البحث عن الأرشيف الضائع (3): هل قاموا بتشويه النيجاتيف؟

نطالب بالتحقيق في ظاهرة الأفلام الناقصة على "إيه آر تي" و"روتانا"!

الأرشيف السينمائي الذي نطالب به ليس مجرد ثلاجة لحفظ نسخ النيجاتيف، فهذه، مهما كانت شروط حفظها، قابلة للتلف أو التهالك بفعل عوامل التعرية وقوانين الطبيعة. والأرشيف ليس مجرد متحف لعرض بعض البوسترات والكاميرات والأجهزة القديمة. إذا كان هناك قرار من شأنه أن يصدر بشأن الأرشيف فيجب أن يتضمن العناصر التالية:

أولا: قانون مصاحب يعطي لهذا الأرشيف سلطات وصلاحيات وميزانية سنوية. وأول مادة في هذا القانون هي أن يكون من حق هذا الأرشيف الاحتفاظ بنسخة “أصلية” من أي فيلم مصري حديث أو قديم، سواء كان يملكه شخص أو شركة. وأن هذه النسخة لا تتعارض مع حقوق الملكية والاستغلال التجاري التي يحتفظ بها مالك الفيلم. ومعنى ذلك أن من سلطات القائمين على هذا الأرشيف أن يشجعوا ويدعموا ويمولوا عمليات ترميم الأفلام القديمة وتحويلها إلى نسخ رقمية، وهي الوسيلة الوحيدة الممكنة للحفاظ على حياة أي فيلم سيلولويد (شريط 35 مم بوزيتيف أو نيجاتيف).

ثانيا: أن يتكون هذا الأرشيف من عدة أقسام: الحفظ والترميم. البحث عن الأفلام المصرية الضائعة في أي مكان من أنحاء العالم. التوثيق التاريخي والمعلوماتي للأفلام. العرض من خلال متحف دائم ومعارض مؤقتة. مكتبة للاطلاع والبحث للمؤرخين والباحثين. طبع الكتب والكتيبات حول الأفلام وصناعها والمتحف والمعارض وأعمال الأرشيف.

هكذا تتكون وتعمل الأرشيفات السينمائية العالمية التي زرنا بعضها في ألمانيا وفرنسا وبلاد غربية وعربية أخرى. وبهذا نضمن أن يكون البناء قويا وفعالا وليس مجرد مبنى حجري أو كلمات على الورق.

أفلام تالفة.. وأفلام شوهت بفعل فاعل!

فيما يلي أعرض واحدة من المشكلات الكبيرة المتعلقة بتاريخ السينما المصرية. على مدار أكثر من قرن، أو بالتحديد على مدار مئة عام مرت على صنع أول فيلم روائي ينتجه ويصنعه مصري وهو “برسوم يبحث عن وظيفة” للمخرج محمد بيومي، صدر ما يقرب من ستة آلاف فيلم روائي، ومثلهم ربما أفلام وثائقية وقصيرة.

من بين الستة آلاف فيلم روائي لم يعد حيا سوى ما يقرب من 1500 فيلم، أما ما فقد وتلف فيقرب من 4500 فيلم!! وهذه كارثة ومصيبة في حد ذاتها، ولكنه الواقع، ولو أننا أنشأنا الأرشيف منذ أربعين أو خمسين عاما لربما كنا قد استطعنا إنقاذ نصف هذه الأفلام التي ضاعت وتلفت.

وحتى لا نستمر في البكاء على اللبن المسكوب المطلوب الآن أن نتعجل عملية الإنقاذ، وأن نقوم بجرد ما يوجد بالفعل من خلال لجنة تضم خبراء أجانب متخصصين.. فنعرف كم فيلم بحالة جيدة، وكم فيلم بحالة متوسطة، وكم فيلم بحالة صعبة ولكن ليست مستحيلة، ونبدأ على الفور بعمليات الترميم والرقمنة.

وبعيدا عن قضية الأفلام المفقودة والتالفة هناك مشكلة كبيرة أخرى لا ينتبه إليها الكثيرون. وهي وجود نسخ مختلفة الطول من الأفلام، حيث قامت بعض الشركات والمحطات الفضائية التي اشترت نيجاتيف الأفلام، وعلى رأسها “إيه آر تي” و”روتانا” و”الشركة العربية”، أو التي قامت بشراء حقوق توزيع الأفلام في دور العرض أو عن طريق الفيديو أو العرض التليفزيوني بتشويه بعض الأفلام وحذف مشاهد منها، قد تصل إلى أكثر من نصف زمن عرض الفيلم كما سنرى بعد قليل.

***

المصيبة هي وجود شكوك قوية بأن بعض هذه الشركات، خاصة “إيه آر تي”، قد قامت بحذف هذه المشاهد من نسخ النيجاتيف نفسها. وهذا أمر يحتاج إلى تحقيق وتحقق، يجب أن يكون من سلطات الأرشيف الذي نتحدث عنه. وفي حالة وجود نسخ نيجاتيف تعرضت للحذف يجب أن تتم محاولات لإعادتها للأصل عن طريق نسخ البوزيتيف أو الفيديو أو نسخ التليفزيون إذا كانت متوفرة.

وفيما يلي قائمة ببعض الأفلام التي تعرض ناقصة على الفضائيات العربية، والزمن المحذوف منها. وهي قائمة شارك في إعدادها هواة ومحبون للسينما، منهم راشد الجندي، وسامح فتحي، وهي قائمة قابلة للإضافة كلما توفرت معلومات عن افلام أخرى.

فيما يلي اسم الفيلم ومدة عرضه وفقا لبعض الموسوعات مثل “تاريخ السينما المصرية” لأحمد الحضري، و”موسوعة الأفلام العربية” لمحمود قاسم وموقع “السينما”، ثم زمن عرضه في النسخ المتوفرة من تليفزيون وفضائيات وفيديو.

قائمة بالأفلام الناقصة

 

  • “سجى الليل” إخراج بركات 1948

المدة وفقا لمحمود قاسم 105 ق. وفقا لأحمد الحضري 93 دقيقة. نسخة الصباح فيديو فيلم 75 دقيقة. نسخة قديمة مسجلة من قناة دريم مدتها 87 دقيقة. ولن يفصل في هذا الأمر سوى مراجعة النسخة النيجاتيف وطبع نسخ كاملة منها إذا أمكن، وهذا أحد مهام الأرشيفات السينمائية.

  • “ليلى بنت الفقراء” إخراج أنور وجدي، 1945

المدة وفقا للحضري 127 دقيقة. وفقا لقاسم 105 ق. نسخة جمال الليثي فيديو فيلم مدتها 121 دقيقة. النسخة التي تعرض على قنوات اوربت مدتها 115 دقيقة!

  • “يحيا الحب” إخراج محمد كريم 1938

المدة وفقا لقاسم 125 ق. نسخة قديمة مسجلة من القناة الأولى مدتها 130 ق. ونسخة هليوبوليس فيديو فيلم 131 ق. وأيضا نسخة الصباح فيديو فيلم 134 ق. وهو ما يعني أن نسخة الفيديو أطول، وبالتالي يمكن استخدامها لاستكمال نسخة النيجاتيف إذا كانت ناقصة.

أفيش فيلم يحيا الحب
أفيش فيلم يحيا الحب
  • “العزيمة” إخراج كمال سليم، 1939

المدة وفقا للحضري 115 ق. وفقا لقاسم 110 ق. نسخة جمال الليثي فيديو فيلم  110 ق. نسخة روتانا  106 ق.

  • “غرام وانتقام” إخراج يوسف وهبي، 1944

المدة وفقا للحضري 120 ق. وفقا لقاسم 125 ق. نسخة راشد ميوزك/أمريكا 132 ق. نسخة روتانا 122 ق. وهذه إحدى الحالات الغريبة التي تزيد فيها مدة عرض إحدى النسخ عن المدة المذكورة في الموسوعات، وهو أمر طريف يحتاج إلى تحقق وبحث عما حدث للفيلم.

  • “بحبح في بغداد” إخراج حسين فوزي، 1942.

المدة وفقا للحضري 105 ق. نسخة أوربت 105 ق. نسخة روتانا 115 ق.

  • لست ملاكا” إخراج محمد كريم، 1946.

المدة وفقا للحضري 115 ق. نسخة الصباح فيديو فيلم 82 ق. نسخة فيديو عثر عليها في العراق 117 ق. هذه الحالة تبين أن البحث في البلاد العربية والأجنبية يمكن أن يفيدنا في العثور على أفلام أو مشاهد ناقصة.

***
  • “تاكسي حنطور إخراج أحمد بدرخان، 1945

المدة وفقا للحضري 125 ق. نسخة فنون فيديو فيلم/الكويت 88 ق. يعني هناك أكثر من 35 دقيقة محذوفة!

  • “قبلني يا أبي” إخراج أحمد بدرخان، 1947

المدة وفقا للحضري 90 ق. نسخة الصباح فيديو فيلم/لبنان 91 ق. ونسخة إيه آر تي 72 ق. وميلودي 73 ق!

  • “بائعة اليانصيب” إخراج عبدالفتاح حسن، 1947

المدة وفقا للحضري 100 ق. نسخة فيديو خاصة بالمركز القومي للسينما 85 ق. رينبو فيديو فيلم 85 ق. مصر2000 فيديو فيلم 84 ق.

  • “عواصف” إخراج عبد الفتاح حسن، 1946.

المدة وفقا للحضري وقاسم 103 ق. نسخة “فيديو شركة فوكس 21” 88 ق.

  • “النائب العام” إخراج أحمد كامل مرسي 1946

المدة وفقا للقاسم 110 ق. وفقا للحضري 102 ق. نسخة روتانا  99 ق. نسخة أوربت 69 ق!

  • “البدوية الحسناء “ إخراج إبراهيم لاما، 1947

المدة وفقا للحضري وقاسم 95 ق. نسخة جمال الليثي فيديو فيلم 64 ق. نسخة التليفزيون المصري 64 ق!

  • “قتلت ولدي” إخراج جمال مدكور، 1945

المدة وفقا للحضري وقاسم 100 ق، ونسخة هارت فيلم 99 ق، أما نسخة ايه ار تي فمدتها 85 ق، أي ينقص منها ربع ساعة.

  • “جوز الاتنين” إخراج إبراهيم عمارة، 1947

المدة وفقا لقاسم والحضري 110 ق. نسخة سنسكيب الكويت 80 ق..أين ذهبت النصف ساعة؟!

***
  • “مجد و دموع” إخراج أحمد بدرخان، 1946

المدة وفقا لقاسم 120 ق، ووفقا للحضري 106 ق. أما نسخة إيه آر تي ونسخة روتانا فلا تزيدان عن 97 ق.

  • “برلنتي” إخراج يوسف وهبي، 1944

المدة وفقا للحضري وقاسم 120 ق. نسخة “الفرسان فيديو فيلم 122 ق. ونسخة روتانا 108 ق. أما نسخة تليفزيون قطرف  93 ق فقط!

  • “رباب” إخراج أحمد جلال، 1942

المدة  وفقا للحضري  118 ق. نسخة ايه ار تي، وأوربت 113 ق

  • “شهرزاد” إخراج فؤاد الجزايرلي، 1946

المدة وفقا للحضري وقاسم 100 ق. نسخة قديمة مسجلة من قناة دريم 82 ق، أما نسخة أوربت ف 74 ق فقط!

  • يوم في العالي” إخراج حسين فوزي، 1946

المدة وفقا للحضري 95 ق. نسخة السبكي فيديو فيلم 72 ق!

  • “أمواج” إخراج محمد سليمان، 1971

وهو فيلم لبناني من بطولة شمس البارودي ونادية الجندي ويوسف شعبان.

المدة وفقا لموقع السينما  100 ق. نسخة الصباح فيديو فيلم 90ق. نسخ القنوات 70ق.

***
  • “العمر واحد” إخراج حسان فرغل، 1954

المدة وفقا لموقع السينما 120 ق. نسخة أوربت 100 ق. أما نسخة السبكي فيديو فيلم فلا تزيد عن 60 ق.

  • “قلوب الناس” إخراج حسن الأمام، 1954

المدة وفقا لقاسم وموقع السينما 152 ق، أما نسخة إيه آر تي فتنقص أكثر من نصف ساعة، حيث لا تتجاوز 120 ق.

  • “حميدو” إخراج نيازي مصطفى، 1953

المدة وفقا لقاسم 115 ق. نسخة فيديو الليثي فيلم 115 ق. نسخة “إيه آر تي” 95 ق، حيث ينقص عشرين دقيقة كاملة.

  • “العار” إخراج علي عبدالخالق، 1982.

المدة وفقا لقاسم ونسخة فيديو الليثي فيلم 120 ق. نسخة إيه آر تي تنقص بعض الدقائق منها مشهد انتحار حسين فهمي حيث يقوم بوضع المسدس في فمه وإطلاق النار.

  • “سوق السلاح” إخراج كمال عطية

المدة وفقا لقاسم ونسخة فيديو الليثي فيلم 120 ق. نسخة إيه آر تي 100 دقيقة، منها مشهد رئيسي بين فريد شوقي ومحمود المليجي.

  • “إمرأة في الطريق” إخراج عز الدين ذو الفقار، 1958

المدة وفقا لقاسم 120 ق. نسخة إيه آر تي تنقص الكثير من الدقائق منها مشهد القتال الرئيسي بين الأخين رشدي أباظة وشكري سرحان ضد عصابة الأشرار في حضور هدى سلطان.

  • “المرأة شيطان” إخراج عبدالفتاح حسن، 1949

المدة نسخة مصر فيديو فيلم 100 ق. نسخة قنوات روتانا 90 ق.

***

هذه مجرد عينة وهناك عشرات الأفلام الأخرى منها “القاهرة 30″، “رابعة العدوية”، “اللص والكلاب”.. كلها تعرض ناقصة على الفضائيات.

اقرا أيضا:

البحث عن الأرشيف الضائع (1): «أهل القمة».. تلف وضياع

 البحث عن الأرشيف الضائع (2): أفلامنا الحائرة.. بين الثلاجة ومخزن نسخ الإيداع

مشاركة
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر