عالمة الآثار كاثلين مارتينيز: مقبرة كليوباترا وأنطونيوس الاكتشاف القادم

نجحت البعثة المصرية الدومينيكانية التابعة لجامعة «سانتو دومنيجو» برئاسة عالمة الآثار د.كاثلين مارتينيز، والعاملة بمعبد «تابوزيريس ماجنا» بغرب محافظة الإسكندرية، مؤخرا، في اكتشاف 16 دفنة في مقابر منحوتة في الصخر من طراز لوكلي وهي فتحات دفن حائطية، والتي شاع استخدامها في العصرين اليوناني والروماني.

جهود مستمرة على مدار سبعة عشر عاما، لعالمة الآثار د.كاثلين مارتينيز التي تركت بلادها جمهورية الدومينيكان وانتقلت إلى مصر للعمل على دراسة الآثار المصرية للحقبة اليونانية والرومانية، ومن بعدها أصبحت المسؤولة عن بعض الاكتشافات الأثرية الهامة، وفي حوار حصري لـ«باب مصر» تتحدث د.كاثلين لأول مرة عن حياتها في مصر وهدفها الأساسي من التنقيب وحلم العثور على مقبرة كليوباترا وأنطونيوس، وإلى نص الحوار…

في البداية.. حدثينا عن رحلتك في اكتشاف 16 دفنة في معبد «تابوزيريس ماجنا»؟

لقد أمضيت سنوات عديدة في العمل في معبد «تابوزيريس ماجنا» واسم المعبد يعني قبر أوزوريس العظيم، وأتبع نظرية طورتها حول أهمية هذا المعبد كمركز ديني خلال فترة الفراعنة اليونانيين التي بدأت مع الإسكندر الأكبر وانتهى الأمر مع كليوباترا السابعة.

وخلال عمليات التنقيب المنتظمة التي قمنا بها، اكتشفنا مقبرة تعتبر نسخة طبق الأصل من تنفيذ منارة الإسكندرية حيث قمنا بهذه الاكتشافات، وكان الأمر مثيرًا للغاية عندما مررنا بالخطوات الأولى المنحوتة في الصخر المؤدي إلى سراديب الموتى التي تحتوي على شرفة مركزية مع طاولة قرابين تقدم للمتوفين، وتفتح على العديد من الغرف الجنائزية.

ما هي محتويات الاكتشاف وكيف سيتم التعامل معه؟

في موسم 2020، حققنا هذه الاكتشافات العظيمة لسراديب الموتى الجديدة التي تحتوي على مومياوات بها ألسنة ذهبية، تمائم، كارتوناج، أقنعة جنائزية وكمية هائلة من الرفات البشري، ويتم إرسال القطع الأثرية المستخرجة من مجمع «تابوزيريس ماجنا» بشكل عام إلى مستودعين مختلفين من قبل المجلس الأعلى للآثار ومنهم المتحف الوطني بالإسكندرية.

وإذا كانت العناصر ذات جودة عالية معينة، فقد يتم عرضها في المتحف المصري الكبير الذي تم بناؤه حديثًا في الجيزة بالقرب من الأهرامات، من خلال اختيارها ضمن المجموعة الدائمة للعرض.

هل من الممكن العثور على آثار أخرى في نفس المنطقة؟

لدينا توقعات كبيرة لموسم 2021 بأن هناك ما لا يقل عن 20 من سراديب الموتى الأخرى التي سيتم اكتشافها أو التنقيب عنها في هذه المقبرة، ومنها حلم العثور على مقبرة كليوباترا وأنطونيوس، خاصة أننا وجدنا أكثر من 1200 نصب تذكاري مثل تماثيل إيزيس والتماثيل الملكية وتماثيل الإسكندر الأكبر والعديد من الأقنعة الجنائزية والنقوش المهمة ذات الكتابة اليونانية القديمة.

وأهمها اللوحة الأساسية للمعبد الرئيسي، والتي تخبرنا عن تاريخ بناء المعبد وما هي الآلهة التي تم عبادتها به، ومئات العملات المعدنية التي تصور الملكة كليوباترا والبطالمة والإسكندر الأكبر، وستيلا ماجنا التي قامت بتحديث العالم، وكذلك حجر رشيد الشهير المُكتشف سابقا والمعروض حاليا في المتحف البريطاني.

ماذا عن حالة تحنيط المومياوات المُكتشفة؟

من المومياوات المُكتشفة الأكثر إثارة للاهتمام هما فردين يبلغان من العمر 40-50 عامًا، مغطيان بآثار من الذهب مع كارتوناج، وغلاف فريد يمثل المومياء أوزوريس من نهاية العصر البطلمي، وتم وضع جثثهم في وضع الاستلقاء مع وضع اليدين على جانبي الحوض، ومن الممكن أن نرى بعض بقايا الزخرفة الأصلية على قماش المومياء توضح أن اللون قد تم تطبيقه على طبقة سميكة للغاية من الكتان، وتم تغطية طلاء الجص باللون الذهبي.

وترتدي إحدى المومياوات تاج بقرون ذهبية ذو شكل ثعبان كوبرا في جبهتها، مع طوق ذهبي ذو شكل برأس صقر، وصدرية ذهبية مستطيلة تتدلى عند الرقبة، وعلى الجانب الأيسر من الصدر ذات علامة بخط أسود رفيع.

وماذا عن الخطوة القادمة للبعثة؟

بمجرد حصولي على الترخيص لمواصلة عملي لموسم 2021، سأستمر في التنقيب في المقبرة مع فريقي من البعثة من أطباء العظام، ولدينا توقع أن هناك ما لا يقل عن 20 من سراديب الموتى الأخرى للتنقيب في المقبرة وداخل فناء المعبد، وسنواصل الحفر المنتظم لأننا اكتشفنا في الموسم الماضي تمثال نصفي للإلهة إيزيس.

ما تاريخ البعثة الدومينيكانية في مصر ودورها؟

وصلت إلى مصر في عام 2004 للقاء الدكتور زاهي حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في ذلك الوقت، لأقترح فكرتي في قيادة مشروع للتنقيب عن أنقاض «تابوزيريس ماجنا»، وبعد عام، منحت اللجنة الدائمة بوزارة الآثار المصرية رخصة التنقيب.

وبناءً على طلبي، كلف الدكتور زاهي حواس خمسة علماء آثار مصريين بالانضمام إلى فريقي، لقد فهم الدكتور حواس الإمكانات الهائلة لنظريتي ومدى أهميتها لمصر. أصبح هذا المشروع أول علاقة متعددة الأطراف بين مصر وجمهورية الدومينيكان، ويتكون الفريق من 18 عالم آثار مصريين ودومينيكيين وإسبان.

وما أهداف الخطة الأصلية للتنقيب؟

كانت خطتي الأصلية للتنقيب تحتوي على ستة أهداف، تم تحقيق معظمها بالفعل، والأهداف هي:

  1. البحث عن لوحات تدل على ممارسة الانشطة الدينية في المعبد خلال الفترة البطلمية أو قبل ذلك.
  2. إثبات أن «تابوزيريس ماجنا» كان من أكثر المعابد قداسة في عصره وكان من بين أهم المراكز الدينية لأوزوريس وإيزيس في شمال مصر.
  3. كشف الغرف والانفاق داخل وخارج أسوار السياج.
  4. جمع الادلة التي تربط المعبد بكليوباترا والسلالة البطلمية.
  5. البحث عن مقبرة يونانية أسطورية.
  6. وأخيرا الهدف الأساسي وهو البحث عن قبر كليوباترا ومارك أنطونيوس.
اقرأ أيضا

حوار| عالم الآثار الباكستانية سليمة إكرام: سر تحنيط المصريين للحيوانات

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر