“يسى باشا وجميل بك”.. أشهر أصحاب السيارات بالصعيد في القرن الماضي
في كل حقبة من الزمن، يذيع صيت أحد الشخصيات إما لجاهه أو مواقفه الوطنية أو غير ذلك، ويتناوله الناس بالحكايات، ومن بين هؤلاء يسى باشا أندراوس، أحد أعيان الصعيد في القرن الماضي، والذي امتلك سيارة فارهة في هذا الوقت، كانت من بين أشهر السيارات بالصعيد.
حصل “ولاد البلد” على صورة لسيارة يسى باشا من أرشيف الصور الخاص بالدكتور فرنسيس أمين وزوجته الدكتورة ميرفت جرجس، القائمين على معرض الأقصر من مائة عام، والذي يضم صورًا عديدة تحكي تاريخ طيبة.
تقول الدكتورة ميرفت جرجس، إن سيارة يسى باشا، من نوع رينو فرنساوي، والتقطت صورتها عام 1923 تقريبًا، من أمام منزل يسى باشا أثناء استقباله للملكة إليزابيث ملكة بلجيكا.
طلاء سيارة جميل بك بماء الذهب
كما امتلك جميل بك، نجل شقيق يسى باشا، سيارة كانت الأشهر في الأقصر حينها. وأشيع بين الأهالي أنها مطلية بماء الذهب. وقامت شقيقاته لودي وصوفي بإدخالها إلى قصر العائلة عقب وفاته. حيث توفي في ريعان شبابه بعد وفاة شقيقته الكبرى جميلة.
يقول الدكتور عبد الجواد عبد الفتاح، مؤرخ وباحث أقصري، لـ”ولاد البلد”:
«سيارة جميل بك نالت شهرة كبيرة في القرن الماضي لكونها حمراء اللون، حيث كان هذا اللون مخصصًا لسيارات الملك فاروق فقط. وصدر أمرًا من البلاط الملكي ألا يمتلك أحدًا من عامة الشعب سيارة باللون الأحمر، حيث عُرف بعشقه لهذا اللون».
كما نفى عبد الفتاح طلاء السيارة بماء الذهب. مؤكدًا أنها نالت تلك الشهرة بسبب لونها لأنه كان نادرًا في هذا الوقت. معتقدًا أن السيارة مازالت بحجرة جميل بك بالقصر في الأقصر حتى الآن. وهو ما أكدته الدكتورة ميرفت جرجس بقولها “السيارة التي كانت موديل السبعينات مفككة حاليًا وموجودة بالقصر”.
عائلة وطنية بامتياز
ويسى باشا هو نجل أندراوس باشا، الذي شيد قصرين لأبنائه على معبد الأقصر. كانا يطلان على كورنيش النيل أحدهما ليسى والآخر لشقيقه توفيق. وتم هدم قصر يسى خلال خطة تطوير الأقصر في عهد المحافظ الأسبق سمير فرج. وبقي قصر شقيقه شاهدًا على حكايات تاريخية.
أما جميل بك فهو نجل توفيق أندراوس، القيادي الوفدي وصاحب المواقف الوطنية. فهو الذي استقبل الزعيم سعد زغلول عام 1921، عندما قامت الحكومة بمصادرة حريته أثناء رحلته النيلية. ومنعت الباخرة التى يستقلها من أن ترسو على أي شاطئ من شواطئ المدن، إلا أن صاحب القصر وهو توفيق باشا استضافه في قصره، وكان اجتماعا تاريخيا مشهودا للوطنية في الصعيد عام 1921، وهتفت الجماهير آنذاك “يحيا سعد”، فهتف سعد زغلول “بل يحيا توفيق أندراوس”.