«الجرجار والتوب والعراجة» أزياء شعبية تقاوم الاندثار

يظل الزي الرسمي للشعوب، من العلامات الثقافية المميزة، خاصة في مصر التي تتميز بتنوع الأزياء الشعبية في الأقاليم وكذلك بمرور العصور المختلفة، من ملابس أهل الصعيد، للفلاحين والنوبة والأمازيغ وغيرها، ليصبح هذا التراث الغني بحاجة للحفاظ عليه وإحياءه من جديد من قبل الشباب، ومنهم «معتز محمد» الذي دشن وسم، للمشاركة بالزي الرسمي للشعوب المختلفة وكان للأزياء المصرية الفلكلورية النصيب الأكبر.

أزياء شعبية

زي النوبة الشعبي يعد واحدا من العادات التي حافظت عليها الأجيال هناك، ومنها الزي النوبي للنساء، «التوب» و«الجرجار»، حيث تتميز النوبة بمنطقتين، هما منطقة «نوبيين الكنوز» ومنطق «نوبيين الفاديكا» ولكل منطقة لغتها وعاداتها وأزيائها الخاصة بها، وتقول هبة حلبي: “الجرجار، بفتح الجيم، عبارة عن ثوب محاك من قماش التل الأسود الرقيق، ومزين برسومات صغيرة الحجم بنفس اللون، أشهرها ورق العنب والهلال والنجمة قديمًا، واليوم تنوعت لتشمل القلوب والورود والعديد من الأشكال الأخرى”.

ویجب أن یكون الجرجار أطول من مقاس صاحبته بحوالي شبر لكي تجره خلفها ويمحو آثار قدميها، ومن هنا جاء اسمه الجرجار، أما التوب فهو قطعة من القماش بشكل مستطيل تُلف حول الجسد، يتميز بألوانه الزاهية ونقوشاته المتعددة، لحد ما يشبه الساري الهندي، ويرتدي الجرجار نوبيين الفاديكا، أما التوب يرتديه نوبيين الكنوز، كما قالت هبة، وتتميز ملابس الرجال في النوبة برداء «العرّاجة» وهو جلباب أبيض واسع وفضفاض وقصير، ويسمى «العرّاجي النوي».

أشراح ناحواق

من جانبه قال أحمد خوجا: “كل بلد عربي لها زي شعبي خاص بها وفخورة به إلا مصر، برغم امتلاكنا تراث ثقافي كبير وملابس شعبية متنوعة، لهذا قررت ارتداء الزي الشعبي الخاص بنا وهو الجلباب، وأقول بكل فخر أنني فلاح”، وكذلك عمرو الدابا، الذي نشر صورته مرتديا الجلباب الصعيدي العمامة قائلا: “ملابسي تعد رمزا من رموز الصعيد المصري”.

تتميز سيوة أيضا بالزي الأمازيغي السيوي الخاص بالنساء، وتقول هاجر جمال بعد زيارتها لسيوة: “سيوة ليست مجرد صحراء.. سيوة جنة في الصحراء بل هي النور المضئ في الصحراء”، ويتميز الزي الأمازيغي بأنه باللون الأسود وفضفاض وكذلك ارتداء غطاء الوجه ذو الحلقات المعدنية الشبيه بملابس البدو في مصر، ويسمى الزي السيوي للعروس بـ«أشراح ناحواق» ويكون فستانا مشغول بالحرير بنقوش يدوية تعبر عن التراث السيوي وحروف من اللغة الأمازيغية مطرزا بألوان مختلفة، أما المدن البحرية، مثل الإسكندرية والإسماعيلية وبورسعيد تتسم الملابس الرجالية للعاملين في مجال الصيد بالملابس البحرية المكونة من بنطال واسع وصديري قصير وقبعة من القماش.

توثيق الأزياء الشعبية 

زينة زين، قررت توثيق الأزياء الشعبية في مصر باختلاف الأزمنة والاماكن، من خلال عدة جلسات تصوير، توثق فيها الزي الشعبي لمصر على مر العصور، وتقول لـ«باب مصر»: “قمت بالتصوير بأكثر من إطلالة ذات طابع فلكلوري أو تراثي مصري، وما زالت مشاريع التصوير مستمرة، خاصة أنني أحب كل ما يتعلق بالتراث المصري”.

ترى زينة صاحبة الـ30 عاما أن اقتصار تمثيل مصر بزي واحد أمر غير عادل، فالزي الفرعوني، النوبي، الفلاحي والبدوي جميعا من التراث المصري وتعبر عنه، مما دفعها لتوثيقه عبر جلسات التصوير، وتستكمل: “جلسات التصوير لتمثيل الزي المصري هي مجهود ذاتي، أقوم بتكوين القصة وجمع المعلومات عن الفكرة بالتعاون مع المصورين والماكيير المتخصصين”.

أما تمثيل الجلسة وكأنها عرض أزياء، أمرا اعتادت زينة على تقديمه منذ 13 عاما، وتقول: “تخرجت في كلية تربية في جامعة القاهرة، ودرست الموسيقى ثم التحقت بمركز الإبداع الفني في دار الأوبرا المصرية الدفعة الثالثة ودرست تمثيل بإشراف أ.خالد جلال، وعملت في معظم مسارح الدولة وقدمت اعمال تليفزيونية، وفيلم قصير لم يتم الإعلان عنه بعد، وفي مجال الأزياء التحقت بدورة تدريبية مع أمينة شلباية في عام 2007.. وحاليا أعمل مدرسة موسيقى للأطفال بجانب التمثيل”.

وثقت زينة أيضا مصر في فترة الخمسينات، من خلال ارتداء فستان كلاسيكي والتقط المصور معتز الشرقاوي لها عدة صور باللون الأبيض والأسود، وتقول: “التصوير كان في الكوربة وتواجدنا مبكرا للتصوير قبل الزحام”، وكذلك تجسيد الدولة الفاطمية في مصر من خلال جلسة تصوير أخرى للمصور محمد ورداني، في مسجد ابن طولون، وتعبر عن أمنيتها في الحفاظ على هذا التراث قائلة: “أتمنى أن أمتلك معرض يوجد به كل الأزياء والأدوات الخاصة بمصر باختلاف العصور والأماكن وتكون متاحة للاستعارة”.

اقرأ أيضا

محاكاة الرسام الإسباني «جوثپ تاپيرو» في جلسة تصوير بقنا

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر