تعرف على أصل "كذبة أبريل".. أشهرها زيارة السادات إلى إسرائيل

يرتبط شهر أبريل بتقليد أوروبي يعرف بـ”كذبة أبريل” أو سمكة أبريل، وهو عبارة عن إطلاق شائعة أو كذبة في مطلع الشهر فإذا ما صدقها الناس سارع مطلقوها بنفيها تحت شعار أنها كذبة أبريل، ورغم أن التقليد أوروبي في الأساس؛ إلا أنه انتقل إلى الوطن العربي، وبالتالي إلى مصر، وأصبح شائعًا أن يتبادل الناس فيما بينهم مزحات ترتبط بأول أبريل، مستخدمين نفس التعبير “كذبة أبريل”.
ولم يقتصر الأمر عند المزاح بين المواطنين فقط، بل تعداه إلى مجالي السياسة والإعلام، إذ سجل التاريخ، وما زال يسجل كذبات روج لها بعض الساسة، والصحف ووسائل الإعلام.
ضحايا أبريل
لم تشر أي من المراجع التي سجلت الظاهرة صراحة إلى أصل حكاية كذبة أبريل، لكن أغلب المراجع التي تحدثت في الموضوع، اتفقت على أن أصل الظاهرة يعود إلى القرن السادس عشر الميلادي وتحديدًا في عام 1564، حين قام الملك الفرنسي شارل التاسع بإعلان التقويم الميلادي الجديد والمعروف بالتقويم الجريجوري، والذي يبدأ من أول شهر يناير في حين جرت العادة قبل ذلك أن يتم الاحتفال ببداية العام الجديد في أول ابريل، ويبدو أن بعض الأشخاص لم يتقبلوا التعديل في بادئ الأمر، واعتبروه مزحة وأصروا على الاحتفال بالعام الجديد في أول ابريل، فيما البعض الآخر كان ينسى موعد الاحتفال الجديد، ليتحول الفريقين إلى مادة للسخرية من الآخرين ويطلق عليهم ضحايا أبريل.
الانتشار
ومع بدايات القرن التاسع عشر، انتشرت المزحة على نطاق واسع في أوروبا كلها، وأصبح يطلق على من يقع ضحيتها في فرنسا “سمكة أبريل”، ويرجع السبب في ذلك إلى أن الشمس في أول ابريل تغادر مدار برج الحوت، وربما لأن الضحية الذي يصدق الكذبة يشبه السمكة التي يسهل اصطيادها، وفي إنجلترا سميت بيوم المغفلين، واسكتلندا نكتة أبريل، إلا أنها لم تلق قبولا في إسبانيا لموافقة ذلك اليوم، عيدًا دينيًا بها، ولا في ألمانيا لأنها تصادف يوم ميلاد الزعيم الألماني بسمارك.
كذبات مشهورة
ومن أشهر الكذبات التي روج لها في إنجلترا في عام 1860، حين حمل البريد الإنجليزي بطاقات مختومة بأختام مزورة، تحمل في طياتها دعوات لحضور المهرجان الأول لغسل الأسود البيض في ساحة برج لندن، دون دفع أي رسوم لذلك، ليحضر الآلاف إلى لندن ويتجمعوا في ساحة برج لندن، ليكتشفوا بعض قليل أنهم تعرضوا لكذبة ابريل.
السادات في إسرائيل
وفي عام 1976 يقطع راديو إسرائيل بثه، ويعلن البيان التالي “أيها المستمعون الكرام هبطت منذ دقائق طائرة الرئيس المصري أنور السادات في مطار بن جوريون بتل أبيب وهو في طريق عودته من ألمانيا إلى القاهرة، واستقبله في المطار رئيس دولة إسرائيل وكبار المسؤولين فيها، ومن المتوقع أن يجري السادات محادثات مهمة مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، وسوف نوافيكم تباعا بكل التفاصيل”، وبعد عشر دقائق قطع الراديو الإرسال مجددًا، وقال لمستمعيه “عفوًا أيها السادة هو كذبة أبريل لهذا العام، فاليوم هو أول أبريل طاب صباحكم، لتتحول الكذبة بعد أعوام إلى حقيقة ويخطب السادات خطابه الشهير في الكنيست الإسرائيلي.
 الكذب الإلكتروني
ويعد الانترنت من أحدث طرق ترويج الكذب والإشاعات، والذي يحظى برواج كبير بين متابعي المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، وفي عام 2004 تداول نشطاء مواقع التواصل خبرًا على لسان أحد المصادر الأمريكية باغتيال ببل جيتس، صاحب أكبر شركة برمجيات في العالم، وبعد انتشار الخبر على نطاق واسع تم نفي الخبر مع الكشف عن حقيقة كذبة أبريل.
الكذب الأبيض
ويشير الدكتور مهدي علام في كتابه فلسفة الكذب، إلى أن للكذب أنواع مختلفة بعضها يرجع إلى إحساس الشخص بالاضطهاد ورغبته في التنفيس عن كبته بالكذب، والبعض الآخر يحكمه الرغبة في السيطرة على الآخرين، واعتبر علام أن كذبة أبريل تصنف على أنها من أنواع الكذب المباح أو ما يسمى اصطلاحًا “الكذب الأبيض”، والذي يراد به الفكاهة بشرط ألا يتسبب في جرح مشاعر الآخرين، وفي نهاية كتابه ينصح علام بتحري الصدق حتى في المزاح، معتبرًا الكذب بجميع أنواعه من الصفات الغير محببة، والتي تؤدي إلى فساد العلاقات الاجتماعية وانهيار المجتمع.
مصادر ومراجع:
1-Panati, Charles. Extraordinary Origins of Everyday Things. Chapter 3 – New York:
Harper & Row Publishers, 1987. Print
2- زيارة السادات لإسرائيل.. أشهر كذبة في أبريل تحولت إلى حقيقة – شباب الأهرام _موقع الكتروني – مقال – رانيا يوسف – 1 ابريل 2016
3-عرض وتحليل كتاب فلسفة الكذب للباحث مهدي علام –جريدة الوحدة الالكترونية- العدد 6708-2007 سنة – الكاتب شعبان سليم.
4-كذبة أبريل أصلها وفصلها- أحمد عاطف – بوابة الأهرام – العدد 47234 – 2 أبريل 2016.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر