د.محمد أبوالغار يكتب: ذكريات مع ماجدة الجندي              

كانت ماجدة الجندي صديقة عزيزة لي، هي وأسرتها وزوجها الراحل جمال الغيطاني، وابنها محمد وابنتها ماجدة، وهي علاقة امتدت أكثر من ربع قرن. كان آخر اتصال بيننا قبل رحيلها بأسبوع. كنت قد رشحتها لتكون عضوا في لجنة تحكيم جائزة ساويرس، وحضرت جلسة وقدمت أوراق التحكيم، وفي الجلسة النهائية لم تحضر، واتصلوا بها ولم ترد، وأنا اتصلت بها بعد ذلك ولم ترد. فاتصلت بابنها الدبلوماسي محمد وعلمت أنها في المستشفى في حالة سيئة، وتابعت معه بضعة أيام حتى علمت بوفاتها.عائلة ماجدة كانت قريبة من قلبي وعقلي، وكان الراحل جمال الغيطاني وكذلك أبنائهما أصدقاء أعزاء.

كانت ماجدة صحفية بارعة، وقابلت جمال الغيطاني في سبعينيات القرن الماضي، وتزوجا، وكانت تعمل في دار روزاليوسف. حين كانت الدار لها وجود كبير في الشارع المصري. وبعد عقدين من الزمان انتقلت إلى الأهرام لترأس الصفحة الثقافية، وكذلك لترأس تحرير مجلة علاء الدين للأطفال التي أصدرها الأهرام.

كانت ماجدة صحفية نشيطة منذ نشأتها في تغطية حرب الاستنزاف. ثم حرب 6 أكتوبر وكان لها اهتمام كبير بشؤون المرأة والأطفال. وكانت تتمتع بعلاقات ممتازة مع زملائها ورؤسائها في الصحف وكان لها شعبية كبيرة بين قرائها. وكان أسلوبها في الكتابة سهلاً وبسيطاً يقرأه بسهولة للجميع.

ماجدة الجندي مع أدونيس ومحمد عفيفي مطر
ماجدة الجندي مع أدونيس ومحمد عفيفي مطر
**

حين بدأ نادي الكتاب في بيتي في أواخر التسعينيات، واستمر حتى يناير 2011 كان يحضره 40 – 50 أديبا وشابا. وكان من الأعضاء المؤسسين للصالون جمال الغيطاني وماجدة الجندي، وشاركا في جميع الاجتماعات. وكان لهما دور أساسي، حتى نجيب محفوظ شاركنا عن طريق التسجيل فأرسلنا أسئلتنا حين ناقشنا أولاد حارتنا، عن طريق جمال وماجدة، واتصلا بنجيب محفوظ الذي سجل الإجابات وقُرأت في الجلسة، وأكمل جمال الشرح التفصيلي.

كانت ماجدة صديقة عائلية وزرتها عدة مرات، ومررت عليها لتوصيل كتب في منزلها بالمعادي. وكانت تجمعنا الراحلة شمس الإتربي في جلسات ثقافية جميلة في منزلها وكنا شركاء فيها. وعندما أصيبت بالمرض اللعين كنت متابعا معها بانتظام وكانت تتصل بي للاستشارة، وعندما سافرت للخارج لمتابعة المرض كنا على اتصال دائم.

كانت ماجدة نجمة في عالم الصحافة ونجمة في عالم ثقافة الطفل، ونجمة في عالم الثقافة عموما. وكانت زوجة عظيمة وأما متميزة، وكانت لي ولأسرتي صديقة قريبة من الروح والعقل.لروحها السلام.

اقرأ أيضا

ماجدة الجندي: سيدة السرد الصحفي الجميل

علاء خالد يكتب: كانت تمتلك نسخة حديثة من النوستالجيا

عماد أنور يكتب: وش الخير وصاحبة البشرى

محمد الغيطاني يكتب: وردة كل يوم

ماجدة الغيطاني تكتب: «أن تُحِبُكَ ماجدة»

ماجدة الجندي: من سيرة البدايات في «صباح الخير»

أحمد اللباد يكتب: في شرفة مكتب «الأستاذة»

مشاركة
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر