دليل الفعاليات الثقافية فى مصر

الدليل - تعالى نخرج

«ريم بسيوني» في منتدى الإسكندرية والمتوسط: العمارة الإيطالية منحت المدينة ثراءً ثقافيا فريدا

اختيرت مدينة الإسكندرية هذا العام أول عاصمة للثقافة والحوار في البحر المتوسط، تقديرا لدورها التاريخي كمركز للتنوع والتفاعل بين الحضارات. وجاء انعقاد منتدى «الإسكندرية والمتوسط الثقافي: روابط المتوسط التي تجمعنا»، الذي نظمته مكتبة الإسكندرية بمشاركة منظمات دولية ومثقفين وفنانين، احتفاءً بالمكانة الثقافية التي تمثلها المدينة ودورها في تعزيز الحوار والتبادل بين شعوب المتوسط.

ملتقى الحضارات والأفكار

أكد الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية -خلال كلمته في افتتاح المنتدى- إن اختيار مدينة الإسكندرية هذا العام، أول عاصمة للثقافة والحوار في منطقة البحر المتوسط من قبل منظمة الاتحاد من أجل المتوسط ومؤسسة آنا ليند، يؤكد دور مدينة الإسكندرية الرائد كملتقى بين الحضارات والأفكار.

الأدب والعمارة والهوية السكندرية

في جلسة بعنوان “العمارة والتاريخ والأدب في البحر المتوسط”. تحدثت الأديبة ريم بسيوني عن تجربتها الأدبية وعلاقتها بمدينة الإسكندرية. التي وصفتها بأنها “المدينة الوحيدة التي تجمع بين الجمال والتواصل الإنساني”.

وقالت: “لأنني في الإسكندرية شعرت أنه من المهم الحديث عن ماريو روسي وأبو العباس، فهما رمزان سكندريان حتى وإن لم يكونا من أهل المدينة في الأصل”. وأضافت بسيوني أن أول رواية لها، “رائحة البحر”، التي مر على صدروها عشرون عاما. كانت تدور حول رجل سكندري عاش بعيدا عن مدينته وعاد فقط ليشم رائحة البحر. معتبرة أن هذا الإحساس يختصر جوهر الانتماء السكندري.

وأشارت إلى أن الإسكندرية “مدينة قادرة على رؤية الجمال في التفاصيل الصغيرة، تمنح كل مبدع فرصة ليضيف إليها من رؤيته الخاصة”. موضحة أن “العمارة الإيطالية التي تميز المدينة تضفي عليها ثراء بصريا وثقافيا، لأنها تعبر عن امتزاج الحياة بالفن”.

من لقاء الأدبية ريم بسيوني.. تصوير: دعاء عبدالحميد
من لقاء الأدبية ريم بسيوني.. تصوير: دعاء عبدالحميد
المعماري الإيطالي ماريو روسي

ثم تحدثت بسيوني عن المعماري الإيطالي ماريو روسي، الذي صمم مسجد أبي العباس المرسي، قائلة إنه “جاء من روما في عمر الثامنة والعشرين. ولم تكن له خلفية عن الفن الإسلامي، لكنه أحب مصر والفكر الصوفي. وتأثر بشخصية أبي العباس المرسي حتى صمم مسجده بشغف وإخلاص”.

وأوضحت أن روسي “كان مولعا بالعصر المملوكي، لذا جعل مئذنة المسجد مملوكية الطراز. أما الباب الرئيسي فبناه على الطراز الأندلسي”. مؤكدة أن المسجد يعكس تمازجا فريدا بين الروح الصوفية والفكر الجمالي.

واسترجعت الكاتبة ذكرياتها قائلة: “كنت كلما مررت على بجوار مسجد أبي العباس وأنا صغيرة، أقرأ له الفاتحة دون أن أعرف من هو. ثم حين كبرت وقرأت تاريخه فهمت أن المكان لا يخص الماضي فقط، بل هو طاقة روحانية سكندرية خالدة”. وأضافت أن بناء المسجد استغرق 16 عاما بسبب اندلاع الحرب العالمية. وأنه داخل المسجد نفسه 16 عمودا، معتبرة ذلك “مصادفة رمزية تعبر عن تلاقي القدر والتاريخ”.

واختتمت حديثها قائلة: “ليست مصادفة أن يأتي أبو العباس إلى مصر في الثالثة والعشرين من عمره. وأن يأتي روسي تقريبا في العمر نفسه، كلاهما حمل في قلبه شغفا بالإسكندرية. وكأن بينهما تواصلا إنسانيا مختلفا يتجاوز الزمن”.

 التنسيق بين التخطيط العمراني والمجتمع

من جانبه، تحدث المهندس إيهاب زكريا، عضو مجلس الشيوخ، عن العلاقة بين العمران والتراث باعتبارها انعكاسا لتطور المدينة. مؤكدا على أن الإسكندرية “مدينة متعددة الثقافات بطبيعتها منذ تأسيسها”.

وأشار إلى أن الدولة بدأت في اتخاذ خطوات جادة في مجال التخطيط العمراني أكثر من ذي قبل، مستشهدا بتطوير المتحف اليوناني الروماني ومحيطه، الذي تم افتتاحه منذ عامين بالإسكندرية. لافتا أنه “تجربة معمارية جيدة، رغم أنه كان يفضل تخصيص المنطقة المحيطة به للإبداع والفن. مع الحفاظ على الطابع اليوناني الروماني للمبنى”.

كما تطرق زكريا إلى تجربة تطوير شارع النبي دانيال، أحد أقدم شوارع الإسكندرية، وقال إنها تجربة يمكن العمل عليها أكثر من ذلك، موضحا أن المستوى الاجتماعي فيه يشكل مقاومة بعض الشيء. فبعض الأنشطة التجارية لا تناسب الشارع. متسائلا: “كيف يكون في الشارع محل أدوات كهربائية، والسيارات مُنعت من دخوله؟”

وشدد على أن “التخطيط العمراني لا يجب أن يتم بمعزل عن المجتمع، ولا ينبغي تعميم النماذج التصميمية على المدن ذات الهوية الخاصة مثل الإسكندرية وسيوة والنوبة”. موضحا أن المدينة تحولت خلال السنوات الأخيرة من وجهة سياحة ثقافية إلى سياحة داخلية ومصيفية. ما يعكس تغيرا في هويتها ودورها الثقافي.

من العروض الفنية على هامش المنتدى.. تصوير: دعاء عبدالحميد
من العروض الفنية على هامش المنتدى.. تصوير: دعاء عبدالحميد
الشباب وتجارب التبادل الثقافي

عرضت هاجر مصطفى، منسقة البرامج الثقافية بمؤسسة راقودة للفن والتراث، في إحدى جلسات المنتدى، تجربتها في برامج التبادل الثقافي للشباب، مشيرة إلى مشاركتها في منحة تابعة للاتحاد الأوروبي في الدنمارك. حيث عملت على إعداد برامج ثقافية لتعريف الشباب هناك بالتراث المصري.

وقالت هاجر إن الدنمارك لا تعرف الكثير عن مصر سوى الأهرامات. لذا ركزت على إبراز الثقافة المصرية الحديثة والفنون والتراث كجسر للتواصل بين الشعوب.

الإسكندرية والمتوسط الثقافي

جاء المنتدى بالتعاون بين مؤسسة آنا ليند، والاتحاد من أجل المتوسط، وسفارة إسبانيا بالقاهرة، والمؤسسة اليونانية للكتاب والثقافة بالإسكندرية. والاتحاد الأوروبي للمؤسسات الثقافية في مصر.

وشهد المنتدى تنظيم معرض الإسكندرية الدولي للأغذية، الذي أطلقه الدكتور محمود حسن، مؤسس المعرض، مشيرا إلى أن الفكرة جاءت استجابة للطلب العالمي المتزايد على منتجات منطقة حوض المتوسط. مؤكدًا أن غذاء البحر المتوسط لا يعد مجرد نظام غذائي، بل تراثا ثقافيا يجمع بين الشعوب.

اقرأ أيضا:

بين التطوير والتراث.. شارع «أبوقير» بالإسكندرية يفقد أشجاره المعمَرة

«مذبحة أشجار أبوقير».. مشروع توسعة مرورية يُثير الغضب في الإسكندرية

بلا فعاليات أو ندوات.. كيف أضاع معرض الإسكندرية العاشر للكتاب فرصته؟

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر
إغلاق

Please disable Ad blocker temporarily

Please disable Ad blocker temporarily. من فضلك اوقف مانع الاعلانات مؤقتا.