الخطة الكاملة لإنشاء أول محمية طبيعية للحيوانات البرية في وادي الريان| خاص

وقعت كل من محافظة الفيوم ووزارة البيئة ومؤسسة الأميرة عالية بنت الحسين، ومؤسسة فور بوز العالمية، بروتوكول تعاون، لإقامة مشروع ملاذ آمن للحيوانات البرية بمحمية وادي الريان.

تفاصيل المحمية

كشف الدكتور أمير خليل، مدير إدارة المشاريع في الشركة الدولية لحماية الحيوان «Four paws» تفاصيل المشروع المزمع تنفيذه خلال العامين المقبلين. إذ ذكر أنه يهدف لإنشاء محمية طبيعية في منطقة وادي الريان. لتصبح ملاذًا آمنًا للحياة البرية، وعلى مساحة ألف فدان «محمية وادي الريان هي من أقدم المحميات في العالم. وأول فيل كان داخل هذه المحمية، ويطلق عليه حاليًا اسم «فيل الفيوم».

وتابع خليل: عاش الفيل هناك منذ ما يقرب من الـ250 مليون سنة. لكن نحن هنا يجب أن نعرف طبيعة المنطقة إذ كانت عبارة عن غابة تم تغطيتها بالمياه خلال العصور السابقة. لذلك نسعى لاستغلال مساحة الـ1000 فدان، والتي من المزمع تنفيذ المشروع عليها لتحويلها لغابة. شبيهة بمحمية المأوى التي قمنا بتنفيذها في الأردن، خلال السنوات الأخيرة الماضية.

بيئة أصلية

ويضيف: المحمية تهدف بشكل أساسي لحماية الحيوانات المعرضة للانقراض، أو تلك التي يتم مصادرتها من جانب الحكومة المصرية. مثل الأسود، والفهود، والضباع والحيوانات المفترسة الأخرى، كذلك فالهدف من إنشاء المحمية هو هدف تعليمي. أي من خلال تأسيس مركز تدريب للأطباء البيطريين للتعامل مع الحيوانات البرية. وكذلك التعامل مع العمليات الجراحية، الخاصة بالحيوانات. وذلك بالتعاون مع أطباء عالميين، مع توفير مركز تأهيل للتعامل مع هذه الحيوانات. كما سنهتم بتعليم الأطفال طرق وكيفية التعاون مع الحيوانات، وسيتمكنوا من مشاهدة الحيوانات المفترسة داخل بيئتها الأصلية.

موقع المحمية
موقع المحمية
صراعات دولية

يستطرد خليل: نسعى من خلال المشروع تنفيذ برامج تكاثر للغزلان المصرية، والتي كانت خلال فترات سابقة مهددة بالانقراض. لذلك فالمشروع سيتم تنفيذه على جزء صغير من مساحة المحمية والبالغ 1400 كم مربع. وسنراعي الجانب البيئي، خلال العملية، فالهدف من إنشائها ليس هدفًا ترفيهيًا في الأساس.

كما أن هناك أيضًا أفكار مقترحة، مثل إنشاء متحف للحيتان والحيوانات المنقرضة بداخلها، لتعريف الزوار بهذه المنطقة الفريدة. فمصر تقع وسط منطقة مليئة بالصراعات الدولية؛ لذلك يمكن أن تصبح الحديقة ملاذ آمن للحيوانات المفترسة خلال السنوات المقبلة.

ترحيب واسع

يذكر د.أمير، أن المشروع تم رفضه منذ حوالي 20 عامًا، وذلك عندما قدمه لمحافظ الفيوم «لحسن الحظ أن المشروع هذه المرة لاقى ترحيبًا واسعًا، فنحن كما ذكرت نسعى من خلاله لإرجاع المكان كغابة كما كانت عليه من قبل، كذلك فنحن نعتمد على البعد البيئي في جميع مراحل المشروع، كاستخدام بيئة الصرف الزراعي، والقادمة من محافظة الفيوم، كذلك فالهدف الرئيسي من المشروع هو مراعاة الحيوان وأيضًا الطيور، من خلال تحويل الفيوم بأكملها لمحمية جاذبة لكافة الطيور المهاجرة وأيضًا الحيوانات.

وبسؤاله عن وجه التعاون وكذلك الجهات المشرفة على العملية بأكملها أوضح أن التعاون سيتم بين مصر والمملكة الأردنية. ويقول:«الأردن نفذت مشروع مشابه خلال السنوات الأخيرة، فالفكرة بشكل عام ليست استثمارية أو اقتصادية لكنها فكرة إنسانية في المقام الأول، وتهدف للمحافظة على البيئة، بل واستعادتها مرة أخرى».

مرحلة تجهيزية

وبخصوص الوقت الفعلي لعملية البدء في المشروع أشار خليل إلى أنهم حاليًا في المرحلة التجهيزية لدراسة المكان بشكل كامل وأخذ إحداثياته «أعتقد خلال هذا الشهر سيتم إمدادنا بها من جانب وزارة البيئة، وأظن أن المشروع يمكن أن يتم الانتهاء منه خلال عامين، وهناك مستثمرين بالفعل رحبوا بالعمل في هذا المشروع».

وبسؤاله عن مدى تعارض المشروع مع البعد البيئي الذي تحتفظ به محمية وادي الريان قال: «المشروع يهدف أصلًا للحفاظ على البيئة، من خلال تحويل المحمية لملاذ آمن للحيوانات، واستعادتها مرة أخرى، فالغزلان كانت موجودة بالفعل خلال السنوات الماضية، لكن نتيجة الصيد الجائر اختفت في نهاية الأمر.

كذلك سيتم استعادة الشجر داخل المحمية، والمشروع بشكل عام يمثل مساحة صغيرة فقط من مساحة المحمية والتي تبلغ حوالي 2000 كم مربع. أي من الفيوم وصولًا لمحافظة بني سويف، فالمشروع فقط يقع على طرف المحمية. وقد يتم توسيعه بعد انتهاء المرحلة الأولى منه، لكنه كبداية أتمنى أن يرى النور قريبًا لأننا من خلاله سنساهم في الحفاظ على البيئة البرية وهي خطوة تأخرت كثيرًا، لكننا في نهاية الأمر لا نهدف لتغيير ملامحه، أو الاعتداء على أي من القيم التي يحملها هذا الموقع الفريد».

اقرأ أيضا:

د. أمير خليل: هكذا يكون تطوير حديقة الحيوان

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر