«استدامة التراث الثقافي بالإسكندرية».. ما هو مستقبل المتاحف في المجتمعات سريعة التغير؟

استمرارًا للاحتفال باليوم العالمي للمتاحف، نظم متحف الإسكندرية القومي ملتقى ثقافيا حول استدامة التراث الثقافي في المجتمعات من خلال المتاحف، تحت شعار «مستقبل المتاحف في المجتمعات سريعة التغيير»، وذلك تأكيدا لأهمية الحفاظ على الموروثات الثقافية واستدامتها.
تحدثت المخرجة ومقدمة البرامج نسمة مدحت عن أصل وحكاية العديد من الجمل والكلمات والأمثال الشعبية الموروثة، التي نرددها حتى اليوم دون معرفة أصول كثير منها. ومن بين ما تناولته، حكاية تعبير «القرد في عين أمه غزال». الذي يعود أصله إلى حاكم مدينة قديمة أقام مسابقة جمال للحيوانات. تقدمت قردة وسط الحيوانات الجميلة وأصرت على جمال ابنها. فضحك الحاكم وقال: «القرد في عين أمه غزال».
أصل وفصل الأمثال الشعبية
شرحت “نسمة” أيضا تعبير “تيتي تيتي، زي ماروحتي، زي ماجيتي”. الذي تعود قصته إلى دودة طلبت منها أمها البحث عن طعامها بنفسها. خرجت ووجدت ثمرة جوز هند، أكلت منها حتى سمنت ولم تستطع الخروج. فبقيت بداخلها أياما دون طعام حتى ضعفت مرة أخرى وخرجت لأمها جائعة، وعند عودتها، قالت لها هذا التعبير.
أما مثل “جه يكحلها عماها”، فيعود أصله، بحسب “نسمة”، إلى كلب أراد تقليد عيون القطط فكحل عينيه. لكنه فقأ عينه بمخالبه.
وفيما يتعلق بـ”مسمار جحا”، فهو يرمز للدهاء. ويعود إلى قصة جحا الذي أراد بيع منزله واشترط على المشتري أن يحتفظ بمسار في الجدار ويأتي ليطمئن عليه باستمرار. ومع كثرة زياراته، غضب المشتري ويأس وترك له المنزل.أما شخصية “جحا” في التراث، فترمز إلى الشخص سريع البديهة وخفيف الظل، الذي يخرج من المواقف المختلفة.
وتطرقت نسمة إلى بعض معاني الكلمات مثل:
- “جاك أوه”: أي “جالك وجع”.
- “يابن الأيه”: “الأيه” تعني البقرة وكانت مقدسة في مصر القديمة.
- “معلش”: تعني “ما عليه شيء”، وكان يستخدمها القاضي قديما عند الحكم بالبراءة.
- “ياموكوس”: أصلها “تي كوس”، وتعني “ادفن نفسك” في اللغة المصرية القديمة.
- “يا ما جاب الغراب لأمه”: حيث إن الغراب علميا يهتم بتجميع أشياء تعكس أشعة الشمس لا قيمة لها. وعندما تراها أمه تقول هذا المثل.
- أما “مراية الحب عامية”: فتعود علميا للمخ الذي لا يعمل على السلبيات في حالة الحب.
السياحة الريفية وتعزيز الاستثمار في صعيد مصر
تناولت داليا ساري، أخصائية بالهيئة العامة لتنشيط السياحة، موضوع السياحة الريفية وتعزيز الاستثمار في صعيد مصر، موضحة أن السياحة الريفية تشمل جميع الأنشطة السياحية التي تمارس في المناطق الريفية، ويقصد بالريف لغوياً الأراضي الخصبة المزروعة.
وقالت إن هناك مشروعا يجري تنفيذه لإنشاء منصة إلكترونية لتنشيط السياحة الريفية، بالتعاون مع عدة وزارات. بهدف تعريف الجمهور المصري والأجنبي بالأماكن والنشاطات المختلفة التي تتم عبر السياحة الريفية. وأشارت إلى وجود العديد من الكنوز والأماكن الرائعة غير المعروفة في المحافظات، والتي تحتاج إلى اهتمام وتطوير.
وأضافت أن مصر تمكنت خلال السنوات القليلة الماضية من إدراج أربع قرى ضمن قائمة أفضل القرى الريفية السياحية، وهي: غرب سهيل بمحافظة أسوان، وأبو الغصون (البحر الأحمر) في عام 2024. أما قريتي دهشور (الجيزة)، وسيوة (مرسى مطروح) فتم تصعيدهما عام 2023. هذا إلى جانب قريتين على قائمة الترقي وهما: قرية فوة (كفر الشيخ) عام 2021، وسانت كاترين (جنوب سيناء) عام 2023.
التراث الثقافي المادي واللامادي
اختتمت جهاد شوقي، منسقة التواصل المجتمعي والأنشطة الثقافية بإدارة الوعي الأثري بالأقصر، الملتقى الثقافي بجلسة حول التراث الثقافي اللامادي. بدأت بتعريف “المتحف” الصادر عام 2022، بأنه “مؤسسة دائمة غير هادفة للربح تعمل في خدمة المجتمع. وتبحث وتجمع وتحفظ وتفسر وتعرض التراث المادي واللامادي. وهي مؤسسة متاحة للجمهور، شاملة، تعزز الاستدامة والتنوع، وتوفر تجارب متنوعة للتعليم والاستمتاع والتأمل وتبادل المعرفة.
وأوضحت أن التراث الثقافي اللامادي يتضمن التقاليد الشفهية، وفنون الأداء، والممارسات الاجتماعية، والطقوس، والأعياد، والمعارف والممارسات التي تخص الطبيعة والكون. إضافة إلى المهارات المتعلقة بالحرف التقليدية. وأكدت أن هذا التراث يتغير ويتطور باستمرار، ويزداد غنى مع كل جيل جديد.
وتابعت شوقي: هناك العديد من مظاهر هذا التراث مهددة بسبب العولمة، ونقص الدعم والتقدير، ما يتطلب رعاية خاصة للحفاظ عليه ونقله إلى الأجيال القادمة. واستعرضت دور “الموالد” كمكون ثقافي يتجاوز الطقوس الدينية، ليشمل أبعادا اجتماعية واقتصادية وروحية. ووفقا لإحصاء عن الجمعية المصرية للموروثات الشعبية، فإن عدد الموالد في مصر يبلغ حوالي 2850 مولدا، يحتفل بها المسلمون والأقباط.