«الحمامات».. تراث مصري أدخله الفاطميون

دخل مصر العديد من العادات والتقاليد على يد الفاطميين، منها ما اندثر بعض الشيء منذ سنوات، ومنها ما يزال موجودًا في مختلف أنحاء المملكة المغربية، والتي يعتبرها المغاربة تراثهم وثقافتهم.
من بين تلك العادات والتقاليد، الحمامات التي خصصت للرجال والنساء في المملكة المغربية، ليغتسل بداخلها المغاربة، ومازالت تلك العادة موجودة في المغرب حتى وقتنا هذا، وأيضا دخلت تلك العادة إلى مصر خلال حقبة الفاطميون منذ عشرات السنين، ولكنها اندثرت بعض الشيء بمصر منذ سنوات، إلا أن هنالك ما يسمي بـ”حمام الملاطيلي” الموجود في شارع المعز بالقاهرة الفاطمية، والذي يعد تراثا أثريا لا يستخدم.
الحمامات عادة مغربية
تقول فاطمة محمد، 32 عامًا، مغربية مقيمة بمصر، إن هنالك العشرات من الحمامات المخصصة للاغتسال في مختلف أنحاء محافظات المملكة المغربية، والتي يقبل عليها المغاربة بشكل أسبوعي.
وتتابع السيدة المغربية في حديثها لـ”ولاد البلد” أن هنالك يوما أسبوعيا مخصص لدي المغاربة للذهاب إلى تلك الحمامات، الموجودة في المدن المختلفة والمقاطعات والأحياء المغربية قائلة “الأغلب يفضل يومي الخميس أو الجمعة للذهاب لتلك الحمامات”.
تراث قديم
تضيف صاحبة العقد الثالث في سياق تصريحاتها، أن المغاربة اعتادوا على الذهاب إلى تلك الحمامات، وممارسة عادتهم التي لم تنقطع لسنوات عديدة، وذلك لكونها تراث قديم منذ مئات السنوات، إذ أن الفاطميون أول من أدخلوا تلك العادة وبنوا الحمامات في المملكة المغربية.
عادة الأفراح والمناسبات
تشير السيدة المغربية، إلى أن  الحمامات تستقبل العريس والعروس في حفلات الزفاف، حيث تستقبل تلك الحمامات الزوجين قبل حفل الزفاف، وذلك عادة متعارف عليها في حفلات الزفاف، فضلاً عن كونها عادة في المناسبات العامة والخاصة والأعياد قائلةً “الرجال والنساء يذهبون للحمامات في الأعياد والمناسبات المختلفة”.
حمامات بخار واغتسال
وتنوه فاطمة، أن هنالك نوعين من الحمامات في المملكة المغربية، نوع لحمامات الاغتسال، وآخر من حمامات البخار، والاثنين يقبل عليهم الجميع.
حمام الملاطيلي بمصر
أما في مصر فاندثرت الحمامات للذكور والإناث منذ سنوات طويلة، ويوجد في مصر حمام الملاطيلي، والذي أنشئ منذ سنوات طويلة، ويعتبر من الآثار المصرية القديمة، والواقع في شارع المعز.
وبحسب محمد إمام،  الباحث في التراث الإسلامي، فإن حمام الملاطيلي من أقدم الحمامات التي أنشئت في مصر، وتم تشييده في عام 1780 ميلادية، وذلك في عهد الوالي العثماني إسماعيل باشا.
حمام العثمانيين
يضيف الباحث في التراث، أنه كان يسمى بحمام العثمانيين، وهو الوحيد الذي لم يتغير معماره إلى الآن ولم تصل له خطط الترميم التي طالت شارع المعز والجمالية وغيرها من المناطق الأثرية، ليصبح الملاطيلي آخر حمامات مصر القديمة.
حمام سويد
ويشير إمام، إلى أن الحمام كان يعرف من قبل بـ”حمام سويد” وذلك نسبةً إلى منشئه الأمير عزالدين السويد، ثم تغير اسمه إلى حمام مرجوش نسبة لاسم المنطقه الحالية أو حمام الملاطيلي نسبة لسيد الملط الذي اشتراه من العثمانيين.
وذكر الباحث في التراث، أن الحمام عمره قرابة 532 عاما، ويتبع وزارة الآثار المصرية، وكان يعتبر أحد أهم الحمامات المنشئة في مصر خلال حقبة العثمانيين، وكان يستقبل الأمراء والملوك.
أشهر حمام في مصر
وأكد الباحث في التراث الإسلامي، أن حمام الملاطيلي، كان يعتبر أحد أشهر الحمامات في مصر، حيث أن مصر كانت بها مئات الحمامات، لكنه كان هو الأشهر نظرا لموقعه، واستقبال العديد من قادة الجيوش والأمراء.
الحمامات .. تراث فاطمي
وألمح الباحث، إلى أن الحمامات أول من أنشأها في مصر، كان الفاطميون، حيث أنهم هم من بدأوا بناء الحمامات الخاصة بالاغتسال والبخار للمصريين في تلك الحقبة الزمنية.
الخليفة العزيز الفاطمي
وأفاد إمام، أن المؤرخ تقي الدين المقريزى، ذكر في كتاب الخطط المقريزية، وهو كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، أن أول من بنى الحمامات في مصر هو الخليفة العزيز بالله الفاطمي.
ألف ومائة وسبعون حمام فاطمي
ولفت إمام، أن المقريزي ذكر في خططه، أن الحمامات أخذت تنتشر انتشارا سريعا في مختلف أحياء القاهرة ومصر، وبلغ عددها ألف ومائة وسبعون حماما، وكان بعض هذه الحمامات خاص بالرجال، والبعض الآخر خاص بالنساء، في حين كان قسم يفتح للرجال قبل الظهر وللنساء بعد ذلك.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر