«حمدي أبوجليل».. شخصية مؤتمر القاهرة وشمال الصعيد الثقافي

اختارت الأمانة العامة لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد، اسم الأديب الراحل حمدي أبوجليل، ليكون شخصية المؤتمر الذي سيعقد في الفيوم خلال النصف الأول من نوفمبر المقبل. كما كلفت الأديب والقاص عصام الزهيري، بالإشراف على كتاب شخصية المؤتمر.

الراحل حمدي أبوجليل، هو كاتب مصري من مواليد محافظة الفيوم عام 1967، وفازت روايته «الفاعل» عام 2008 بجائزة نجيب محفوظ. وقام بترجمتها للإنجليزية روبن موجر بعنوان «كلب بلا ذيل».  كما حصل على جائزة الإبداع العربية عام 2000. وصدر له العديد من المؤلفات الأديبة التي تم ترجمتها إلى لغات مختلفة وحصدت الكثير من الجوائز.

دليل القارئ الذكي إلى كاتب استثنائي

يقول القاص عصام الدين الزهيري، المسؤول عن الكتاب لـ«باب مصر»: “يتواكب مؤتمر إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي الذي تنعقد دورته هذا العام في الفيوم مع انتعاش آمال أدباء الفيوم. وتمكنهم من تجاوز صدمتهم الأليمة برحيل هرمين من أهرام الكتابة والفن الروائي في الفيوم ومصر. وهما الروائي الكبير حمدي أبوجليل والشاعر الكبير محمود قرني، اللذان لم تفصل بين رحيلهما غير أسابيع قليلة”.

وتابع: يطمح الأدباء في أن يعطي المؤتمر الكبير دفعة فعالة للنشاط الثقافي في الفيوم هو في أمس الحاجة إليها. خصوصا بعد خروج أهم معمار ثقافي فيها وهو قصر ثقافة الفيوم من الخدمة لأغراض التجديد والصيانة.

ويوضح الزهيري، ما يتمناه الأدباء في الفيوم ومصر هو أن يكون مؤتمرا استثنائيا بقدر قامة أدباء وفناني ومثقفي الإقليم ومصر. وأن تمثل هذه الدورة إضافة حقيقية لرصيد المؤتمر الثقافي على مستوى التواصل الأدبي والنقدي والثقافي. وطرح أكثر وأهم القضايا والفعاليات الثقافية الناجحة وذات الارتباط العميق بهموم وطموحات الثقافة المصرية.

يقول: الكاتب والروائي الكبير حمدي أبوجليل رحل جسديا في يونيو الماضي، وأكد رحيله حضور وسطوع إبداعه الشامخ في مجالات الرواية والتاريخ والخطط والآثار. حيث كان إبداع أبوجليل بالغ التنوع والثراء ويأتي على رأسه المشروع الروائي العظيم الذي توجه بروايته الخامسة والأخيرة والتي نشرت بعد وفاته. ولذلك رأت أمانة المؤتمر أن تجعل من كتاب المؤتمر مفاتيح للقراء تفتح لهم أبواب شخصية وعوالم أبوجليل الثرية. واختارت له عنوانا دالا هو “دليل القارئ الذكي إلى كاتب استثنائي”. ويحاول الكتاب تغطية المحطات الكبرى والمفاصل الأساسية في سيرة الروائي الكبير.

يستطرد: يتضمن الكتاب بورتريها للسيرة الذاتية والعائلية والفنية بقلم الكاتب نفسه. بالإضافة إلى باقة من أهم كتابات كتابنا الكبار مثل الروائيين خيري شلبي وإبراهيم أصلان. والنقاد الكبار جابر عصفور ومحمد بدوي ويسري عبدالله عن أعماله الإبداعية.  بالإضافة إلى شهادات عدد كبير من رفاق رحلته في الكتابة وفي الحياة عن عطاءه الثقافي خلال عمله بالهيئة العامة لقصور الثقافة. وإسهامات قلمه الفارقة في قضايا الأدب والفكر والثقافة المصرية. وتوليه تحرير باب “يرحمكم الله” في جريدة المقال، تحت رئاسة إبراهيم عيسى وغيرها من إسهاماته الإبداعية.

مسؤولية كبيرة

أما الشاعر محمد شاكر، أمين عام المؤتمر فيقول: “منذ أن تم اختياري كأمين عام لمؤتمر إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد، من قبل أعضاء الأمانة، أصبح علي مسؤولية كبيرة، وهي أن أقدم مؤتمرا يختلف عما تم تقديمه في السنوات السابقة، من حيث المضمون والتنظيم والقضايا والأبحاث التي سيتم طرحها على طاولات المناقشة”.

وتابع: أسعى لتقديم قضايا حقيقية تهم المثقف والأديب مثل الاستثمار الثقافي والأدبي والبيروقراطية الثقافية التي تواجه الأدباء، وأسباب انسحاب الأدباء من أغلب الأنشطة التي تقدمها الهيئة العامة لقصور الثقافة بشكل خاص ووزارة الثقافة بشكل عام، وهروبهم إلى الصالونات الثقافية ودول الخليج.

يضيف شاكر، أشكر أصدقائي أعضاء الأمانة، الذين ساعدوني وساندوني في تحقيق ما أسعى إليه، خاصة السيدة لميس الشرنوبي، رئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد على ما تقدمه لنا من تسهيلات، ولدي الثقة الكاملة بسبب كل هذه الجهود في أننا سنقدم مؤتمرا ناجحا يليق بشخصية المؤتمر القاص والروائي الراحل حمدي أبوجليل.

الفعل الثقافي في زمن التحولات

يقول الشاعر محمد حسني إبراهيم: اخترنا عنوان المؤتمر “الفعل الثقافي في زمن التحولات”، وسيناقش المؤتمر العديد من القضايا الثقافية المهمة وذلك من خلال أربعة محاور رئيسية هي:

المحور الأول: الإبداع والتحولات المعرفية والبيئية والتقنية.

الثاني: التلقي ومفارقات الزمن الرقمي.

الثالث: المثقف وسؤال الهوية والتنوير – مستجدات الراهن ورهانات المستقبل.

والمحور الرابع: نوادي الأدب قراءات الأداء وإمكانيات التطوير.

وتابع، المؤتمر هذا العام يعني بشكل أساسي بما تواجهه نوادي الأدب من مشكلات ويبحث عن حلول وآليات عمل تمكنها من القيام بدورها في تقديم المواهب الأدبية. كما يهتم المؤتمر بتقديم كل الدعم للقوى الثقافية كي تكون ضمن المشهد الحياتي اليومي والمعاش. مشيرًا إلى أن اختيار الأديب حمدي أبوجليل ليكون شخصية المؤتمر، اختيار صائب وموفق للغاية، وذلك لكون الراحل أحد علامات الإبداع السردي المصري ومن نجومه الأوفياء، ويشهد على تميزه ما قدمه من إبداع في القصة والرواية في فترة وجيزة.

تساؤلات هامة

يقول الروائي والأديب محمد جمال الدين: “أتابع وأحضر المؤتمرات الأدبية وتوصياتها وفعالياتها منذ سنوات طويلة، لكن لا يتحقق أي أثر يأتي بعدها ولا حتى ذر الرماد في عيون المسؤولين عن الثقافة”.

وتابع: الوضع أصبح مجرد ندوات يهرب معظم المبدعون منها لاحتساء الشاي والقهوة إلا ما رحم ربي. ولكن ترى هل سيكون هناك جديد في مؤتمر الإقليم هذا العام؟ لاسيما أن الأمانة العامة من الفيوم وتقام فعاليات المؤتمر على أرضها. لافتا إلى أنه بين المأمول والممكن والمعتاد تبقي الفكرة دائما. ويبقى سؤالها الملح هل بإمكاننا أن نأتي بجديد غير مجرد توصيات لا يتحقق منها شيئا؟

ويختتم حديثه: “هل القائمون على الثقافة يدركون أهمية هذه المؤتمرات ودورها في إثراء الحركة الثقافية والإبداعية؟ أم أنهم تعودوا على نفس الفعاليات ونفس الإيقاع الذي صار مملا لا يترك أثرا خلفه ولا حتى إلقاء حجر في مياه بئر راكدة. بلا شك يظل الأمل قائما في أن يخرج المؤتمر بجديد يفيد المبدعين. أفضل من هذا الضجيج المفتعل المحمل بكل رواكد المؤتمرات السابقة ليضيف عليها رواكد جديدة”.

اقرأ أيضا:

حرية السرد.. «أرض البشر» معرض فني بقاعة الباب سليم للفنان مهاب عبدالغفار

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر