«50 عاما من البورتريه السينمائي».. معرضان بالقاهرة والإسماعيلية لشيخ المصورين محمد بكر

تتواصل بـ«فوتبيا القاهرة» فعاليات معرض «خمسون عاما من البورتريه السينمائي» لشيخ المصورين الفوتوغرافيين محمد بكر ضمن فعاليات أسبوع القاهرة للتصميم. يضم المعرض أهم البورتريهات السينمائية التي صورها «بكر» على مدار 50 عاما تم اختيارها من بين أكثر من 2000 عمل سينمائي منذ عام 1956. وعلى جانب آخر يحتفي مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية في دورته الخامسة والعشرين التي تستمر حتى بعد غدا الثلاثاء بتجربة بكر، حيث يقام له معرضا خاصا لصور التقطها للمخرج الراحل شادي عبدالسلام أمام وخلف الكاميرا.

بداية التصوير

«سمارة» كان أول الأفلام التي صورها محمد بكر من إخراج حسن الصيفي 1956. في بادرة من الفنانة تحية كاريوكا حيث دعته للتصوير ليحل محل والده حسين بكر بسبب تأخره في الحضور لموقع التصوير. وكان الابن يساعد والده في تحضير العمل ومن هنا جاءت الفرصة لتمتد رحلته بين البلاتوهات ومواقع التصوير والغرف المظلمة. حتى انفراده بكادرات خاصة أصبحت بمثابة توثيقا لتراث مصر السينمائي.

يحتوي المعرض الذي تستمر فعالياته حتى 10 مارس المقبل على ما يقرب من 100 صورة من 80 فيلم مختلف. فضلا عن صور الأفلام الهامة مثل فيلم “وداد” سنة 1936، و”لاشين” إنتاج 1938. بالإضافة إلى صور أفلام عبدالوهاب وأم كلثوم ونجيب الريحاني وفيلم “المومياء” لشادي عبدالسلام، وصور اسكتشات عمل بخط يد شادي، وثلاثية نجيب محفوظ.

كما يضم المعرض أيضا صور أرخت للحياة السياسية في مصر خلال فترات متعاقبة مثل حياة الملك فاروق والعائلة المالكة، والضباط الأحرار. وصور طلعت باشا حرب وتأسيس بنك مصر. وصور الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الرسمية وفي الجولات الخارجية، وصور توثق مراحل بناء السد العالي وصور رسمية للرئيس السادات.

عن محمد وحسين بكر

ولد المصور حسين بكر في عام 1912، وكان الأخ الأصغر لثلاثة أشقاء احترفوا التصوير الفوتوغرافي وتولوا تعليمه هذه المهنة. بدأ عمله في استديو يوسف حنين بشارع عبدالعزيز بجوار ميدان العتبة. والذي كان متعاقدا مع شركة “بيضافون” حيث تمت الاستعانة به في التصوير الفوتوغرافي للأفلام السينمائية وكان أولها فيلم الوردة البيضاء. وبعدها تعاقد بكر مباشرة مع الشركة للعمل كمصور مستقل بعيدا عن الاستديو. ومنها أنشئ أول استديو خاص به في غرفة منزله بباب الشعرية في الثلاثينيات. وبعدها افتتح استديو في شبرا وظل يديره حتى عام 1952 وانتقل بعدها الاستديو إلى مقره الحالي بشارع مراد في الجيزة إلى الآن. يذكر أنه افتتح مقر الاستديو عدد من الضباط الأحرار على رأسهم محمد نجيب.

لقطة من فيلم وداد سنة 1936 باكورة إنتاج استوديو مصر
لقطة من فيلم وداد سنة 1936 باكورة إنتاج استوديو مصر

في عام 1952 تعاقد حسين بكر مع استديو مصر لتصوير جميع إنتاجه السينمائي بطلب من طلعت باشا حرب. حيث أسس هناك قسم خاص بالتصوير الفوتوغرافي وأصبحت عدسته مرافقة لجميع مشروعات بنك مصر لتوثيقها عند الإنشاء والافتتاح. وتم تجهيز غرفة بمقر استوديو مصر لإنشاء معمل خاص به. واستمر العمل من خلال ذلك المقر حتى تعرض الاستوديو لحريق ترتب عليه إتلاف جزء من مقتنياته سنة 2000. توالت أعمال استديو بكر في التصوير الفوتوغرافي السينمائي وكان العمل له الأبرز التقاط الصور الرسمية للشخصيات العامة من ملوك ورؤساء. فعمل بكر ضمن مصوري الملك فاروق والضباط الأحرار والرئيس عبدالناصر والسادات.

الرئيس محمد نجيب وحسين بكر فى افتتاح استوديو بكر سنة 1952
الرئيس محمد نجيب وحسين بكر فى افتتاح استوديو بكر سنة 1952
تعاقب الأجيال

واستمر تعاقب الأجيال لآل بكر في مجال التصوير الفوتوغرافي. إذ استكمل محمد حسين بكر ما بدأه والده واحترف التصوير وعمل كذلك بتصوير فوتوغرافيا السينما، وتصوير الشخصيات العامة والرؤساء.

أما محمد حسين بكر من مواليد عام 1937، عمل لأكثر من 60 عاما في مهنة التصوير التي سجل من خلالها بعدسته أروع وأهم المشاهد السينمائية. يتجاوز رصيده في التصوير نحو الألف فيلم. ويمتلك إرثا ضخما من الصور والمشاهد السينمائية على مدار تاريخها من الأبيض والأسود حتى الألوان سواء أمام الكاميرا أو خلف الكواليس.

اقرأ أيضا

«أرشيف بدوي».. صور فوتوغرافية للإسكندرية قبل 80 عاما

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر