بعد تسجيله كطراز معماري متميز.. «بيت ماجد التراثي» في طريقه إلى الهدم

تستعد محافظة القاهرة بالتعاون مع حي الخليفة خلال الفترة المقبلة، لهدم «بيت ماجد التراثي» والواقع بمنطقة عرب آل يسار بالقلعة. تساؤلات كثيرة فرضت نفسها بسبب إصرار المحافظة على إخراج المنزل المدرج على لائحة التراث المعماري المتميز منذ عام 2023، دون ردود رسمية عما يجري منذ سنوات داخل هذه المنطقة التي فقدت أغلب مبانيها التراثية بسبب أعمال الهدم المستمرة.

إخلاء فوري!

يقول حامد شاكر، صاحب بيت ماجد التراثي وأحد ورثته لـ«باب مصر»: “المنزل حاليا في طريقه للهدم. إذ جرى إبلاغنا من جانب مسؤولي المحافظة والحي بضرورة الإخلاء. وزعموا أن الإخلاء سببه صدور قرار إزالة – لم نطلع عليه حتى الآن – وقد أخلى بعض السكان المنزل بالفعل خلال الأيام الماضية. وأيضا لم تطرح فكرة تعويض أصحاب المنزل من الأساس”.

يستطرد: المحافظة وحدها هي من تقرر من يستحق التعويض من عدمه، دون الاستناد لأي شكل قانوني، فهم من يملكون السلطة الكاملة في كل شيء ولا أحد يرجع إلينا لاتخاذ القرارات المرضية. فهم يتعاملون مثلًا مع الشقق المغلقة باعتبار أن أصحابها ليس لهم حق في المطالبة بأية تعويضات.

يضيف شاكر، نتعامل في الفترة الحالية مع موظفي الحي فهم من ينقلون لنا هذه التعليمات، ويطالبوننا بالخروج من المنزل دون مناقشة الأمور التي تخص المنزل. فنحن حتى هذه اللحظة لم نوكل محاميًا للتعامل مع المسألة، لأننا ندرك تمامًا أن مسؤولي الحي والمحافظة لن يستمعوا لأي شخص. كذلك فنحن لا نعرف الجهة المسؤولة عن الأمر لأنه ليس بين أيدينا أية أوراق رسمية. بجانب أنه لا يوجد من يطلعنا على أية أوراق أو مستندات. فكل ما يهمهم هو الإخلاء الفوري، دون إعطائنا أسباب أو بدائل مناسبة للإخلاء.

محاولة تأجيل المخطط

وعن الوقت المحدد لإخلاء المنزل يقول شاكر: “حاليًا بنعافر معهم لتأجيل أي مخطط من جانبهم للسيطرة على المنزل ومن ثم هدمه بشكل كامل. والموضوع في الوقت الحالي يدور عن قيمة التعويضات، فهم أصلًا يرفضون إعطاء أية تعويضات لبعض سكان المنزل. وقد بدأوا عملية نزع لبعض «حلقان وشبابيك» المنزل. فالمنزل مسجل أصلًا ضمن المباني التراثية ذات التراث المعماري المتميز والمدرجة على لائحة التنسيق الحضاري بتاريخ 14 إبريل من عام 2023، وقد نشر القرار في الوقائع الرسمية وصدق عليه وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية عاصم الجزار. وعلى النقيض يتحدثون حاليًا عن شطبه من قرار التسجيل”.

وضع غير مفهوم

وأنهي شاكر حديثه قائلًا: “حاولنا الاطلاع على الوقائع الرسمية. لإيضاح صحة هذه الإدعاءات من عدمها بشأن حذف المنزل لكننا لم نجد قرار الحذف في الوقائع الرسمية؛ لذلك فالوضع غير مفهوم أبدًا”.

حاول «باب مصر» التواصل مع الجهاز القومي للتنسيق الحضاري لمعرفة موقفه مما يجري لكننا لم نتلق ردًا حتى الآن.

يذكر أن المنزل التاريخي قد تم بناءه عام 1880، ونفذه مالكه المقاول الشهير في ذلك الوقت محمد ماجد. إذ بناه على مساحة في حدود 1000 متر، وهو مقسم على ثلاثة أدوار ويحتوي على 7 شقق سكنية. وقد انتقلت ملكية المنزل بعدها إلى حفيده الحاج شاكر ماجد، والذي ولد سنة 1939. حيث ظل طيلة حياته محافظًا على تراث المنزل، وحافظًا لتاريخه، ومدافعًا عن محاولات هدمه خلال السنوات الأخيرة. إلى أن توفي في سبتمبر من العام الماضي 2023، بعد أن عاش بداخله قرابة الـ85 عامًا.

اقرأ أيضا:

د.صالح لمعي: يجب تفعيل الاتفاقيات على قادة إسرائيل لأنهم انتهكوا كافة القوانين الدولية| حوار

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر