«المتحف المصري».. بيت الفراعنة وقبلة السائحين

يحوي المتحف المصري، ذات الـ116 عامًا، أكثر من مائتي ألف قطعة أثرية، ما جعله بيت الفراعنة وقبلة السائحين من مختلف دول العالم.
إنشاء المتحف
يقول عاطف قناوي، مفتش بوزارة الآثار المصرية، إن المتحف الأكبر في مصر والشرق الأوسط، تم إنشاؤه عام 1835 في حديقة الأزبكية، وذلك حينما كان يضم العديد من القطع والمقتنيات الأثرية الفريدة من نوعها.
ويضيف قناوي في حديثه لـ”ولاد البلد” أن محمد علي باشا أصدر قرارا ملكيا يقتضي تأسيس موقع لخدمة الآثار وهي هيئة الآثار المصرية، وتم إنشاء المتحف المصري الذي أنشئ خصيصا لمنع سرقة الآثار المصرية، وتهريبها لدول أجنبية.
يتابع مفتش الآثار المصرية، أن هيئة الآثار في ذلك الوقت قررت جمع القطع والمقتنيات الأثرية بمصر، وحفظها في مبنى صغير بحديقة الأزبكية بمحافظة القاهرة.
قرار محمد علي
لفت قناوي، إلى أن محمد علي باشا، كلف في ذلك الوقت الشيخ رفاعة الطهطاوي بمهمة الاهتمام بالمقتنيات الأثرية، والإشراف على موقع خدمة الآثار المصرية القديمة التي تعبر عن عبق الماضي.
منع التهريب
أفاد أن محمد علي كانت أحد أهم قراراته، منع تهريب الآثار والقطع الأثرية إلى خارج مصر وبيعها للدول الأخرى،  فأصدر مرسوما ملكيا بعد تأسيس الآثار، يفيد بمنع التهريب والاتجار في الآثار المصرية.
رحلة نقل المتحف
أشار مفتش الآثار، إلى أن المتحف نقل بعد ذلك من حديقة الأزبكية إلى قاعة العرض الثانية بقلعة صلاح الدين، وذلك عقب وفاة محمد علي باشا في عام 1849، بعدما كانت تنقل كافة المقتنيات الأثرية في مصر إليه.
فشل حلم محمد علي
نوه المفتش بأن محمد علي باشا، كان يحلم بنقل كافة آثار مصر الوسطى والفرعونية إلى المتحف المصري في الأزبكية ومنع تهريبها، والحصول علي كافة الآثار القديمة والمقتنيات الأثرية التي كان يعثر عليها المزارعين والفلاحين في ذلك الوقت، وذلك بعد أن توفي، وعادت ظاهرة الاتجار في الآثار إلى الظهور، وأخذت المجموعة التي كان يضمها المتحف الذي أقيم في الأزبكية في الانكماش حتى تم نقلها داخل صالة العرض في قلعة صلاح الدين.
إهداء الآثار المصرية
وذكر مفتش الآثار، أنه عقب وفاة محمد علي، كانت الكارثة التي تعرض لها المتحف المصري، إذ قام الخديوي عباس الأول، بإهداء مجموعة كبيرة من محتويات المتحف الذي ظل داخل قلعة صلاح الدين، إلى الدوق مكسميليان النمساوي وذلك إبان زيارته القلعة، واستمرت الآثار المصرية تتعرض للسلب والنهب والدمار.
المتحف في بولاق
وألمح إلى أن الفرنسي أوجست ماريت، عالم المصريات، مدخل السرابيوم بسقارة، والذي كان يعمل بمتحف اللوفر بفرنسا، أقنع والي مصر، الخديوي محمد سعيد باشا – أحد أفراد الأسرة العلوية-  بضرورة افتتاح متحف يعرض فيه مجموعة من الآثار على شاطئ النيل بالقرب من منطقة بولاق بالقاهرة وذلك في عام 1858، ليوافق الخديوي على افتتاحه.
5 سنوات بناء
بحسب مفتش الآثار المصرية، انتهى تشييد المتحف في عهد الخديوي إسماعيل، وتم افتتاحه للزيارة في عام 1863، بعدما كان  مخزنا للآثار على ضفاف النيل ببولاق، وكان يسمى في ذلك الوقت بـ”دار الآثار القديمة أو الانتخانة”.
وكان يضم المتحف الذي كان يسمي بالانتخانة في ذلك الوقت، كنز الملكة إياح حوتب بمنطقة دراع أبو النجا بطيبة، وكان من أهم القطع المكتشفة التابوت الذي وجدت بداخله مجموعة من الجواهر والحلي والأسلحة.
فيضان النيل
نوه قناوي، بأن المتحف الذي أقيم في بولاق، تعرض لفيضان النيل في عام 1878، وغرقت العديد من المقتنيات الأثرية، وتعرضت مقتنيات أخرى للسرقة والنهب، وبدأ عالم المصريات في التخطيط وإقناع الخديوي في ذلك الوقت، لإنشاء متحف مصري مناسب لحفظ آثار ومقتنيات العصور القديمة.
قصر الخديوي
أورد قناوي، أن المتحف نقل في عام 1891 إلى مبنى ملحق بقصر الخديوي إسماعيل بمحافظة الجيزة بعد حادث فيضان النيل، والذي تم تحويله منذ سنوات إلى حديقة الحيوان بالجيزة، ونقلت بداخلها المقتنيات الأثرية.
وتابع مفتش الآثار، أن تفكير عالم المصريات الفرنسي كان يصب دائما في محاولته إنشاء مقر دائم للمتحف يستوعب مجموعات أكبر من الآثار، ويكون أيضًا بعيدًا عن مسار فيضان النيل حتى لا يدمره مرة أخرى، وكان أيضا يعتبر مقر بولاق ليس مقرا دائما إنما مقرا مؤقتا.
متحف التحرير
وأكد قناوي أن المتحف تم نقله وتصميمه وإنشاؤه في موقعه الحالي بميدان التحرير، عندما جاء عالم المصريات جاستون ماسبيرو وافتتح عام 1902 وذلك خلال فترة حكم عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، الذي افتتح مبنى المتحف الجديد في موقعه الحالي.
أول متحف عالمي
ولفت مفتش الآثار، إلى أن العمل في تشييد المتحف بدأ في عام 1897 وانتهى سنة 1901 وتم افتتاحه في 15 نوفمبر لعام 1902،  لافتا إلى أن تصميم المتحف كان على يد المعماري الفرنسي مارسيل دورنون، وأقيم على امتداد ثكنات الجيش البريطاني بالقاهرة عند قصر النيل، والذي صمم عملا إبداعيا، ليكون أول متحف في العالم شيد ليكون متحفا وليس مبنى تم تحويله إلى متحف، كما تم استخدام أساليب التشييد والبناء وتطبيق وسائل العرض الحديثة خلال تلك الفترة.
مكونات المتحف
ويعد المتحف المصري في القاهرة أحد أهم متاحف العالم، حيث يرقد ملوك مصر إلى جانب 200 ألف قطعة فنية لا مثيل لها في العالم مثلت حضارة عجز العلم حتى الآن عن كشف كل أسرارها.
ويعد المتحف المصري من أوائل المتاحف في العالم التي تم تأسيسها لتكون متحف عام على عكس المتاحف التي سبقته، يضم المتحف أكثر من 200 ألف قطعة أثرية أهمها المجموعات الأثرية التي تم العثور عليها في مقابر الملوك والحاشية الملكية للأسرة الوسطى في دهشور عام 1894، بالإضافة إلى مئات القطع الأثرية الموجودة بالمخازن الخاصة بالمتحف، مع العلم أن ما يعرض في المتحف المصري يعادل أصل من نصف ما يوجد في مخزن المتحف نفسه.
ويضم المتحف أعظم مجموعة أثرية في العالم تعبر عن جميع مراحل التاريخ المصري القديم، في مبنى يقع على مساحة 28 ألف متر مربع وعرضه أكثر من 10 آلاف متر مربع في أهم مكان في قلب القاهرة، فضلا عن كونه يعتبر المتحف الثالث من نوعه لتخزين وعرض الآثار، وهو أول بناء خرساني في العاصمة المصرية.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر