«إحياء السيرة».. معرض فني على هامش فعاليات أيام التراث السكندري

كتب: أحمد جلال

على هامش فعاليات احتفالية «أيام التراث السكندري»، استضافت القنصلية الإيطالية الفخرية بالإسكندرية، معرض «إحياء السيرة» للفنانة الفوتوغرافية سارة زهير. المعرض يحكي عن شخصيتين، هما ماريو روسي وأبوالعباس المرسي، وكيف أثر كل واحد منهما على الآخر، ومنحه فرصة لكي يعيش أكتر من حياة واحدة.

إحياء السيرة

تقول سارة في كلمتها الافتتاحية للمعرض: “الحياة هي القصة التي يتركها الأشخاص كإرث لنا بعد موتهم. تأتي مسؤوليتنا في الحفاظ على تلك الحكايات بكل تفاصيلها ونقلها للآخرين. هكذا تستمر حياتهم لتمتد لحيوات أخرى جديدة، حيوات أبدية”.

وتابعت:هنا نروي قصة اثنين من المشاهير، هما لم يلتقيا في الحقيقة وجها لوجه، ولكنهما عاشا في نفس المدينة، تفصل بينهم قرون عديدة، وكل واحد منهما أضاف للآخر حياة أخرى، لا يزالان أحياءا بفضل أتباعهما، بعض هؤلاء الأتباع عشق الفن والعمار والبعض الآخر أخذته دنيا التعاليم الدينية والأفكار الصوفية.

واختتمت سارة كلمتها الافتتاحية التي عُلقت إلى جوار الصور: “نعم يموت الأشخاص لكن الفن خالد، وتستمر الأفكار وتبقى القصص على أرض واحدة، أرض الإسكندرية”.

الفنانة سارة زهير خلال كلمتها في معرض إحياء السيرة
الفنانة سارة زهير خلال كلمتها في معرض إحياء السيرة
شخصيات المعرض

وماريو روسي (1897–1961) هو معماري إيطالي، ولد في روما ودرس الهندسة المعمارية في أكاديمية الفنون الجميلة، انتقل ليستقر في مصر سنة 1921. بالرغم من كونه مسيحي كاثوليكي إلا أنه فاز في عام 1929 بمنصب كبير المهندسين المعماريين بالأوقاف الإسلامية. صمم عدة مساجد مثلت تحفا معمارية بين سنة 1924 وسنة 1941 خصوصا في الإسكندرية. وكانت أولى أعماله هي مسجد أبي العباس المرسي. أثرى روسي العمارة المصرية بعدة زخارف مستوحاة من الطرز عصر النهضة الجديدة والفن الحديث.

أما أبوالعباس المرسي (1219–1981) فهو صوفي مسلم ولد في الأندلس، وتعلم أصول الفقه. وفي عمر الرابعة والعشرين سافر مع عائلته للحج عن طريق البحر، ولكن المركب تعرضت لعاصفة قوية عند شواطئ تونس فغرقت ومات كل أهله عدا هو وأخوه. وهناك في تونس، التقى أبا الحسن الشاذلي الذي كان هو الآخر من أعلام الصوفية المسلمين. وصار أبوالعباس من تابعيه. وانتقلا بعد ذلك إلى الإسكندرية التي قرر أبوالعباس المرسي أن يقيم فيها حتى توفي. ومن هناك تأسست تعاليم صوفية باسمه ظلت تجتذب المريدين من كل مكان.

تنوعت الأعمال الفنية بالمعرض تنوعا شديدا في الكادرات، بين المسجد نفسه من الداخل والخارج. أو منطقة الملاهي المحيطة به، وتوظيفا عاليا للألوان وخاصة للأبيض والأسود. كما استطاعت الفنانة أن توثق في أكثر من صورة لأعمال التطوير التي تشهدها باحة المسجد.

اقرأ أيضا:

تامر زكي في أيام التراث السكندري: لا يوجد «اليوم» طراز معماري مميز لعمارة الإسكندرية

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر