مو صلاح ورامي مالك في فيلم واحد.. مشروع يبحث عن مؤلف!

على منصة “شاهد” بدأ منذ أيام بث الفيلم الوثائقي “مو صلاح: حدوتة خيالية” من إنتاج القناة الرابعة بالتليفزيون البريطاني. الفيلم الذي يعود إنتاجه لعام 2018 يتناول رحلة لاعب الكرة العالمي منذ بدايته المتواضعة في إحدى القرى المصرية، ثم انتقاله للعب في أوروبا ووصوله إلى نادي ليفربول الإنجليزي بعد رحلة شاقة عبر أندية سويسرا وإيطاليا وإنجلترا.. ثم الانطلاقة الكبرى في مسيرته الكروية ليصبح واحدا من أفضل ثلاثة أو خمسة لاعبين في العالم.

حقوق الملكية

الفيلم يحمل حبا وتقديرا كبيرين لمحمد صلاح، ويرصد شعبيته الطاغية في كل من مصر وإنجلترا. جزء كبير من الفيلم مصور في مصر: في قرية نجريج ومقاهي القاهرة. ويتحدث في الفيلم مدربون ونقاد ومشجعون، كلهم يجمعون على عشقهم لمحمد صلاح كلاعب وإنسان. لكن الفيلم نفسه متوسط فنيا، ورخيص إنتاجيا، إذ يكتفي صناعه باللقاءات والصور الفوتوغرافية، والهدفان الوحيدان اللذان يظهران من مباريات صلاح مع المنتخب المصري. واضح أن المشكلة لها علاقة بحقوق البث، فبعد أن احتكرت قنوات beIN مباريات الكرة في العالم أصبح من المكلف جدا الحصول على أي مباراة أو مقاطع منها، حتى لو ثوان معدودة، بسبب حقوق الملكية، وأصبح ذلك يشكل عائقا هائلا أمام أي صانع أفلام يريد استخدام لقطات من مباريات، ويعاني من هذا بشكل خاص صناع الأفلام والبرامج الوثائقية، الذين لم يعد باستطاعتهم عمل أي فيلم أو برنامج عن لاعبي الكرة إلا لو دفعوا مبالغ فلكية لمالكي الحقوق.

باجيو

وآخر فيلم شاهدته يعاني من هذه المشكلة كان عن اللاعب الإيطالي باجيو. حيث خلا الفيلم تقريبا من مشاهد المباريات باستثناء تلك التي لا حقوق ملكية لها. وهذه مشكلة كبيرة تحتاج إلى مناقشة وحلول ولابد من إعادة النظر في فكرة تعارض حقوق الملكية مع حقوق الناس في الاطلاع، وحقوق المبدعين في تناول الشخصيات العامة. وقد رأينا هذه المشكلة في بعض الأفلام التي تدور عن فنانين، حيث لا يسمح بعرض لوحاتهم أو أفلامهم بسبب حقوق الملكية أو رفض الورثة من مالكي الحقوق السماح لصناع الأفلام باستخدام أعمال ذويهم إلا إذا رضوا معنويا وماديا عن الفيلم!

وأعود لمحمد صلاح، الذي يستحق بالقطع أكثر من فيلم ولا أعلم لماذا لم تفكر الفضائيات المصرية والعربية في صنع فيلم كبير عنه حتى الآن؟

دراما حقيقية

كانت قناة Sky Sports البريطانية هي التي طرحت السؤال على محمد صلاح في خلال لقاء معه أجرته مطلع هذا العام. ولكن بخصوص فيلم روائي لا وثائقي. وقد أجاب صلاح بأنه لم يفكر في هذا الأمر من قبل. ولكن إذا كان هناك بالفعل فيلم روائي عن حياته فهو يرشح النجم الأمريكي المصري رامي مالك للعب دوره، مضيفا أنه التقى مالك خلال حفل مجلة “تايم” عام 2019، عندما حصل على جائزة “الحذاء الذهبي” كأفضل لاعب وهداف في الدوري الأوروبي. وأضاف صلاح أنه يشعر أن مالك هو الأنسب لأنه يعرف مصر واللغة العربية جيدا.

فيلم من هذا النوع والحجم يمكن أن يحقق نجاحا هائلا على المستوى العالمي. خاصة لو كتب جيدا واحتوى على دراما “حقيقية” مؤثرة. وعلى كمية لا بأس بها من المشاهد الوثائقية لأهم لحظات صلاح في الملاعب. سواء الأهداف أو الاخفاقات أو الإصابة التي تعرض لها في نهائي بطولة أوروبا أمام ريال مدريد والتي هددت بتوقفه عن اللعب لشهور طويلة. وتحامله ونزوله للعب مع منتخب مصر في كأس العالم قبل أن يتم شفاءه.

مجرد سؤال

ومن ناحية ثانية فإن وجود اسم رامي مالك الحاصل على الأوسكار، والذي يعد واحدا من نجوم هوليوود الحاليين (آخر أفلامه دور رئيسي في فيلم جيمس بوند الجديد)، في الفيلم سيضيف جمهورا كبيرا من خارج دوائر مشجعي كرة القدم، وسيشجع الشركات الكبرى على إنتاجه وتوزيعه.

والسؤال مرة أخرى: هل يمكن أن تتحمس شركة إنتاج مصرية لإطلاق مشروع هذا الفيلم. على الأقل كشريك صغير في الإنتاج مع عدد آخر من الشركات الأوروبية والأمريكية التي يمكن أن تتحمس للمشاركة في إنتاج الفيلم؟

مجرد سؤال نعرف إجابته غالبا: لن يحدث ذلك!

ولكن من يدري؟ ربما!

اقرأ أيضا:

القطاع الذي فقد عقله: ماسبيرو ضد ماسبيرو!

مشاركة
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر