«الخص» ملتقى لقاء كبار السن في سيوة.. وأشهرها «الخص ندره»


كتب – محمد جيري
لكل مجتمع من المجتمعات الإنسانية، أنماط مختلفة في الحياة، وأسلوب المعيشة والتواصل بين أفرادها، وعمارتها، وأسلوبها في الحفاظ على تراثها الممتد  عبر الأجيال المتعاقبة، وطريقتها في نقل تجارب الحياة من جيل إلى جيل.
والمجتمع السيوي مجتمع زاخر بالكثير من تجارب الحياة، وأساليب غير تقليدية  في تعظيم الاستفادة من البيئة المحيطة،
من ذلك  فكرة تصميم  مبنى  بشكل معماري  مميز  خارج البيت، ليكون مكانا  للقاء الأقران، والأصدقاء،  وقضاء وقت الفراغ.
وقد ترى ذلك في مجتمعات أخرى في شكل الجلوس على المقهى ونواصي الشوارع، قد تراه في مجتمع آخر في شكل عمل مصطبة أمام المنزل،  ولكن في سيوة الوضع مغاير، فقد  جعلت البيئة المحافظة  بسيوة  المجتمع يحرص دائما على خصوصية الآخرين.
لذلك تم تصميم فكرة “الخص”، وهو عبارة عن مبنى بجوار البيت، مبنى بمادة “الكرشيف”، وهو مزيج من الملح والطين، ومسقوف بجذوع النخيل، ودعاماته من شجر الزيتون، ومصمم بحيث يكون جيد التهوية فهو مفتوح من الاتجاهين، والجلوس على مصاطب بالجانبين، والفرش عبارة عن حصيرة  من الجريد.
وعن “الخص” يقول أحمد محمد  أدمى، 54 عامًا، من قبيلة أغو رمى، إن الخص له استخدامات عدة، منها أن كبار السن من الرجال يقضون به أوقات فراغهم، ويتم الاستفادة من الوقت في تبادل تجارب الحياة، والخبرات  الحياتية، والذكريات، وسرد آثار السابقين، كما  يقوم الجالسون بالخص  بأعمال الخوص والجريد  وإنتاج  المصنوعات اليدوية، وهم يقومون  بتناول الشاي السيوي.
وكل منطقة وتجمع  يكون به  “خص” يجتمع به أهل المنطقة من كبار السن من الرجال.
وعن أشهر أسماء “الخص” يقول أحمد محمد  أدمى “الخص ندره”  وهو خص يتم  من خلاله  تبادل السلع والمنتجات المختلفة  “كأنك  في سوق عكاظ، وهو  الخص الوحيد المخصص لذلك، أما الباقي كـ “خص نعجاجة”، و”المنقار”، و”خص الحدادين” فهي للجلوس بها”.
وأغلب الوقت الذي يقضيه كبار السن بالخص هو فترة القيلولة مع ارتفاع درجة الحرارة.
وفي الغالب يكون هناك خص بجوار كل مسجد، ويكون لبعض المناسبات الدينية حيث يجتمع به أهل المنطقة، في مناسبات  مثل  المولد النبوي، ليلة القدر،  وقد يكون لتلقي العزاء فور العودة من المقابر  للاستماع  إلى الوعظ من الأئمة والوعاظ.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر