دليل الفعاليات الثقافية فى مصر

الدليل - تعالى نخرج

بعد إدراجه في مشروع «الآغا خان».. انهيار واجهة منزل أثري في إسنا

شهدت مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر انهيار واجهة أحد المنازل الأثرية المسجلة ضمن قائمة الآثار الإسلامية، والمعروف باسم «منزل عبد الملاك وأخيه نخلة» بشارع الراعي. والذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر الميلادي. ويعد المنزل من أبرز النماذج المعمارية التي تجسد العمارة المدنية في صعيد مصر خلال تلك الحقبة. إذ يمتاز بزخارفه الجصية الدقيقة وبوابته الخشبية المميزة. كما شملته أعمال الترميم الأخيرة ضمن مشروع إحياء مدينة إسنا التاريخية، الذي نال جائزة «آغا خان العالمية للعمارة 2025».

مسجل ضمن الآثار الإسلامية

كشف الدكتور عبد الرحيم ريحان، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية ومدير عام البحوث والدراسات الأثرية بوزارة السياحة والآثار سابقًا، عبر صفحته الرسمية على “فيس بوك”، عن تعرض واجهة المنزل الأثري للهدم. وهي الواجهة التي خضعت للترميم. ضمن مشروع إعادة إحياء المدينة التاريخية الفائز بجائزة “آغا خان العالمية للعمارة 2025”.

وأوضح ريحان أن المنزل الواقع في قلب إسنا بشارع الراعي، يعود إلى القرن التاسع عشر الميلادي. ومسجل ضمن الآثار الإسلامية بالقرار رقم 103597 لسنة 1951م. مشيرًا إلى أن الواجهة تعرضت للهدم بفعل فاعل. رغم أنها جزء من مبنى أثري جرى ترميمه مؤخرًا.

مطالبات بتحقيق عاجل

أضاف ريحان في منشوره: “رغم تهدم الواجهة منذ أيام، لم يُعلن المجلس الأعلى للآثار عن الواقعة حتى الآن. ولا نعلم إن تم التبليغ الرسمي أو اتخاذ الإجراءات القانونية لمعرفة من قام بذلك. خاصة في ظل وجود كاميرات مراقبة بالمنطقة”.

كما تساءل عما إذا كانت قد تمت عمليات صلب عاجلة لحماية البوابة من الانهيار الكامل حفاظا على المبنى.

وطالبت حملة الدفاع عن الحضارة المصرية في بيانها بإصدار بيان رسمي من المجلس الأعلى للآثار لتوضيح ملابسات الواقعة. ونشرت صورًا للواجهة قبل وبعد التهدم. مؤكدة ضرورة التدخل السريع للحفاظ على ما تبقى من قيمتها التاريخية والمعمارية.

مشروع إسنا الفائز بجائزة “آغا خان”

يذكر أن هذا المنزل كان ضمن مشروع إعادة إحياء مدينة إسنا التاريخية الذي أعده المعماري “كريم إبراهيم”، وهو المشروع الفائز بالجائزة لهذا العام. وتضمن المشروع تطوير وترميم عدد من المواقع التراثية، مثل وكالة الجداوي، وسوق القياسرة، وشارع البازار. بالإضافة إلى ترميم وإعادة تأهيل 15 موقعًا تراثيا. من بينها بيت الضيافة الملكي الذي يعود تاريخه للقرن التاسع عشر.

كما شمل المشروع مبادرات اقتصادية واجتماعية أسهمت في تحويل المدينة من منطقة مهملة إلى مركز تراثي نابض بالحياة. وزيادة عدد الزوار من خلال مبادرات السياحة المستدامة. إلى جانب توفير بنية تحتية وتمويل للمشروعات الصغيرة.

وقد جرى تنفيذ المشروع بالشراكة بين وزارة السياحة والآثار ومحافظة الأقصر. وبدعم دولي من الولايات المتحدة الأميركية ومملكة هولندا والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية.

أعمال ترميم الواجهة.. الصورة من د. عمر الكوتري، مسؤول بمنطقة الآثار الإسلامية والقبطية بإسنا
أعمال ترميم الواجهة.. الصورة من د. عمر الكوتري، مسؤول بمنطقة الآثار الإسلامية والقبطية بإسنا
الانهيار نتيجة تدخل بشري

في تصريح لـ«باب مصر»، قال الدكتورعمر فخري الكوتري، مسؤول بمنطقة الآثار الإسلامية والقبطية بإسنا، إن الانهيار لم يكن ناتجا عن ضعف في أعمال الترميم. وإنما بسبب تدخل بشري غير قانوني في أجزاء من الواجهة. مؤكدًا أن الجهات المختصة اتخذت الإجراءات اللازمة فور اكتشاف الواقعة.

وأضاف: “بمجرد علمنا بما حدث، تحرك مفتشو المنطقة وتم تحرير المحاضر القانونية اللازمة. وجار التعامل مع الموقف من خلال فرق الترميم لإعادة صلب الواجهة وترميمها بما يحافظ على قيمتها التاريخية. الوضع الآن تحت السيطرة التامة.”

المنزل ملكية مشتركة

أوضح الكوتري أن المنزل ملكية مشتركة بين وزارة السياحة والآثار والورثة من الملاك، مشيرا إلى أن “الواجهة تقع ضمن الحيازة الأثرية. بينما بقية العقار مملوكة للأسرة المقيمة به”.

وشدد على أنه لا يجوز القيام بأي أعمال بناء أو تعديل دون تصريح رسمي وإشراف هندسي وفني من المنطقة الأثرية. كما أكد أن المنطقة الأثرية بإسنا أعلنت حالة استنفار. وشُكّلت لجانا فنية لمراجعة حالة جميع المباني التاريخية المسجلة في المدينة. مع دعم إجراءات المتابعة الميدانية وتركيب كاميرات إضافية للمواقع التي خضعت للترميم خلال السنوات الماضية.

إسنا.. تراث حضاري ممتد عبر العصور

فيما يتعلق بالمشروع العام لإحياء مدينة إسنا، قال الكوتري إن ما شهدته إسنا من أعمال تطوير “أحدث نقلة كبيرة في وعي المجتمع المحلي بقيمة تراث المدينة”. مؤكدا أن النتائج المتحققة “نموذج يحتذى به في الحفاظ على الهوية العمرانية والتاريخية للجنوب المصري”.

وأضاف: “إسنا تمتلك رصيدًا حضاريًا فريدًا يمتد من العصور الفرعونية إلى الإسلامية والحديثة. وواجبنا الحفاظ عليه للأجيال القادمة، جار الآن العمل لإعادة الواجهة إلى حالتها السابقة في أسرع وقت”. واختتم مؤكدا: “نتعامل مع الواقعة بمنتهى الجدية والشفافية. ووفق الإجراءات القانونية والفنية المتبعة في مثل هذه الحالات”.

اقرأ أيضا:

بمشاركة 100 طيار.. الأقصر تختتم فعاليات الدورة السابعة من «إيجيبت جيت» للطيران الشراعي

بعد افتتاحها رسميا.. عودة الحياة إلى مقبرة «أمنحتب الثالث» في وادي الملوك

مدرسة «الشيخ الطاهر» في الكرنك.. منبر علم تحوّل إلى أطلال

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر
إغلاق

Please disable Ad blocker temporarily

Please disable Ad blocker temporarily. من فضلك اوقف مانع الاعلانات مؤقتا.