آلة تصوير وقبعة: افتتاح بيت «كارتر» بعد 10 أشهر من الترميم

بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى المئوية لاكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون. افتُتح منزل عالم الآثار «هوارد كارتر» للجمهور، بعد الانتهاء من عملية ترميمه التي استغرقت نحو 10 أشهر من فبراير وحتى نوفمبر الجاري، بتمويل من الوكالة الأمريكية. شمل الترميم أعمال إنشائية وإعادة تنسيق مساحات خضراء فضلا عن لوحات إرشادية تُقدم للزائرين.

بيت هوارد كارتر

شيد هوارد كارتر منزله عام 1911م، ليكون استراحة له أثناء إقامته في الأقصر. المنزل على ربوة عالية في البر الغربي بالأقصر، على بعد حوالي 20 كيلو متر من مدخل وادي الملوك بمدينة القرنة. وتمت توسعة المنزل بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، ليتمكن من تسجيل ودراسة الآثار المكتشفة بالمقبرة.

ما إن تصل إلى بيت كارتر حتى تشعر أنك انفصلت عن العالم الحالي، تعيش أجواء بحثية قديمة، منزل يملئه الهدوء والرقي. مبنى من الطوب “اللبن”، مغطى بسقف خشبي صممه المهندس المعماري العبقري حسن فتحي. حيث يتميز بوجود قبة صغيرة تعلوه لتساعد على التهوية الجيدة. كما يحوى 5 غرف، غرفة منهما لنومه بها سريرين، ولمبة جاز قديمة ومروحة من الطراز القديم، وغرفة أخرى مكتبًا خاصًا له، وحمامين ومطبخ، كما توجد أمامه حديقة كبيرة.

عند تجولك في بيت كارتر، تشهد لحظات تاريخية تعود بك إلى عصر اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون. تجد آلة تصوير قديمة محتفظة بصور خاصة بآثار القرنة القديمة ومقبرة توت عنخ آمون. وتجد مكتب يحوى مخططات عن المقبرة الفرعونية، وتستنشق دخان النرجيلة “الجوزة” التي كان يدخنها العالم الشهير كارتر. إذ تشعر به يجلس في غرفته التي اتخذها مكتب لدراسة وتسجيل أسرار مقابر القرنة، واضعًا قبعته المميزة عليه. خلال 9 أعوام قضاها في البحث والدراسة والتسجيل، بهذه الغرفة متعلقاته الشخصية والعديد من الصور التي تسجل لحظات حفر المقبرة من عمال الحفر والأهالي والرسومات والمخطوطات، التي تسجل كل شيء عن اكتشافاته الأثرية بالقرنة الفرعونية. وأيضًا مازالت موجودة أقلامه التي استخدمها في كتابة تقاريره.

ويحتوى المطبخ على  أوانيه القديمة وثلاجته التي لم يعبث بهما التاريخ. تجد بالمطبخ نموذج أولى لفرن كهربي وموقد قديم مكون من دورين. وغرفة مظلمة خاصة بتحميض الصور بها آلة تصوير بدائية، كانت أداة شاهدة لأول لحظات اكتشاف أعظم مقبرة في التاريخ، مقبرة لم تصلها أو تعبث بها أيدي اللصوص قديمًا.

ترميم البيت

تم إعادة افتتاح بيت عالم الآثار “هوارد كارتر” تزامنًا مع الاحتفال بالذكرى المئوية لأعظم كشف أثري على الإطلاق، وهو اكتشاف مقبرة الملك. ونفذ مشروع ترميم بيت كارتر مركز البحوث الأمريكي بمصر في الفترة من فبراير إلى نوفمبر 2022. بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومؤسسة عائلة أدينا لي سيفين، وبالشراكة مع وزارة السياحة والآثار.

شمل مشروع ترميم بيت كارتر إجراء بعض الأعمال الإنشائية وإعادة تنسيق المساحات الخضراء. وقد اقترنت هذه الأعمال بتقديم لوحات إرشادية جديدة للزائرين وعرض حديث ودقيق تاريخيا للتصميم الداخلي للبيت وأثاثه.

بناءً على ذلك أجريت بعض الإصلاحات لمواجهة المشكلات الناجمة عن المياه التي أضرت بهيكل البيت المُشيّد بالطوب اللبن. وأُدخلت بعض التعديلات على المساحات الخضراء لمنع حدوث أي أضرار مماثلة في المستقبل. واستبدلت مواسير المياه القديمة في البيت. وأزيلت الأسوار النباتية والأشجار التي كانت مزروعة بالقرب من جدران البيت. وأنشأت منطقة عازلة خالية من المياه حول البيت.

تجربة تفاعلية

وقد تم تدشين تجربة تفاعلية ونموذجية للزائرين بالبيت، وسيستمتع زائرو بيت كارتر بقراءة لوحات إرشادية شاملة باللغتين العربية والإنجليزية. وبمشاهدة صور أرشيفية تستعرض سياق الظروف الاجتماعية والسياسية التي أحاطت باكتشاف المقبرة والشخصيات الرئيسية العديدة المصرية والأجنبية التي شاركت في ذلك الكشف الهائل. كما سيتم تقديم معلومات إضافية عن شكل الحياة في البر الغربي في أوائل القرن العشرين وتفاصيل مثيرة للاهتمام عن وظائف البيت وغرفه المتخصصة المختلفة. مثل غرفة التصوير المظلمة. وستُستكمل المعلومات الجديدة بالموقع بجولة افتراضية في البيت.

شُيد المنزل في عام 1911، وتمت توسعته لاحقًا بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون لكي يصبح مكانا تتم فيه تسجيل ودراسة الآثار المكتشفة بالمقبرة. وفي الرابع من نوفمبر من عام 1922 وبعد بحث مضنٍ استغرق ما يقرب من عقد من الزمان. عثر فريق كارتر على أول اثنتي عشرة درجة من الدرجات التي أدت إلى مدخل مغلق بأختام تحمل اسم توت عنخ آمون.

5 آلاف قطعة أثرية

كان ذلك اليوم المشهود بداية مشروع امتد لعشر سنوات وشمل اكتشاف وحفظ 5000 آلاف قطعة أثرية داخل المقبرة ونقلها إلى القاهرة. خلال تلك الفترة وحتى وفاته في عام 1939 عاش كارتر بالقرب من المدخل المؤدي إلى وادي الملوك في بيت من الطوب اللبن، كان قد شيّده في عام 1911.

تألف البيت من قاعة مركزية واحدة تعلوها قبة وغرفة دراسة ومعمل تصوير وهي عناصر أصلية بقيت على مدار المائة عام الماضية. انتقلت ملكية البيت في عام 1939 إلى مصلحة الآثار المصرية. واستخدم لاحقًا استراحة لمفتشي الآثار. في عام 2019 تم ترميم بيت كارتر لأول مرة وافتتح للجمهور باعتباره مصدر جذب سياحي وثقافي.

جدير بالذكر أنه تم اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون كاملة في 4 نوفمبر 1922 على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر. وعنخ آمون أحد أبرز ملوك مصر القديمة على مر العصور ومازالت كنوزه الأثرية تجذب أنظار العالم حول العالم والتي من المقرر أن يتم عرضها كاملة بالمتحف المصري الكبير بعد افتتاحه.

اقرأ أيضا

أثريون يحتفون بذكرى مرور 25 عاما على إنقاذ أعمدة معبد الأقصر

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر