بوابة العمدة.. قصر أثري عمره 166 عامًا

كتب – حسن فتحي ونورا منصور وزهراء ثروت

شوارع غير ممهدة حواري ضيقة ومنحنيات كثيرة، تفصلنا عن بوابة العمدة ذات الطابع المعماري والتراثي القديم، تقع بوسط عائلة أبوعاشور بمنطقة بحري البلد بقرية الدوير التابعة لمدينة صدفا في أسيوط.

تاريخ إنشاء بوابة العمدة

صممت البوابة الرئيسية للقصر بالطوب الخرشفي الأسود مع زخرفة بالأخشاب المرسومة، مكتوب عليها “أنشأ هذا المنزل الشيخ إسماعيل أحمد أبوعاشور عام 1273 هجرية”، وكذلك المبنى القديم ذات الثماني مشربيات بالطابق الثاني تطل على الشارع الجانبي، والتي تشققت حوائطها مع مرور الزمن.
بوابة العمدة

إقامة العمدة 

عند دخول البوابة الرئيسية تجد ساحة كبيرة يطلق عليها الدوار، وضع فيها مقاعد ومجالس لاستقبال الضيوف، أسفل ذلك المبنى الرئيسي للقصر غرفتين يطلا على الناحية القبلية للساحة، كانوا يستخدموا لغفراء العمدية بجوارهم سلم قديم يؤدي إلى الدور الثاني، الذي كان يستخدم لأسرة من كان يتولي العمدية، والتي تضم مدخلًا لـ 3 غرف داخل بعضها، غرفة النوم بها 10 مشربيات من جميع الجوانب وغرفتين آخرتين كصالة، أما سقف الغرف مزين بالخشب المعلق المزخرف بالأشكال القديمة، الذي أصبح مهددًا بالسقوط.
بوابة العمدة
على يمين السلم يوجد باب آخر به ممر يؤدي إلى غرفتين آخرتين كانا يستخدمان كمطبخ لإعداد الطعام للمترددين على منزل العمدة، والتي حدث بهما بعض التعديلات بعدما تهدموا وقام الورثة ببناء مباني أخرى لاستقبال الضيوف، وأسفل تلك الغرفتين يوجد غرفتين على الساحة الرئيسية للمقر كانت إحداهما مخصصة لتلفونات العمدية والأخرى لأعضاء النيابة التي كانت تأتي للتحقيق مع المتهمين.

مشنقة

بعد المبنى الرئيسي توجد بوابة رئيسية أخرى بني بينها وبين الساحة الرئيسية للقصر سوار كحاجز عن مكان الضيوف، وهذا المكان كان يعيش فيه باقي أسرة العمدة، عند تلك البوابة تجد غرفة على يمينها مزخرفة ومحفور على الأخشاب المزخرفة آيات قرآنية وتاريخ الإنشاء الذي يرجع إلي عام 1274 هجرية، والتي كانت تستخدم كمشنقة لتنفيذ الأحكام ضد المتهمين حينها.

انهيار الطابق الثاني

داخل بوابة المبنى الثاني توجد حارة طويلة لا تزيد عن مترين تؤدي إلى ساحة رئيسية تحيطها الغرف من كل جانب، ولكن مع مرور الزمان هدم الطابق الثاني، وتحول الطابق الأرضي إلى مقلب للقمامة والطوب، الذي تساقط ومرعي للمواشي وتجميع روث الماشية.

ورثة بوابة العمدة 

يقول ممدوح فوزي عبدالعال، الملقب بالعمدة، إن ذلك المباني أسسها جدهم الشيخ إسماعيل أحمد أبوعاشور، منذ ما يزيد عن 165 عامًا، وتضمنت مبنى لإقامة من يتولى العمدية في المبنى الرئيسي وكان للشيخ 4 أبناء هم محمدو أبوبكر وعمر وعلي، تقلد منصب العمدة محمد وأبوبكر، وكامل أبوبكر، آخرهم والدي العمدة فوزي عبدالعال عمر إسماعيل، ولكن حاليًا تلك المباني يمتلكها جميع الورثة.

العمدية 

يتابع فوزي: أن القصر كان يضم غرفة لنقطة الغفر والسلامليك والنيابة وحجز للمساجين، بالإضافة إلى المباني الواقعة من الناحية القبلية، والتي لها بوابة أخرى كانت تستخدم كإقامة لأبناء الشيخ إسماعيل الـ 4 هم وأسرتهم وأبنائهم، بالإضافة إلى ساقيتين كانوا في ذلك المسكن، وغرفة منشقة وأصبحت مهجورة يعيش بها الخفافيش ونخاف من دخول أبنائنا بها.

الطوب الموشي 

يضيف العمدة أن ذلك المباني القديمة شيدت من الطوب الأحمر والطينة والحمرة، والذي حينها كانت مقولة تردد بين أجدادي إن الشيخ إسماعيل عند بدء تشييد هذا المبنى تحطم إحدى حجارة الطوب، فعندما سئل البنا عن السبب فكان رده “هو طوب موشي، فحينها أمر جدي العمدة جميع العمال أن يذهبوا بالجمال إلى قرية موشا، التي كانت تشتهر بجلب الطوب، الذي صممت به المباني بأكملها”.
 

لمشاهدة فيديو من داخل بوابة العمدة اضغط هنا

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر