«حواري الأنفوشي وبيوت رشيد»: المعرض الأول لطلاب فنون جميلة جامعة الإسكندرية
نظم قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، المعرض الفني الأول لطلاب الفرقة الرابعة (الدفعة 60). إذ ضم المعرض الذي أشرف عليه الدكتور ياسين حراز، المدرس بقسم التصوير، لوحات مميزة عن الطبيعة من محافظات مختلفة. وافتتحه الدكتور محمد شاكر، عميد كلية الفنون الجميلة الأسبق بحضور العديد من أساتذة الجامعة والفنانين والطلاب.. «باب مصر» يستعرض تفاصيل المعرض.
مشاريع فنية
يقول الدكتور ياسين حراز، المدرس بقسم التصوير بالكلية والمشرف العام وكوميسير المعرض: “قسمنا الطلاب إلى مجموعات، يعملون على مشاريع فنية في أماكن مختلفة لرسم الطبيعية، ونظمنا لهم جولات خارجية لأكثر من مكان. حيث ذهبت مجموعة إلى حديقة أندونايدس بسموحة، التي تمتاز بالخضرة والزهور والعديد من التماثيل اليونانية. وذهبت مجموعة إلى منطقة الأنفوشي، وهي الميناء الشرقي للإسكندرية حيث المراكب والصيادين. وفي الخلفية تظهر القلعة بطلتها الرائعة.
ومجموعة أخرى ذهبت لمنطقة كوم الدكة بمبانيها القديمة، وحواريها الضيقة، والسلالم الشهيرة بها، وألوان منازلها الترابية أو البنية، ورسمت المجموعة الرابعة ترام الإسكندرية الشهير، بلونيه الأزرق والأصفر، والتي تظهر في خلفيته المباني التي تمتاز بها الإسكندرية”.
خارج الإسكندرية
وتابع: بالإضافة إلى رسم الطبيعية في الأماكن المختلفة، كان هناك مشاريع لرسم الطبيعة خارج الإسكندرية، فكان المشروع الفني الأول رسم للطبيعية في الريف المصري، بجماله ومفرداته مثل البيوت والطيور والفلاحين والزراعة، ومشروع آخر كان تعبير عن منطقة بحيرة البرلس، التي تمتاز بهدوء الطبيعة، ومسطحها المائي المميز الممتد الأفق. حيث تختلف طبيعة المراكب والمياه هناك عن الإسكندرية.
وذهبت مجموعة من الطلبة إلى منطقة بلطيم، التي تمتاز بالكثبان الرملية بمساحات كبيرة، ووجود العديد من المرتفعات والمنخفضات، والنخيل الشهير، والبحر ومنطقة الفنار. فهي منطقة ساحرة بلونيها الأزرق والأصفر، إضافة إلى وجود بعض المناطق الزراعية التي تتخللها.
أما المشروع الأخير، فكان الذهاب لمنطقة رشيد، ببيوتها الأثرية التي تعود للفترة الفاطمية، بمشربياتها الشهيرة وتقسيمات الطوب الخارجية المميزة لها، والتي تعبر عن تراث منطق رشيد وتاريخها، والطرق والأسواق والحناطير وغيرها من مفردات تلك المنطقة الهامة.
نوع الأماكن
ويضيف، حاولنا من خلال المشاريع الفنية المختلفة أن يعبر الطلاب في لوحاتهم عن بعض المناطق الجميلة التي توجد في مصر سواء في الإسكندرية أو أماكن أخرى مميزة. وكان القصد من تنوع الأماكن، هو توفر أكثر من رؤية للطلاب، ما يسمح بتنوع الأعمال المنفذة.
يكمل ياسين: كنا نتمنى زيارة أماكن أكثر من ذلك، لكن بالطبع عنصر الوقت والانتقال لأماكن بعيدة لا يتوفر لدينا. وأتمنى أن يذهب هؤلاء الطلاب بعد تخرجهم إلى أماكن مختلفة في مصر مثل أسوان والفيوم والواحات، وغيرها من الأماكن الخلابة والساحرة في مصرنا. كما أتمنى أن تكون مشاركتهم في هذا المعرض بداية فنية للكثير منهم للعمل على رؤيته ومشاريعه الخاصة.
وحول تنفيذ اللوحات يقول كوميسير المعرض: يتم التنفيذ الأولي للوحات في المكان وعلى الطبيعة، حتى يستلهم الطلاب الألوان وعناصر الطبيعة عن قرب، ويتشبعون بجمال اللون والمنظر الذي يستلهم منه العمل الفني. ثم تستكمل اللوحات بعد ذلك بالرسم داخل الكلية، بعد أن يكون الطالب أتم رسم الخطوط العريضة للوحته، واكتملت فكرته ورؤيته الفنية. مشيرًا أن جميع اللوحات تم رسمها بألوان زيتية على توال أو خشب، وجميع مقاساتها متقاربة، حيث نتعامل وفق معايير معينة في الدراسة.
تتويج لدراستنا
وتقول حنان رمضان، إحدى الطالبات المشاركات في المعرض: “المعرض تتويج لدراستنا في الكلية، ونحن جميعا قدمنا أفضل ما لدينا وأنا سعيدة باختيار أعمالي وبمشاركتي بالمعرض. حيث كانت فرصة كبيرة أن يكون من بين حضور المعرض أساتذة في الفن التشكيلي. وكان شرف عظيم لي على المستوى الشخصي أن يعرض لي أعمال أمامهم وأن يبدو رأيهم وملاحظاتهم فيها”.
تكمل حنان، أكثر ما أسعدنا هو شعور الحب والسعادة والفخر. وهو ما رأيناه في عيون عائلاتنا وأصدقاؤنا عند حضورهم المعرض ورؤية أعمالنا. وبالفعل كان يومًا مميزًا للغاية، بل كان من أكثر الأيام تميزًا في الكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية ولا يمكن نسيانه.
مشاركة هامة
ويقول مراد محمد، طالب مشارك في المعرض: “اعتبر مشاركتي في هذا المعرض بالنسبة لي هامة للغاية، لأن من افتتح المعرض فنانين كبار وأساتذة في الفن التشكيلي. وبالطبع هذا شيء عظيم لنا كطلبة في بداية مشوارنا الفني”.
وتابع: كان المعرض بمثابة فرصة عظيمة كي يرى المهتمين بالفن أعمالنا. وأن نتعرف عليهم والمدهش أن البعض أراد اقتناء بعض الأعمال الفنية. وهو الأمر الذي أسعدنا كثيرًا. هذا بالإضافة إلى أن المعرض كان فرصة أيضًا للطلبة الملتحقين حديثًا بالكلية في الفرقة الأولى والثانية، لرؤية أعمالنا التي قد تفتح أمامهم مزيدًا من الأفكار والرؤى الفنية.
ويجب أن نشكر جميع القائمين على تنظيم هذا المعرض وخاصة الدكتور ياسين حراز، الذي أشرف بنفسه على كافة التفاصيل داخل المعرض، وأتمنى أن يكون هناك المزيد من المعارض الخاصة بالطلبة. حيث إنها فرصتنا للمشاركة في المعارض لأن معظمنا لا تتاح أمامه فرص المشاركة في معارض فنية كبرى.