الأب وليم.. رحلة عمل لوجه الله

الأب وليم سيدهم، هو أحد الرهبان اليسوعيين، الذين كرسوا حياتهم للعمل بالمبادئ اليسوعية التى تعتمد على العمل ونشر الثقافة، والروح الدينية المميزة والبسيطة في التعامل، وهو أيضًا كاتب ومترجم، ظهر له عدد من الكتابات كان أهمها وأخرها كتاب عن  جراجوس، التابعه لمركز قوص محافظة قنا، وهى  قريته الأم.
ولد الآب وليم سيدهم عام 1947، وحصل على الشهادة الابتدائية بمدرسة الكاثوليك بالقرية، المسؤول عنها الآباء اليسوعيين، ثم أكمل المرحلة الإعدادية والثانوية في القاهرة بالمعادي، ومنها إلى كلية الآداب قسم فلسفة وعلم نفس، وتخرج عام 1971، لتبدأ هنا حياته العملية.
“كنت بفكر أكرس حياتي كلها لربنا”.. هكذا يحدثني الأب وليم سيدهم عن أولى أهدافه في الحياة قائلًا: “بعد أن انتهيت من الدراسة مررت بمحطات روتينية كالجيش والتعيين، التحقت بالرهبنة اليسوعية بالقاهرة، فعملت سنتين كتدريب في المنيا، ثم سافرت إلى فرنسا 4 سنوات لدراسة علم اللاهوت، وحصلت على درجة الماجستير بالفلسفة في كتاب ابن الرشد بعنوان “فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال”.

حرب لبنان

يكمل: “بعد العودة أتعينت في جمعية الصعيد للتنمية والتابعة للرهبنة اليسوعية. ومن خلالها نظمت جولات بالقري والمدن، حتى تم تعييني بلبنان لإنهاء الدراسات الخاصة لتعييني كقسيس. ليكن في فترة الحرب الأهلية”. موضحًا أنه عمل تحت ظروف قاسية، تسببت في وفاة 8 من أخواته في الرهبنة إثر اندلاع الحرب.

في حديثه عن الحرب اللبنانية عام 1982، تظهر مبادئ الرهبنة اليسوعية والتي ينتمى لها. يقول “كان عندي موقف ضد الحرب اللبنانية. لأن المسحيين يضعون الصليب على الدبابات وهو ضد عقائد الديانة. فالمسيح مات دون أن يحارب بالدبابات أو عنف. فكنت مع الفلسطينيين رغم إنني كنت مُحاصر بين الكتائب اللبنانية”.

ترسيم الأب وليم كاهنا

وتمت رسامة الأب وليم كاهن في الـ34، ليتعين بالمنيا في جمعية الجزويت، لتكن مرحلة تعامله مع ذوي الإعاقة الجسدية. ويوضح أنه تم تأسيس بيت لتأهيل  ومؤسسة تعليمية لذوي الإعاقة. يتم من خلاله استضافة أطفال لمدة 3 أيام في المنزل. وكانوا منهم مسيحين ومسلمين. وفي وقتها كان هناك فتنة طائفية قائمة، لتظهر هنا ثاني مبادئ الرهبنة اليسوعية في التعامل ضد الفتن الطائفية. وذلك من خلال إجبار الأطفال على التعامل سويًا لتتحول علاقة الغضب أو المشاحنة إلى صداقة دامت إلى الآن.
وبعد الانتهاء من التدريب يأخذ كل طفل ماكينة خياطة لتكن مصدر دخله. فالآباء اليسوعيين من مبادئهم العمل المستمر في أي مهنة، حتى لا يكون الفرد عالة على المجتمع.

الكتابة

مرحلة الكتابة في حياة الأب وليم سيدهم لم تظهر فقط كتاب جراجوس فقط، فيوضح أنها بدأت منذ عام 1988 حين بدأ الكتابة بعدد من المجلات، ليترجم بعدها أول كتاب وثائقي عن الفاتيكان في عام 1989، وتلاها كتب متعدة ككتاب عن أرض الميعاد وعلاقتها بإسرائيل، وآخر عن حقوق الإنسان، وكتاب يوميات كاهن في زمن الثورة؛ حول معايشته مع الثوار في التحرير بثورة يناير، حتى بدأ في كتاب جراجوس.
وقع الأب وليم الأسبوع الماضي، آخر أعماله الكتابية، وهي كتاب جراجوس قصة 21 عامًا للأبلاء اليسوعيين، والذي يعتبر الجزء الأول عن القرية، فيتحدث عن فترة وجود اليسوعيين بقريته الأم جراجوس في الفترة 1946 حتى 1967.
يعمل الأب وليم سيدهم الآن على صياغه كتاب حول  التغيرات التي طرأت على قرية بعد انتهاء فترة اليسوعيين فيها، فيوضح أن الجزء الأول عن 21 سنة، أما الجزء الثاني عن ما بعد فترة 1967 لرصد التطور في مباني القرية، لينتهي من عمل خلال عام.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر