صاحب قصيدة “لا تصالح”.. اليوم ذكرى وفاة شاعر الجنوب أمل دنقل

كتب- مصطفى عدلى

يوافق اليوم 21 مايو الذكرى الـ 33 لرحيل الشاعر القنائي الكبير أمل دنقل، الذي ورث موهبة الشعر عن والده، الذي كان يكتب الشعر العمودي، وأيضا كان يمتلك مكتبة ضخمة تضم كتب الفقه والشريعة والتفسير وذخائر التراث العربي، مما أثر كثيرا في دنقل الابن، وساهم في تكوين اللبنة الأولى لهذا الأديب.

وفقد “دنقل” والده وهو في العاشرة من عمره، مما أثر عليه كثيرا وأكسبه مسحة من الحزن تجدها في كل أشعاره، كما لقب بكبير شعراء الرفض، وعُرف بشعره المعارض لسياسات الحكومة آنذاك.

ونشرت قصائده في مجلات أدبية، وطبعت دواوينه عدة مرات داخل مصر وخارجها، ليظل أحد رموز رفض القمع والظلم والسياسات المتعارضة مع مصالح الشعوب، حتى يومنا هذا.

وأمل دنقل، شاعر مصري، ولد في عام 1940 بقرية القلعة بمركز فقط، جنوبي قنا، وتوفى في مثل هذا اليوم 21 مايو عام 1983 بعد صراع طويل مع مرض السرطان، عن عمر يناهز 43 عاما.

وورث دنقل عن والده، الذي كان معلما في الأزهر، موهبة الشعر، فقد كان يكتب الشعر العمودي، وترك أمل وظيفته، كاتبا في محكمة قنا، ورحل إلى الشمال، ليقيم بالقاهرة

وصدرت له ست مجموعات شعرية مع نهايات العام 1969 وحتى عام 1983، عام وفاته، وهذه القائد هي: البكاء بين يدي زرقاء اليمامة – بيروت 1969، تعليق على ما حدث – بيروت 1971، مقتل القمر – بيروت 1974، العهد الآتي – بيروت 1975، أقوال جديدة عن حرب بسوس – القاهرة 1983، أوراق الغرفة 8 – القاهرة 1983، إجازة فوق شاطئ البحر.

ويعتبر الشعراء “دنقل” أحد مفجري ثورات الربيع العربي، رغم عدم معاصرته لها ورحيله قبلها بعدة سنوات، بسبب قصائده التي ظلت تتداول حتى بعض رحيله، حتي أن الشاعر نال حظا من الشهرة بعد رحيله أكثر، وتعد قصيدة “لا تصالح” التي عبر فيها عن رفضه معاهدة كامب ديفيد، التي قام بالتوقيع عليها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، من أشهر قصائده، وأكثرها تداولا حتى وقتنا هذا، وهذا نص منها.

لا تصالحْ

ولو منحوك الذهب

أترى حين أفقأ عينيك

ثم أثبت جوهرتين مكانهما..

هل ترى..؟

هي أشياء لا تشترى

ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،

حسُّكما – فجأةً – بالرجولةِ

هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ

الصمتُ – مبتسمين – لتأنيب أمكما

وكأنكما

ما تزالان طفلين!

تلك الطمأنينة الأبدية بينكما

أنَّ سيفانِ سيفَكَ

صوتانِ صوتَكَ

أنك إن متَّ

للبيت ربٌّ

وللطفل أبْ

هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟

أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء

تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟

إنها الحربُ!

قد تثقل القلبَ..

لكن خلفك عار العرب

لا تصالحْ..

ولا تتوخَّ الهرب

(2)

لا تصالح على الدم.. حتى بدم!

لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ

أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟

أقلب الغريب كقلب أخيك؟!

أعيناه عينا أخيك؟!

وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان ل

بيدٍ سيفها أثْكَلك؟

سيقولون:

جئناك كي تحقن الدم..

جئناك. كن -يا أمير- الحكم

سيقولون:

ها نحن أبناء عم.

قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك

واغرس السيفَ في جبهة الصحراء

إلى أن يجيب العدم

إنني كنت لك

فارسًا

وأخًا

وأبًا

ومَلِك

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر