دليل الفعاليات الثقافية فى مصر

الدليل - تعالى نخرج

الأقصر تتألق بالفن.. 23 فنانا عالميا يشاركون في ملتقى التصوير الدولي

انطلقت فعاليات الدورة الثامنة عشرة من «ملتقى الأقصر الدولي للتصوير» بمشاركة 23 فنانًا من مختلف دول العالم، جاؤوا للأقصر لعيش تجربة فنية وإنسانية في واحدة من أكثر المدن إلهامًا على مستوى العالم. وعلى مدى عشرة أيام كاملة، يستلهم الفنانون روح الأقصر بين المعابد العريقة، والنيل المتدفق، والناس الذين يشكل احتكاكهم مصدرا حيا للحكايات والأفكار والألوان.

ولا تقوم تجربة الملتقى فقط على الرسم داخل الفندق الذي يقيم فيه الفنانون، والذي خصصته إدارة الملتقى لهم. بل تشمل أيضا زيارات ميدانية منظمة للمزارات الأثرية والتراثية. وجولات في الشوارع والأحياء القديمة. ليقترب كل فنان من الحكاية الحقيقية للمدينة والناس. ويرى هذا الخيط الخفي الذي يربط بين الحضارة والإنسان والطبيعة. ويمنح الأقصر قوتها الفنية الخاصة.

 الملتقى فرصة للخلق من قلب المكان

قال ياسر جعيصة، قوميسير الدورة الثامنة عشرة: “تحرص وزارة الثقافة في كل دورة على استضافة مجموعة متنوعة من الفنانين من دول متعددة. فهذه المرة لدينا فنانون من البحرين والعراق وسلطنة عُمان والمغرب، ومن فنلندا وإنجلترا وروسيا. إضافة إلى مشاركات عربية وأوروبية أخرى. وهو ما يمنح الملتقى ثراءً بصريا وثقافيا ملحوظا”.

وأوضح جعيصة أن الأقصر تبهر الفنانين بطبيعتها وتاريخها، مشيرا إلى أن تأثير المكان يظهر سريعا على أسلوب العمل. فالفنان لا يستطيع تجاهل هذا الحضور الطاغي للأثر والضوء واللون. وأضاف أن الأيام العشرة، رغم قصرها على المستوى الفني، كافية لتحفيز التجربة الإبداعية. لأنها تدفع الفنان للخروج من منطقة الراحة الخاصة به والعمل مباشرة في قلب الطبيعة.

بمشاركة 23 فنانا.. انطلاق ملتقى الأقصر الدولي للتصوير.. تصوير: أبوالحسن عبدالستار
بمشاركة 23 فنانا.. انطلاق ملتقى الأقصر الدولي للتصوير.. تصوير: أبوالحسن عبدالستار
جولات للمعابد والمقابر

تابع جعيصة أن إدارة الملتقى، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، ستوفر جولات للمعابد والمقابر والمزارات الفريدة، كي يعيش الفنانون تجربة بصرية وتاريخية كاملة. مشيرا إلى وجود تعاون يومي مع طلاب كلية الفنون الجميلة بالأقصر، الذين يحضرون للاحتكاك بالفنانين الأجانب ومشاركتهم التجربة. معتبرًا هذا الجانب من أهم أهداف الملتقى، لأنه يعزز تبادل الخبرات بين الأجيال.

وكشف جعيصة عن تنظيم ورش فنية للأطفال بالتعاون مع جامعة (UH) تبدأ في 23 نوفمبر ولمدة أربعة أيام. إلى جانب ندوات يومية تستعرض مدارس وأساليب فنية متنوعة. مؤكدا أن الدورة السابقة حققت نتاجا فنيًا متميزا، وأن طموحه هذا العام أن يتجاوز الملتقى نتائجه السابقة.

 الضوء هنا يكشف أشياء جديدة

من بين المشاركين، تحدثت ناتاشا، إحدى الفنانات البريطانيات ذات الأصول الصينية، قائلة: “أنا نصف صينية، والدتي صينية ووالدي بريطاني، ودائمًا يجد الناس صعوبة في تحديد أصلي. لكنني وُلدت ونشأت في إنجلترا. أحب السفر، وأحب الشمس، وأحب الرسم في الهواء الطلق وأعشق المدرسة الانطباعية”.

وأضافت أن أعمالها تقوم على فكرة عدم اعتبار الأشياء من المسلمات، فالعالم يتغير بسرعة، وهناك أماكن جرى تدميرها وأخرى مهددة، وهو ما يدفعها إلى الاحتفاء بما نملكه الآن. لافتة إلى أن عملها هو محاولة للتوقف قليلًا، للتأمل، وللاحتفاء بما تبقى، فالرسم بالنسبة لها حالة من الحضور الكامل، أقرب إلى التأمل.

وأشارت إلى أنها تعتمد في رسمها على الطبقة الأرضية الحمراء التي تجعل اللون الأخضر يتوهج، وهي طريقة انطباعية شهيرة. وكلما نظرت أكثر رأت أكثر، لذلك تغير عملها مع الضوء. وقالت إن هذا صباحها الأول في الأقصر وما زالت تراقب الضوء لتفهمه.

الفنان فابيو يدرب إحدى طالبات الفنون الجميلة.. تصوير: أبوالحسن عبدالستار
الفنان فابيو يدرب إحدى طالبات الفنون الجميلة.. تصوير: أبوالحسن عبدالستار
فابيو ماسيمو: الفن حكاية إنسانية

أما الفنان الإيطالي فابيو ماسيمو بوكاروسو، القادم من روما، فقال: “هذه هي زيارتي الأولى لمصر، وأنا سعيد بالمشاركة ضمن فعاليات الملتقى”. وأوضح أنه يعمل في مرسمه الملحق بمنزله، والذي يعد مختبره الفني الخاص.

وأشار إلى أن مشروعه الفني يحمل اسم “جيتّا غرافيا”، وهو قائم على تصوير المشاهد التي تنقل قصص الناس وتجاربهم. خاصة تلك التي تحمل صدمة أو تحولًا في حياة أصحابها. مضيفا أن الإنسان هو محور عمله، فالفن بالنسبة له ليس مجرد ألوان وخطوط، بل سرد بصري للقصص.

الفنان فهد المعمري.. تصوير: أبوالحسن عبدالستار
الفنان فهد المعمري.. تصوير: أبوالحسن عبدالستار
فهد المعمري: الأقصر بلد الإلهام

قال الفنان العماني فهد المعمري، إنه يشعر بالامتنان لدعوته للمشاركة، مؤكدا أن الأقصر بلد الجمال وبلد الإلهام، موضحا أن المدينة تجمع بين تراث ضخم وتفاصيل يومية بسيطة. وهذا المزيج يمنح الفنان طاقة خاصة وينتج روائع فنية لا مثيل لها.

وأضاف أن لقاء 23 فنانا من ثقافات مختلفة يخلق بيئة غنية بالتبادل والتأثير. فكل فنان يحمل معه مفرداته البصرية من بلده، لتختلط هذه التجارب وتتحول إلى أعمال جديدة تعكس المكان واللحظة.

حامد سعيد مرزوق: الأقصر تضيف بعدًا جديدًا للفن العربي

من العراق، قال الفنان حامد سعيد مرزوق إن الملتقى أصبح علامة بارزة على مستوى المنطقة. سواء من جهة التنظيم أو الأسماء الفنية الكبيرة التي يستضيفها. مؤكدا أن الأقصر بما تملكه من تاريخ وحضارة ومعابد تمنح الفنان بعدا إضافيا لتجربته وتثري مخيلته الفنية.

وأضاف أن العمل في مدينة مثل الأقصر ليس مجرد تجربة فنية، بل هو لقاء مع التاريخ نفسه. وهذا ما يجعل الأعمال المنتجة في الملتقى تحمل دائما طابعا خاصا.

اقرأ أيضا:

«جداريات الملقطة».. مشروع فني يحول جدران الأقصر إلى متحف مفتوح

غضب في الأقصر بعد هدم منزل «حسن فتحي» وإعادة بنائه بشكل مخالف للتصميم الأصلي

بمشاركة 100 طيار.. الأقصر تختتم فعاليات الدورة السابعة من «إيجيبت جيت» للطيران الشراعي

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر
إغلاق

Please disable Ad blocker temporarily

Please disable Ad blocker temporarily. من فضلك اوقف مانع الاعلانات مؤقتا.