الغيث والسيل والجارحة.. أسماء وأنواع المطر في مطروح

تسود حالة من السعادة بين أهالي محافظة مطروح، هذه الأيام، تزامنا مع موسم الأمطار- أو ما يطلق عليه الأهالي “الغيث” ضمن أسماء عديد للأمطار- خاصة داخل التجمعات الصحراوية لاستخدامها في الشرب والزراعة خلال الأيام الماضية، حيث امتلأت الآبار وشربت الأغنام والأراضي وارتوت المراعي.

ويعد انتظار نزول المطر حالة اجتماعية لبدو مطروح. خاصة لمن يعيشون في الصحراء لكون حياتهم تعتمد على الأمطار للزرع والرعي. لذلك أتقنوا معرفة أحوال الطقس وتقلبات الجو، ورصدوا أوقاتها وحفظوا مواسمها. وأطلقوا مسمياتها وذكروها في أشعارهم وغنائهم.

فوائد المطر في البادية

وللمطر فوائد عظيمة لدى مربي الماشية في مطروح، لإنبات العشب الذي تتغذى به الأغنام والمواشي. وبعض البدو يحرص على تخزين مياة المطر في آبار صنعوها بباطن الأرض لتكفيهم وتكفي تربيتهم طوال موسم الصيف.

وعندما يتأخر نزول المطر تسود حالة من التوتر وتجد البدو يلجأون إلى بيوت الله ويؤدون صلاة الاستسقاء. ويدعون الله سرا وجهرا لكي ينزل عليهم المطر. لأن قلة نزول المطر تبشر بموسم غير جيد لمربي الأغنام تتمثل في قلة المراعي وجفافها. ويتأثر المزارعون أيضا من قلة إنتاج المحاصيل من أشجار التين والزيتون ونبات الشعير، التي تشتهر بها محافظة مطروح. نظرا لأنها تعتمد كليا على مياه الأمطار.

وعند نزول المطر لا يختبئ البدوي في منزله. ولكن يتتبع أماكن السيل كي يبني السدود التي توجه المياه إلى البئر الخاص به وإلى الأرض التي يستخدمها كمرعى لأغنامه، فهو يحرص على عدم إهدار مياه الأمطار والاستفادة منها قدر المستطاع، لذلك تحرص الحكومة المصرية على مساعدة أهالي مطروح وقامت بحفر آبار وإنشاء سدود بتكلفة 61 مليون دولار.

يطلق بدو مطروح أسماء على نوبات المطر التي تنزل عليهم فإن كانت خفيفة يقولون عليها “سحابة” وإذا استمرت لعدة أيام  يطلقون عليه “غيث” أي أنه يغيث كل شىء حي ينتظر نزول المطر من أشخاص أو حيوانات وحتى الزراعات والمراعي.

اما إذا نزل المطر بغزارة فيطلقون عليه “سيل” وإذا نزل مع موجة برد قارصة يسمونه “نوه” وإذا كان مطرا شديدا مصحوبا برياح شديدة تجرف الأرض فيسمونها  “أمطار جارحة”.

وتتطلب طبيعة حياة البادية المكشوفة في صحراء مطروح واعتمادهم على مياه الأمطار مهارة عالية وإلماما واسعا بالأحوال الجوية، لذلك تعرفوا على أحوال الطقس والتقلبات الجوية وألموا بها ورصدوا أوقاتها وحفظوا مواسمها، ليس ترفاً بل ضرورة تفصل الحياة عن الموت، والنجاة عن الهلاك.

 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر