أمفورة وشواهد أثرية.. تفاصيل جديدة في واقعة التنقيب عن الآثار أسفل قصر ثقافة الطفل بالأقصر

لم يتوقع أحد أن يؤدي هبوط بسيط في شارع هادئ بمنطقة أبو الجود شمال الأقصر، سيقود إلى واحدة من أخطر وقائع التنقيب عن الآثار، وفي قلب مؤسسة ثقافية يفترض بها أن تكون حارسة للتراث، لا مدخلًا سرّيًا للتنقيب أسفلها.
هبوط بسيط يكشف سرا خطيرا
كشفت التحقيقات الأولية عن تفاصيل عديدة في القصة التي بدأت قبل أيام، حين لاحظ رئيس الحي هبوطًا أرضيًا أمام قصر ثقافة الطفل. بدا الأمر في البداية غير واضح، لكنه كان مريبا بما يكفي لإبلاغ مجلس المدينة، الذي بدوره أخطر المحافظة. تحرك المحافظ على الفور وشكل لجنة من مفتشي الآثار وممثلين عن عدد من الجهات المعنية لمعاينة الموقع.
وصلت اللجنة إلى المكان وبدأت في تفقد الهبوط الأرضي، الذي بدا غامضًا وغير محدد المعالم. لكن المفاجأة ظهرت عندما نزل أعضاء اللجنة إلى الحفرة، فعثروا على سرداب طوله نحو 6 أمتار يمتد مباشرة أسفل القصر. ورغم ذلك، لم يعثر على فوهة الحفر الأصلية، إذ كانت مغطاة بثلاثة أبواب خشبية مموهة بطبقة من الرمال.
طلب أعضاء اللجنة دخول القصر المغلق، إلا أن من بداخله ماطلوا كثيرًا في فتح الأبواب. وبعد وقت ليس بالقصير، فُتح الباب وبدأت رحلة البحث عن مصدر السرداب. وفي منتصف القصر، لفتت كومة من الرمال انتباه أحد أعضاء اللجنة. وما إن وقف فوقها حتى شعر باهتزاز خفيف وصوت غير مألوف، فبدأ الحفر بيده ليكشف عن الأبواب الخشبية التي تخفي الحفرة الرئيسية المؤدية إلى السرداب المكتشف.
معدات حفر وأدلة على التنقيب
ومع نزول أعضاء اللجنة إلى الموقع، بدأت الصورة تتضح الصورة أكثر: معدات حفر، موتور لشفط المياه، ورديم موزع بعناية في ثلاث غرف. كل هذا دون وجود ما يدل على أعمال ترميم أو رفع كفاءة. رغم أن الشركة المفترض أنها تتولى عملية تطوير القصر تسلمت الموقع منذ 25 فبراير. وكان من المقرر تسليمه في 1 يونيو، مما يعزز الشكوك بأن الهدف من دخول الموقع لم يكن الترميم، بل التنقيب عن الآثار.
وكشف مصدر بوزارة الآثار – رفض الكشف عن اسمه- أنه أثناء تفتيش القصر، تم العثور على أمفورة أثرية كاملة تعود للعصر الروماني. إلى جانب قطع فخارية مكسورة تعود للعصر الفرعوني المتأخر. ما يرجح وجود كشف أثري محتمل تحت القصر.
وأكد المصدر أن منطقة أبو الجود تقع ضمن نطاق الإشراف الأثري. إذ ينص القانون على أن المناطق الواقعة في محيط ثلاثة كيلومترات من المعالم الأثرية تخضع لإشراف هيئة الآثار. وبالتالي فإن أي أعمال حفر أو إنشاءات فيها تتطلب تصريحًا رسميًا.
وفي تطور لاحق، رافقت اللجنة النيابة العامة اليوم لمواصلة المعاينة، لكنهم فوجئوا بأن أبواب القصر أُغلقت عمدًا، ما اضطر النيابة لاستصدار أمر بكسر الأبواب لاستكمال التحقيقات الميدانية.
اقرأ أيضا:
إحالة مسؤولين بثقافة الأقصر للتحقيق بعد كشف «سرداب» أسفل قصر ثقافة الطفل