أماكن خروجات صيفية في السويس.. متعة على الكورنيش والممشى والحديقة الفرنساوي

تزايد اهتمام سكان محافظة السويس وزوار المدينة الباسلة بالأماكن المفتوحة المجانية، كوجهات مثالية لقضاء أوقات الفراغ، خاصة في فصل الصيف. ولم يأتِ هذا التوجه من فراغ، بل يعود إلى الطبيعة الجغرافية المميزة للمدينة، ووجود البحر، والمساحات الخضراء، إلى جانب الاهتمام المستمر من المحافظة بتطوير تلك المناطق. فضلا عن الضغوط الاقتصادية التي دفعت الكثير من الأهالي إلى البحث عن متنفس مجاني وآمن لأسرهم وأطفالهم دون تحميلهم أعباء مادية إضافية.
وفي مقدمة تلك الوجهات تأتي الحديقة “الفرنساوي”، وكورنيش السويس القديم والجديد، والمماشي المطورة التي أصبحت من أبرز معالم المدينة، مثل ممشى كورنيش السويس الجديد، ممشى النخيل، وممشى أهل السويس والممشى الثقافي.
الحديقة الفرنساوي ببورتوفيق
في قلب منطقة بورتوفيق العريقة، وعلى بعد خطوات من مياه قناة السويس، تتربع الحديقة الفرنساوي كإحدى أقدم وأجمل الحدائق التي عرفها أبناء المدينة الباسلة. هذه الحديقة التي حملت على مدى عقود ذكريات لا تنسى للسوايسة. عادت اليوم لتخطف الأنظار من جديد، بعدما نالها التطوير والتجديد. فأصبحت واحة من الجمال تحاكي روح السويس القديمة في ثوبٍ عصري.
الحديقة الفرنساوي.. تاريخ من الذكريات الجميلة
لم تكن الحديقة الفرنساوي مجرد مساحة خضراء في حي بورتوفيق، بل كانت ولا تزال جزءًا من وجدان أهالي السويس. على مقاعدها وتحت أشجارها، التقى الأحبة وتبادل الأصدقاء أطراف الحديث. وعلى ممراتها، خطا الأطفال خطواتهم الأولى، واصطحب الكبار أولادهم في نزهات بسيطة لكنها عميقة في معناها.
وارتبطت الحديقة في أذهان الجميع بمناسبات السعادة والبساطة. سواء في أمسيات رمضان، أو عقب حفلات الزفاف، أو حتى في لحظات التأمل الصامت أمام الزهور.

لماذا يقصدها الآلاف من أبناء السويس؟
يأتي أبناء المدينة من كل مكان لزيارة الحديقة الفرنساوي، فهي ليست مجرد مكان للتنزه، بل رمز للانتماء والحنين. ورغم مرور الزمن وتغير الوجوه، ظلت الحديقة الفرنساوي عنوانًا للدفء والطمأنينة.
وتزايدت زيارات المواطنين إليها بعد تطويرها، لا سيما في أوقات الأعياد والمناسبات، حيث يلتقط الأهالي صورًا تذكارية توثق لحظات جميلة، وتستعيد مشاهد الطفولة والشباب.
تطوير «الفرنساوي».. واحة الجمال تعود بروح جديدة
شهدت الحديقة مؤخرًا أعمال تطوير شاملة، ضمن خطة موسعة لتحسين الصورة الجمالية لمحافظة السويس، ورفع كفاءة الأماكن العامة والتراثية. وشمل التطوير:
- إعادة تنسيق المسطحات الخضراء وزراعة أنواع جديدة من الورود والنباتات.
- ترميم ممرات المشاة وتوفير مقاعد جلوس حديثة.
- تزويد الحديقة بإضاءة ليلية هادئة تمنح الزائر شعورًا بالأمان والجمال.
- توفير مناطق مخصصة للأطفال ومساحات للجلوس العائلي.
هذا التطوير جعل من الحديقة نقطة جذب حضارية وثقافية، وفتح الباب أمام استخدامها كموقع للفعاليات المجتمعية أو التصوير الفوتوغرافي الاحترافي.
الحديقة بعد التطوير.. وجهة للأفراح والتصوير التذكاري
بعد أن استعادت الحديقة رونقها، أصبحت وجهة رئيسية للتصوير، خاصة للعروسين بعد حفلات الزفاف. ويفضل كثير من الأهالي التقاط صورهم وسط الطبيعة والزهور بدلًا من الاستوديوهات المغلقة. لما تمنحه الحديقة من لمسة رومانسية وأصالة.
كذلك ينظم فيها الزوار جلسات عائلية واحتفالات بسيطة بالأعياد وأعياد الميلاد، ما أضفى عليها روحًا مجتمعية متجددة.
أهمية الحفاظ على الحدائق التراثية
الحديقة الفرنساوي مثال حي على أهمية الحفاظ على التراث المحلي، ليس فقط لما تحمله من جمال طبيعي، بل لقيمتها الثقافية والوجدانية. فالحدائق ليست مجرد نباتات ومقاعد، بل أماكن تبني الذكريات وتغرس الانتماء. لذا، فإن استمرار صيانتها ونظافتها مسؤولية مجتمعية يجب أن يشارك فيها المواطن جنبًا إلى جنب مع الجهات المعنية.
السويس وحقها في المساحات الخضراء
تؤكد تجربة الحديقة الفرنساوي أن مدينة السويس تستحق المزيد من المتنزهات والمساحات الخضراء، لما لها من أثر نفسي واجتماعي وصحي. وتطمح الأسر السويسية لرؤية حدائق أخرى تعاد لها الحياة من جديد، وأن تصبح المدينة نموذجًا يحتذى به في استثمار الأماكن العامة لصالح الناس.
وأثبتت الحديقة الفرنساوي أن الأماكن الجميلة لا تموت، وأن ذكريات الطفولة يمكن أن تعود بلمسة تطوير واهتمام. واليوم، تقف الحديقة شامخة في قلب بورتوفيق، حاملة عبق الماضي وروح الحاضر، في انتظار زوارها، لتكتب معهم فصلًا جديدًا من البهجة.
ممشى أهل السويس.. إطلالة ساحرة على الخليج
يعد ممشى “أهل السويس” الجديد من أفضل وأجمل أماكن الخروج في المحافظة. وقد تم تطويره ورفع كفاءته على امتداد 1300 متر، من أول طريق بورتوفيق حتى منطقة الشاليهات. مما جعله أكثر اتساعًا وقدرة على استيعاب الزوار.
ويمتاز الممشى بإطلالته المباشرة على خليج السويس، ما يمنح الزوار شعورًا بالهدوء والسكينة، خاصة خلال أوقات الغروب. وقد زينت المنطقة بحدائق خضراء ومجموعة من الورود والنباتات، إلى جانب وجود أماكن للجلوس على طول الممشى. ما جعله خيارًا مثاليًا للأسر والأصدقاء.
وقد أنشئ الممشى ضمن خطة تطوير كورنيش السويس، بطراز عصري يراعي احتياجات العائلات والأطفال وذوي الهمم. يمتد على طول خليج السويس ويتميز بأرضيات ممهدة، ومقاعد مريحة، وإضاءة ليلية أنيقة. وما يميز هذا الممشى تحديدًا، أنه يجمع بين الجمال الطبيعي والتنظيم المدني الحديث، بالإضافة إلى خلوه من أي رسوم دخول، ما جعله مقصدًا يوميًا للعديد من الأسر.
ممشى كورنيش السويس.. تنزه وجمال وأماكن ترفيه
أما ممشى كورنيش السويس فتم تصميمه بطول 700 متر، ضمن خطة تجميلية وتجارية في آنٍ واحد. تم إنشاء عدد من المحلات الصغيرة المخصصة للشباب، مما أتاح لهم فرصًا للعمل أو لعرض منتجاتهم، وبالتالي أصبح الممشى مصدرًا للحياة والنشاط.
واكتسب الكورنيش مزيدًا من الروعة بعد تطوير “منطقة السي فيو”، والتي أصبحت تقام بها حفلات ومناسبات متنوعة، خاصة تلك التي تنظمها قصور الثقافة. فهي لم تعد فقط ممشى، بل وجهة ثقافية وفنية.
اقرأ أيضا:
«ممشى بورتوفيق».. حين تعود الذاكرة للمشي على ضفاف قناة السويس
إرث على حافة النسيان.. هل يعود قصر «شحاتة سليم باشا» إلى واجهة السويس؟
«فرقة السويس للآلات الشعبية».. حراس تراث السمسمية يغنون للأمل