«ثمار الحب»: أعمال فنية من النحت والجرافيك للفنانين عماد عزت وإنجي عبدالمنعم

«ثمار الحب» هو أول معرض مشترك بين كل من الفنانين عماد عزت وإنجي عبدالمنعم، بجاليري نوت بالزمالك. يضم المعرض نحو 47 عملا فنيا من الحجر الجيري واستخدام قوالب محفورة بتأثيرات ملمسية وجرافيكية متنوعة.

22 قطعة نحتية

يشارك النحات عماد عزت بـ22 قطعة نحتية من الحجر الجيري مختلف المقاسات. وشارك النحات في العديد من المعارض الجماعية والفردية منذ تخرجه في كلية الفنون الجميلة عام 2005.

يقول عزت: “فكرة المعرض نابعة من الحب الذي أراه كمية الطاقات الإلهية الكامنة داخل القلوب. وهي التي تطلق العنان للإبداع، كالعصفور المغرد من غصن إلى غصن غير مبالي بالزمان ولا المكان. والمعرض يجسد فكرة العمل والأمل. فلا حب بدون عمل ولا أمل بدون عمل”.

وتابع: استلهمت فكرة عنوان ثمار الحب لإظهار مشاعر الحب للآخرين والتخلص من الهموم والآلام. وأيضا إعطاء جرعة من التفاؤل، ولأني مؤمن بفكرة المشاركة وفضيلة المحبة. طلبت من الفنانة “إنجي” مشاركتي بالمعرض الذي كان مقررًا في البداية أن يكون معرض شخصي لي. وجاء المعرض بدعم من الفنان مينا التوفيقي، الفنان التشكيلي والمسؤول عن جاليري نوت بالزمالك ليحتضن الجاليري أعمالنا الفنية.

قيم ومفاهيم

واستطرد: يضم المعرض 22 قطعة نحتية، وقد استغرق مني العمل لمدة عامين. وتحمل القطع في طياتها الكثير من القيم والمفاهيم، التي تظهر عمق حضارتنا المصرية القديمة كما تظهر تأثري بها كثيرًا. فنحن أبناء تلك الحضارة ولنا الفخر والاعتزاز. فلماذا لا نكمل ما تركه لنا الأجداد من إرث حضاري و تاريخي عريق. لذا استخدم الحجر الجيري والنحت عليه بشكل مباشر، كما كان يفعل أجدادي القدماء.

يكمل عزت، ولمزيد من المحبة والمشاركة، قررت إدارة جاليري نوت تخصيص جزءا من مبيعات المعرض لصالح مستشفى أمراض سرطان الأطفال 57357. وهو الأمر الذي أسعدنا جدًا. وقد عزمنا علي أن تكون مثل هذه المبادرات هي المحرك الأساسي لنا في كل معارضنا القادمة. فهي أقل ما يقدم تعبيرا منا بأن الفن التشكيلي هو لغة حياة ومعبر حقيقي عن القيم الإنسانية.

يختتم عزت حديثه ويقول: “مصر فيها فنانين كثيرين يعشقون ترابها ولا ينقصهم غير الثقة بهم ليحولوا كل ما هو قبيح إلي فن وجمال. لأننا إذا أردنا أن نعرف سلوك المجتمع لابد أن نبحث عن الفنان التشكيلي”.

اقرأ أيضا| لوحات فنية من معايشة الأهالي في ملتقى «مراسم رأس البر»

دلالات إنسانية

“ثمار الحب” بداية التعاون بين الفنانين الاثنين. وشاركت الفنانة إنجي في العديد من المعارض الجماعية، وحصلت على الكثير من الجوائز الفنية. وهي حاصلة على درجة الدكتوراه من كلية الفنون الجميلة. وتعمل مصممة جرافيك بمجلة مصر المحروسة التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، وتشارك بنحو 25 لوحة فنية في هذا المعرض.

تقول إنجي: “ثمار الحب، هو حالة فنية لها دلالات إنسانية. فقد حاولت من خلال امتزاج اللون الأحمر الذي يشير ويعبر عن الحب، والأسود الذي يعبر عن  الفرار أو الفراق. وأقصد بهذا الجدل اللوني، أن أعبر عن دراما الإنسان. أو دراما العلاقات الإنسانية والحالة النفسية التي يعيشها الفنان”.

لوحة للفنانة إنجي عبدالمنعم

وتابعت: الأعمال منفذة بطريقة الحفر من القالب البارز (اللينوليوم). حيث اعتمد على قوالب محفورة محدثة تأثيرات ملمسية وجرافيكية متنوعة ومطبوعة، تارة بالأسود الخالص، وأخرى بالأسود وبالأحمر، بالتبادل والتمازج، بالإضافة للعلاقات التبادلية بين الشكل والأرضية. حيث تظهر الأشكال وكأنها تسبح في فراغ اللوحة، والذي يوحي بالحركة المتماوجة في اتجاهات مختلفة في فضاء اللوحة، وكأنها أشكال آدمية تهيم وتسبح في الفضاء في خفة ورشاقة.

اختزال الوجود

واستطردت: حاولت أن اختزل الوجود في الشكل الدائري، كإشارة ربما إلى كوكب الأرض، أو أي كوكب آخر يمكن أن تكون عليه حياة بشكل ما، ونحن نحيا ونجني ثمار الحب على تلك الكرة الأرضية. وقد اعتمدت على التجريب بأشكال مختلفة للدائرة، حيث أرى الدائرة تشكيليًا كأنها نبض الوجود الإنساني، وعلى المستوى الذهني أراها تشير لفكرة تُحرك الوعي والإدراك، لكون الدوائر في حضورها العام تخضع  لرؤى القضاء والقدر والمصير والحياة.

وحول المعارض الفنية المشتركة، ترى عبدالمنعم أن المعارض الفنية الجماعية المشتركة بين الفنانين، بمثابة حوار فني مشترك لمختلف الأفكار والاتجاهات الفنية المتعددة، لما تحمله من تنوع في الأساليب والمدارس الفنية، وكذلك الخامات مما يحدث ثراء للمتلقي، وخلق  تبادل ثقافي وفني وخبرات بين الفنانين بعضهم البعض.

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر