“سخمت” اللبؤة الغاضبة.. إلهة الحرب

سخمت رمز القوة وفنون القتال والرياضة، من ضمن ثلاثة تماثيل اختارتهم مصر ليحضروا بشكل بارز في افتتاح كأس الأمم الأفريقية.

سخمت أنثى الأسد

يقول الدكتور وائل سليمان، أستاذ الآثار اليونانية، إن الإلهة سخمت كانت تمثل للمصري القديم القوة والبأس في المعارك، حيث لاحظ المصري القديم أن من يقوم بعمليات القنص والصيد هي أنثى الأسد وبالتالي اعتبرها إلهة الحرب، ومن المناظر التقليدية على بوابات المعابد وقوفها في ظهر الملك بينما يطعن أحد أعدائه مستخدمًا دبوس القتال، كما كان من عادة الملوك الفراعنة أن يقوموا بطقوس خاصة في مقصورات الإلهة سخمت قبل الخروج إلى المعركة اعتقادًا منهم أنها ستمدهم بقوة انتقامها وشراستها في التنكيل بأعداء مصر.

ويلمح سليمان أنه لا غرابة من اختيار إلهة الحرب سخمت ضمن التماثيل الفرعونية المختارة لتمثيل كأس الأمم الأفريقية، موضحًا أن الحرب عبارة عن فنون قتالية رياضية مثل الضرب بالرمح والمبارزة بالسيف والمصارعة البدنية، وعلى اعتبار أن سخمت هي إلهة الحرب فهي تتمتع بمهارات بدنية ورياضية، كما أنه يمكن اعتبار التنافس الرياضي يشبه المعركة المحكومة بقواعد وقوانين.

عين رع

ويشير الآثاري أحمد حسن، إلى أن بذور عبادة سخمت ترجع إلى أسطورة التاسوع، وذكرتها النصوص الدينية بأنها ابنة الإله رع، وكانت تتحكم في الرطوبة، وأطلق عليها تفنوت، وصورت امرأة برأس لبؤة هادئة، وفي أسطورة هلاك البشرية وعندما استخدمها رع لعقاب بني البشر تتحول إلى اللبؤة الغاضبة لتقتل بني البشر انتقامًا لوالدها، وحتى حين يقرر الإله وقف العقاب لا تتوقف سخمت فيضطر رع إلى استخدام الحيلة بأن يخلط مياه البحيرات بالطفل الأحمر المطحون والجعة فتشرب سخمت ظنًا منها أنها تشرب دماء البشر فتثمل ويكبلها الآلهة ويعيدونها إلى مجلس التاسوع.

ويوضح حسن أنه بعد ذلك التطور في أسطورة التاسوع لقبت سخمت بعين رع الغاضبة وعوملت كربة للانتقام من أعداء مصر.

إلهة الحرب

المرشد السياحي الطيب عبدالله يلمح إلى أن الظهور الأبرز لسخمت في المعابد المصرية كان في فترة الدولة الحديثة (1570-1070 ق.م)، وهي الفترة التي شهدت نشاطًا عسكريًا واضحًا، بداية من فتوحات تحتمس الثالث والمسجلة على جدران معبد الكرنك في حوليته الشهيرة، مرورًا برمسيس الثاني وانتصاراته المسجلة على جدران معبد الرامسيوم بالبر الغرب وفي معابد الكرنك والأقصر وأبي سمبل، وحتى عصر رمسيس الثالث في الأسرة العشرين (1086- 1070ق.م).

ويضيف عبدالله أن معبد مدينة هابو بالبر الغربي بالأقصر خصص فيه الجزء الخارجي والفناء المفتوح الأول لعرض النشاط العسكري للملك رمسيس الثالث في حروبه ضد شعوب البحر والليبيين، وفي مدخل المعبد تمثالين كبيرين لسخمت إلهة الحرب، كما تحتوي الجدران الداخلية على مناظر لمباريات في المصارعة ورمي الرمح والمبارزة بين جنود مصريين وآخرين أجانب، في توضيح مهم أن ممارسة الرياضة والتنافس فيها كانتا من أصول التدريب العسكري في مصر القديمة.

اقرأ أيضا

مشاركة

‫4 تعليقات

  1. تنبيه: superkaya88
  2. تنبيه: ทรัสเบท

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر