حوار| عميد “فنون جميلة” بأسيوط: نعمل بأيدينا مع الطلاب في ورش النحت

تصوير: أحمد دريم

في كلية الفنون الجميلة بأسيوط، هنا يلتقي الفن بالمجتمع في تناغم تام وشراكة حقيقية بين فناني المستقبل وحماسهم وإبداعهم الملهم والكلية التي تمثل الجسر للمجتمع المحلي وتدعم هذه الروح وتثريها.

ويحكى الدكتور محمد ثابت بداري، عميد كلية الفنون الجميلة، في حوار خاص مع قسم “ثقافة وتراث“، عن سر هذا النجاح، ويقول: إن تواجدنا بجوار الطلاب داخل الورش والعمل بأيدينا في النحت والتشكيل والرسم والديكور، شكّل تواصلا مباشرا في التعلم، وساعدنا في الخروج بمواهب وفنانين أكاديميين جسدوا تماثيلا ورسومات نالت أعجاب المجتمع.

ويضيف: أن الكلية تقع عليها مسؤولية اجتماعية كبيرة في التخطيط والتجميل بالمحافظة، مشيرًا إلى أننا في الصعيد نمتلك الطبيعة الريفية التي تعبر عن المقومات الطبيعية وتدعم الطالب فنيًا، لأن الطالب يتعامل مع البيئة بجمالها ومكوناتها، وإلى نص الحوار:

مبنى كلية الفنون الجميلة بأسيوط
  • ما الذي يميز أعمال الكلية عن غيرها؟

 العمل بأيدينا داخل الورش  بجانب الطلاب أهم ميزة، فعند قدومك للكلية لا تفرق بين الطالب وأستاذه وهذا جعل التواصل مباشر دون أيه حواجز، وهناك آراء وتشاور متبادل بين الطرفين، بالإضافة إلى التأهيل من خلال الجانب الأكاديمي، فيقوم الطالب بدراسة التشريح 3 سنوات في كلية الطب لكي يستطيع معرفة علم قياسات الإنسان حتى إذا طلب منه أن يصمم تمثالا ميدانيا فيكون على معرفة في التعامل مع القياسات الصحيحة والنسب وحركة جسم الإنسان وكيفية التعامل مع الأبعاد المختلفة.

  • كيف يساهم دور قسم العمارة بالكلية في المشاركة المجتمعية؟

المشاركة الاجتماعية هي الأساس كوننا كلية خدمية، ويسهم قسم العمارة بالفعل فيها من خلال التخطيط فيتم الاستعانة برأي المقيمين عليه في الميادين، والتخطيط، والمناطق العمرانية الجديدة، ولدينا بالكلية أعضاء هيئة تدريس ممثلين في أكثر من لجان، منهم من هو استشاري في شؤون تطوير المستشفيات الجامعية، كما  أن عميد الكلية السابق عضو أساسي في لجنة تجميل المحافظة وله بعض الميادين، مثل تصميم ميدان أسماء الله الحسني، وميدان الحرب والسلام، والدكتور محسن سليم، أستاذ بقسم النحت له أكثر من ميدان من بينهم ميدان عمر مكرم، والزعيم جمال عبدالناصر بالمحافظة، ولدينا الجداريات في معهد الأورام ومعظمنا في لجنة تطوير الميادين بالمحافظة.

   الدكتور محمد ثابت بداري، عميد كلية الفنون الجميلة
  •  من وجهة نظرك كيف ترى الفن في الصعيد؟

كما هو متعارف أن المركزية مازالت تعمل وخصوصا مع وجود نقابة الفنانين التشكيليين بالقاهرة ووجود المعارض والكليات الأم، فجميعه يصب في العاصمة ويليها الإسكندرية، أما بالنسبة لنا في الصعيد فلنا دور في نشر الثقافة الفنية في قصر ثقافة أسيوط من خلال مراكز الشباب والرياضة، وبرغم من ذلك فالطبيعة والريف من المقومات الطبيعية التي تدعم الطالب فنيًا، لأن الطالب يتعامل مع البيئة بجمالها ومكوناتها.

  •  كيف يعيش الفن في ظل غياب ثقافة الاقتناء؟

للأسف، الفنان حاليا في المجتمع المصري وفي ظل الظروف الاقتصادية الحالية وما يعانيه المواطن من انشغالات معينة، أصبح لا يفكر في القيمة الجمالية، بسبب الدخل المادي، وكذلك عدم وجود ثقافة الاقتناء في المجتمع الصعيدي، ولا يوجد تسويق وحتى وزارة الثقافة لا تتبنى هذا الأعمال.

  • حدثنا عن أهمية المعارض التي تقيمها الكلية؟

أهمية المعارض تكمن في أن عضو هيئة التدريس يقيمها كأبحاث في مجال تخصصه، والطالب يتعلم منه ولها دور إذا عرضت في ساحات الجامعة، فالطالب يقبل عليها وخصوصا التماثيل المجسدة للشخصيات العامة كمحمد صلاح، ومجدي يعقوب، والجميع يرغب في التقاط الصور بجانبها.

 الدكتور محمد ثابت بداري، عميد كلية الفنون الجميلة، يشرح أهمية إقامة المعارض
  • ما تعقيبك على وجود تماثيل مشوهة في بعض الميادين؟

يرجع هذا إلى المثقفين في كل محافظة، ولابد للجهة التنفيذية اللجوء إلى المتخصصين في تنفيذ هذه الأعمال، لأنه إذا تعامل مع مقاول مع المقاولين يكون ليس له دراية كاملة بالنسب والفنون الجمالية ويتعامل مع التراث بجهل تام دون معرفة سمات الفن المصري القديم، وفي حالة التشويه يكون مسؤولية من استدعى هؤلاء لهذه الأعمال.

  • كيف تحتضن المواهب التي حُرمت من الالتحاق بكلية الفنون الجميلة؟

أتمنى من كليات الفنون الجميلة على مستوى الجمهورية تبني الطلاب، ممن لم يتمكنوا من الالتحاق بها بسبب الدرجات، برغم من اختيارهم من خلال امتحانات القدرات ولم تؤهله درجاته، فتكون هناك منح من كلية الفنون الجميلة لاحتضانهم.

  الدكتور محمد ثابت بداري، عميد كلية الفنون الجميلة، يعقب على التماثيل المشوهة
مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر