حوار| أمل رمسيس: الإنتاج الفني يعاني وعلى الدولة أن تدعمه

مع بدايات عام 2008 انطلق إلى الساحة الفنية مهرجان القاهرة الدولي لسينما المرأة؛ واهتم المهرجان بتقديم الأعمال الفنية التي أخرجتها النساء، لم يكن مقتصرًا على الأفلام المعالجة لقضايا المرأة فقط بل امتد إلى القضايا العامة أيضًا؛ لنقل وجهة نظر النساء في ما يدور حولهن. ومع بدايات شهر مارس وتحديدًا في 3 من الشهر الحالي انطلقت فعاليات الدورة الـ”11″ من مهرجان القاهرة لسينما المرأة؛ التقى “ولاد البلد” بمؤسسة المهرجان، المخرجة أمل رمسيس، للوقوف على أهم الصعوبات التي واجهها المهرجان، إضافة إلى أسباب غياب المشاركة المصرية في المهرجان، وكذلك العوامل المؤثرة على اختيار الأفلام، وطرق المشاركة في المهرجان.

وإلى نص الحوار:

أمل رمسيس تكشف صعوبات المهرجان  

ما الصعوبات التي واجهتها إدارة مهرجان القاهرة الدولي لسينما المرأة أثناء التحضير؟
تنظيم المهرجان ليس سهلًا بالمرة، فأول صعوبة نواجهها هي إرسال نسخ لجميع الأفلام المشاركة في المهرجان إلى الرقابة، في الحقيقة لا تعترض الرقابة على أي من الأفلام، ولكن المشكلة تكمن في أن تلك الخطوة تأخذ وقت كبير؛ مما يجعلنا نبدأ في اختيار الأفلام قبل المهرجان بفترة طويلة جدًا. وتأتي الصعوبة الثانية في أن المهرجان غير تجاري؛ فجميع الأفلام المشاركة فيه، تعرض مجانًا للجمهور الأمر الذي يؤدي إلى عدم قدرتنا على إقامة العديد من المقترحات كحفل الافتتاح.
فدائمًا ما نحدد أولوياتنا في ضرورة أن تكون العروض مجانية ومترجمة للغة العربية، فعلى مر الوقت هناك صعوبات وتحديات يواجهها المهرجان. وأشير هنا إلى أنه منذ 11 عامًا ومع بداية تدشين فكرة المهرجان كانت الصعوبة تكمن في شرح تلك الفكرة للجمهور والمتمثلة في تقديم الأعمال الفنية التي يقوم عليها النساء، ويعرض العالم من وجهة نظرهن، وليس الاقتصار على تقديم الأفلام المهتمة بقضايا المرأة فقط.

فكرة المهرجان تعرضها أمل رمسيس

وفي الفترة الحالية فكرة المهرجان أصبحت واضحة للجمهور، الذي أضحى متابعًا جيدًا لنوعية هذه الأفلام. ويرى وجهة النظر النسائية في القضايا المطروحة على الساحة سواء خاصة بالشأن النسائي أو الشأن العام. ومن هنا أؤكد أن المهرجان نجح في ترسيخ فكرته؛ مما أدى إلى ظهور العديد من المهرجانات الخاصة للمرأة.

أمل رمسيس تتحدث عن سينما المرأة


يعتمد المهرجان في الأساس على الأفلام التي يخرجها سيدات سواء كانت القضية نسائية أو عامة.. فهل تحدثينا عن ذلك؟
مهرجان القاهرة الدولي لسينما المرأة ليس المهرجان الوحيد الذي يقدم الأفلام التي أخرجتها النساء، فمهرجانات المرأة على مستوى العالم تسير على نفس السياق. وأوضح هنا أن من حق المخرجات نقل القضايا العامة من وجهة نظرهن للعالم، وليس الاقتصار على تقديم القضايا الخاصة بالنساء فقط. فالمخرجات فاعلات في المجتمع وليس فقط مفعول بينا؛ فمن حقنا أن نتحدث عن قضايا المرأة وكذلك مناقشة كل شيء من منظورنا لهذه القضايا والأحداث. وفي النهاية تكمن فكرة المهرجان في تسليط الضوء على قدرة المخرجات على مناقشة جميع القضايا سواء الخاصة بالمرأة أو الخاصة بالشأن العام في أفلامهن.

الأفلام المشاركة في المهرجان

ما العوامل التي يجب توافرها في الأفلام المشاركة في مهرجان القاهرة لسينما المرأة؟
يدخل في اختيار الأفلام المشاركة في المهرجان عدد من العوامل منها؛ الجودة الفنية، والحداثة، كما يلعب الموضوع دور كبير في اختيار الأفلام، فهناك موضوعات تهم المجتمع المصري بصفة مباشرة فيقع عليها الاختيار سواء كانت تمس المجتع المصري بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وأوضح أن الأفكار الجديدة مرحب بها في المهرجان، فهناك فيلم يتحدث عن “جواتيمالا” ويناقش اندلاع ثورة هناك، ولم يكن يعلم أحد شيء عن تلك الثورة. وبجانب تلك العوامل يجب أن يكون هناك توازن في اختيار الأفلام من حيث؛ الاختلاف والتنوع في اختيار الأساليب الفنية للأفلام.
وكيف تشارك الأفلام في المهرجان؟
تتقدم إدارة المهرجان بطلبات لمشاهدة الأفلام التي شاركت في المهرجانات العالمية مثل؛ “كان”، “برلين”، “تورنتو”، وغيرها من المهرجانات على مستوى العالم. وإذا وقع الاختيار على أحد هذه الأفلام تقوم إدارة المهرجان بالتواصل مع القائمات على الفيلم.. ذلك لطلب مشاركته في مهرجان القاهرة الدولي لسينما المرأة.

المهرجان مفتوح لكل دول العالم

ومن ناحية أخرى يفتح المهرجان باب التقديم أمام المخرجات من جميع دول العالم للمشاركة في المهرجان. وبعد إغلاق باب التقديم، تقوم الإدارة بفرز هذه الأفلام والاختيار منها ما يناسب المهرجان. وأعتقد أن إدارة المهرجان في هذه الدورة قامت بمشاهدة ما بين 350 إلى 400 فيلم، واختارت من بينهم 54 فيلمًا فقط للمشاركة في الدورة 11 للمهرجان.
ما سبب غياب الأفلام المصرية عن المشاركة؟
نحاول دائمًا البحث عن أفلام مصرية لتشارك في دورات المهرجان، ويشارك في هذه الدورة فيلمين فقط من مصر؛ الأول؛ تسجيلي مدته تقريبًا نصف ساعة، والآخر رسوم متحركة. وغياب مشاركة الأفلام المصرية لم يقتصر على مهرجان القاهرة لسينما المرأة.. لكن امتد من قبل إلى مهرجان القاهرة الدولي السينمائي؛ مما يؤكد أنها أزمة عامة.. نظرًا لانهيار الإنتاج بشكل كبير في السنوات الأخيرة.. لعدم وجود دعم من الدولة للإنتاج السينمائي.
وإذا ما اعتمدنا على الجهات الأوروبية التي تدعم الأفلام.. إذ إن أحد شروطها هو مشاركة البلد صاحبة الفيلم بجزء من الإنتاج.

وأعود إلى الفيلمين المصريين المشاركين في المهرجان، لأؤكد أنهما صنعا بالجهود الذاتية دون أي دعم سواء خارجي أو داخلي. والاعتماد على الجهود الذاتية تحدي مع الأفلام القصيرة أو الرسوم المتحركة.. لكنها لا تفيد في حالة إنتاج أفلام روائية طويلة.

لبنان ضيف شرف المهرجان


وقع الاختيار على دولة “لبنان” لتكون ضيف شرف المهرجان.. فهل تحدثينا عن ذلك؟
لاحظت إدارة المهرجان في الأعوام السابقة أنه من أهم الدول التي تأتي منها أفلام ذات جودة فنية عالية جدًا، بالإضافة إلى كونها بلد عربي، ولم نقدم في دورات المهرجان السابقة أي بلدان عربية.
يعتمد المهرجان في جوائزه على اختيار الجمهور وليس على وجود لجنة تحكيم.. فلماذا؟
تكمن الفكرة في أن كل الأفلام التي يقدمها المهرجان جيدة جدًا، بالإضافة إلى عدم وجود فكرة المنافسة بين الأفلام في مبادئ الأفلام. ووجود لجنة تحكيم تحدد الفيلم الفائز لا يعني بالضرورة أنه أفضل فيلم.. ولكن معناه أن أعضاء لجنة التحكيم الثلاثة أو الأربعة رأوا أن هذا الفيلم أفضل فيلم.

فكرة المنافسة

وأشدد أننا كمهرجان رافضين لفكرة المنافسة.. لذلك نرى أن من يستطيع تحديد الجائزة هو الجمهور؛ لأنه شاهد جميع الأفلام المشاركة.. إضافة إلى أن عدد الجمهور أكثر من عدد لجنة التحكيم. وتعتبر إدارة المهرجان اختيار الجمهور شكل من أشكال الديموقراطية.. كما يتميز الاختيار أيضًا بالمصداقية، أيضا يحدد اختيار الجمهور التوجه العام للمشاهدين وطبيعة الأفلام التي يفضلها.. مما يساعد إدارة المهرجان الأفلام الأقرب للجمهور.

البدايات النسائية للسيما


رغم البدايات النسائية للسينما في مصر إلا أنها تعاني من غياب العنصر النسائي في هذه الفترة.. فهل تحدثينا عن ذلك؟
أرى أن تلك الفكرة غير حقيقية؛ لأنه على مستوى الإخراج فإن الأفلام المهمة التي ظهرت على الساحة الفنية كانت من إخراج نساء منهن؛ هالة لطفي، كاملة أبو ذكري، وغيرهن. كما أتحدث هنا عن الأفلام المهمة وليس الأفلام التجارية.. وهذا يعطينا إشارة إلى أن الإنتاج انخفض بنسبة كبيرة عن الأعوام الماضية وعن البلاد الأخرى.

في النهاية.. من وجهة نظرك كيف يمكن حل مشكلة انخفاض الإنتاج؟
من الصعب أن أتحدث في هذا الموضوع لأنه كبير ومتشعب جدًا. ولكن في البداية وكجزء أساسي من حل الأزمة يجب أن يوجد صناديق دعم للإنتاج من قبل الدولة.. وليس معناه صناديق دعم للأفلام فقط.. بل يمتد إلى زيادة أعداد المهرجانات الفنية التي تعرض الأفلام للجمهور.. وليس المهرجانات السياحية التي لا يشارك فيها الجمهور. فلا يمكن للفتيات أن يحلمن بأن يصبحوا مخرجات دون مشاهدة الأفلام وفهم صناعة السينما. ويجب أن تمتد المهرجانات لتصل إلى مدن أخرى غير القاهرة..

إضافة إلى إتاحة الفرص أمام الشباب والفتيات لمشاهدة الأفلام المشاركة في المهرجانات عن طريق.. وتوفير التذاكر بأسعار مناسبة.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر