثمانينات والتسعينيات من سكان المحافظات المجاورة للإسماعيلية. للاستفادة من فرص الوظائف في المدينة الواعدة حينها”.

ويشير حزين إلى حرصه على جمع ما كُتب عن تاريخ المدينة، وخاصة الحروب التي خاضتها مصر على أرض الإسماعيلية. كحامية عسكرية في معارك المصريين القدماء ضد الهكسوس وحماية الحدود الشرقية. وصولا إلى معركة التل الكبير ضد الجيش البريطاني، حتى حربي الاستنزاف وأكتوبر 1973.

الإسماعيلية أكبر من “باريس الصغرى”

يرى حزين أن هدف مبادرته هو البحث فيما هو أكبر من وصف الإسماعيلية بأنها “باريس الصغرى”. معتبرا أن هذا الوصف يختزل المدينة في الحي الذي سكنه الموظفون والعمال الفرنسيون بعد حفر قناة السويس. وهو الحي الأكبر الذي سكنته الجاليات الأجنبية المعروف حاليا بـ”الحي الأفرنجي”.

ويقول: “بالتأكيد، يعد حي مساكن الفرنسيين الباقي حتى الآن علامة معمارية مهمة في تاريخ المدينة. لكن لا يمكن اعتباره التاريخ المعماري أو الثقافي الوحيد للمدينة. لذا، أفضل تسليط الضوء على تراث اليونانيين، بحكم أنهم أكبر جالية في مصر شاركت في تشكيل الثقافة المصرية بمدن القناة والإسكندرية. وعملهم كبحارة في قناة السويس أو التجارة.

ويعتمد محمد حزين في مبادرته “سيرة الإسماعيلية” على تطوير مهارات البحث وأرشفة المعلومات التاريخية. ويعتبر نفسه هاوٍ اقتناء المجلات والكتب القديمة ومذكرات سكان المدينة القدامى، وأرشيف المجلات المصرية والأجنبية التي تحكي عن الإسماعيلية وقناة السويس.

تاريخ الإسماعيلية وقناة السويس

يقول حزين: “أصبحت أبحث في كل مكان أزوره عن معلومات حول تاريخ الإسماعيلية وقناة السويس في المجلات والكتب. وأبحث عن مذكرات وخطابات شخصية لضباط أو مهندسين قدامى بالمدينة وقت حفر قناة السويس وما بعدها. لأنها تشكل تراثا إنسانيا أكبر مما تحكيه جدران بيوت المدينة”. ويضيف أنه يعتمد أيضا على جمع شهادات بالتأريخ الشفهي للأحداث والوقائع التاريخية. لأن كثير من الروايات والحكايات الشعبية تطغى على  الروايات الرسمية.

ويسعى حزين حاليا لنشر مبادرته من خلال تنظيم جولات ثقافية بأحياء الإسماعيلية، وفي الأماكن التي تحمل حكايات المدينة، وهو هدف اسم مبادرته السابقة، إذ يرى أن “كل مكان له حكاية تستحق أن تروى”.

تراث المدينة وحكاياتها

شاركت المبادرة في تنظيم ورش لتعليم الأطفال إنتاج الأفلام، وورشة للتدريب على إنتاج أفلام خاصة بالبيئة. خلال مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية في فبراير الماضي. بالإضافة إلى مبادرات لتنشيط السياحة البيئية والثقافية، وجولات للأطفال للرسم في الحدائق المفتوحة والحكي عن تراث المدينة.

ويشير حزين إلى تنظيم 100 جولة ثقافية في المدينة، وفي الجولة المائة مع فريق “سيرة القاهرة”، تم الإعلان عن تغيير المبادرة إلى “سيرة الإسماعيلية”. كشراكة بين المبادرتين، ويتمنى أن تتحول المبادرة إلى مركز ثقافي يهتم بتراث المدينة وحكاياتها.

اقرأ أيضا:

«متحف قناة السويس».. تاريخ من سخرة الحفر إلى إرادة التأميم والتطوير

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر
إغلاق

Please disable Ad blocker temporarily

Please disable Ad blocker temporarily. من فضلك اوقف مانع الاعلانات مؤقتا.