حياة “بنت الشاطيء” في فيلم تسجيلي بمنتدى دندرة الثقافي الخامس

تزامنا مع شهر المرأة اختار منتدى دندرة الثقافي في دورته الخامسة الكاتبة عائشة عبد الرحمن “بنت الشاطئ” شخصية العام الحالي. وشمل التكريم عرض فيلم تسجيلي من إنتاج المركز عن مسيرة حياة الكاتبة وأهم ملفاتها ودورها في الواقع الثقافي المصري.

كان جل طموح الشيخ الأزهري محمد علي عبد الرحمن، حين أرسل ابنته الصغيرة عائشة إلى كتاب القرية أن تتعلم القرآن والنذر اليسير من القراءة والكتابة، ولم تكن فكرة الذهاب إلى المدرسة مطروحة على الإطلاق فالتقاليد تمنع خروج الفتاة من بيت والدها إلا لبيت زوجها، لكن أتت الرياح بما اشتهت وبعد سنوات تذهب عائشة إلى الجامعة وتحصل على الدكتوراة وتكون أول محاضرة في جامعة الأزهر الشريف .

الأولى على القطر

ولدت عائشة عبد الرحمن في محافظة دمياط عام 1913 وحين أتمت الرابعة التحقت بكتاب القرية وفي سن السابعة حفظت القران كاملا، لتبدي الفتاة الصغيرة رغبتها في الالتحاق بالمدرسة ولكن تقاليد العائلة المحافظة ترفض ذلك.

وأمام إصرارها ودعم والدتها يوافق الأب على أن تكمل تعليمها في المنزل فتتفوق تفوقا باهرا وتحصل على شهادة الكفاءة (الإعدادية) عام 1929 بتفوق، ويكون ترتيبها الأول على القطر المصري، وواصلت دراستها حتى حصلت على الشهادة الثانوية في عام 1935، وأمام تفوقها الملحوظ رضخ والدها لرغبتها في الالتحاق بالجامعة، لتلتحق بكلية الآداب جامعة القاهرة.

وفي عامها الثاني في الجامعة تؤلف أولى كتبها لـ”الريف المصري”، قبل أن تتخرج من كلية الآداب عام 1939 وتحصل على الماجستير عام 1941، وتتزوج من أستاذها الدكتور أمين الخولي وتنجب ثلاثة أبناء وتواصل دراستها لنيل الدكتوراة، حتى حصلت عليها في عام 1950 والتي ناقشها عميد الأدب العربي طه حسين.

بنت الشاطئ

كتبت بنت الشاطئ في مذكراتها:

“أمضيت صباي ألعب على شاطئ بحر دمياط، عشت على الشاطئ أحلى أيام عمري، وتأثرت بالشاطئ.. بناسه وواقعه وأحلامه، هو قطعة مني وأثر من آثار خطاي وذكرى من ذكريات الماضي”.

وكانت عائشة عبد الرحمن من أولى السيدات اللاتي مارسن الصحافة في الوطن العربي مطلع القرن العشرين، حيث دأبت على نشر مقالات في مجلة النهضة النسائية من عام 1932 وكانت توقع باسم مستعار هو “بنت الشاطئ” نسبة إلى الشاطئ الذي ترعرعت بجواره في محافظة دمياط.

وبحلول عام 1935 بدأت في كتابة مقالات ثابتة في الأهرام، حبث احتفظت عائشة عبد الرحمن بلقبها بنت الشاطئ حتى بعد أن كشفت عن شخصيتها للقراء، ودخلت في معارك أدبية وثقافية كان أشهرها معركتها ضد العقاد حين تحفظ على مشاركة أحمد عبد المعطي حجازي وصلاح عبد الصبور في مهرجان تكريم البحتري لأن شعرهم حداثي، وبرغم من أن عائشة عبد الرحمن كانت ترفض التجديد في القوالب الأدبية إلا أنها دافعت عن حق الشاعرين في عرض منتجهما الأدبي، وواظبت على كتابة مقال أسبوعي ثابت الأهرام حتى قبل وفاتها بأيام.

إلى الأزهر

تدرجت بنت الشاطئ في الوظائف العلمية إلى درجة أستاذ للتفسير والدراسات العليا بجامعة القرويين، ثم أستاذ كرسي للغة العربية بآداب عين شمس، وأستاذ زائر في جامعات أم درمان والخرطوم والجزائر وبيروت والإمارات والرياض.

وفي عام 1959 دعيت كأول امرأة تحاضر في جامعة الأزهر، وحصلت بنت الشاطئ على جائزة الدولة التقديرية عام 1978 في الآداب، وجائزة الكويت في الأدب عام 1988 وفي عام 1994 حصلت على جائزة الملك فيصل في الأدب والدراسات الإسلامية مناصفة مع الدكتورة وداد القاضي، كما اختيرت كعضو عامل في عدد من الهيئات الإسلامية المصرية والعربية، وكان منها مجمع البحوث الإسلامية في مصر .

مؤلفاتها

تركت بنت الشاطئ أكثر من 40 مؤلفا في الدراسات الفقهية والإسلامية والأدب والتاريخ، أهمها؛ التفسير البياني للقرآن وتراجم سيدات النبوة ورسالة الغفران للمعري والخنساء وكتاب بطلة كربلاء عن السيدة زينب بنت الإمام علي، وبعد وفاة زوجها أمين الخولي كتبت سيرتها الذاتية تحت عنوان الجسر.

رحيل

وفي أوائل ديسمبر من عام 1998 تصل بنت الشاطئ إلى شاطئها الأخير بعد صراع مع المرض لتلفظ أنفاسها الأخيرة في مستشفى هليوبوليس ويشيع جثمانها في عصر يوم الثلاثاء ويصلي عليها شيخ الأزهر الدكتور محمد طنطاوي .
++++++++++++++++++++++
مراجع وأسانيد:
1- فيلم تسجيلي عن عائشة عبد الرحمن من إنتاج مركز دندرة الثقافي .
2- موسوعة رجال ونساء مصر ب يدي اف – لمعي المطيعي – دار الشروق 2002- من ص 113 إلى ص 121.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر