مهرجان «كايروترونيكا»: ملتقى الفنانين الدوليين على أرض مصر

انتهت فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للفنون الإلكترونية والميديا «كايروترونيكا» في دورته الثالثة لعام 2021، وتناول خلال العام الجاري قضية «خيال البيانات– داتا فيكشن» باعتبارها غنية بالتفاصيل الملائمة مع تكنولوجيا القرن الحادي والعشرين، حيث تعتبر التكنولوجيا الرقمية كأداة تتطور باستمرار لتلبية الاحتياجات المتزايدة.

المهرجان فكرة المدير المؤسس هيثم نوار وهو أحد أعضاء الفريق، بالإضافة إلى رئيس قسم الفنون في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ويضم الفريق أيضًا غالية السرقبي المؤسس المشارك والمدير الفني، وندى بكر العضو المنتدب، وأحمد الليثي المسؤول عن الشراكات والاستراتيجيات.

مهرجان كايروترونيكا

يرصد «باب مصر» أبرز أحداث المهرجان الدولي، حيث تم اختيار «خيال البيانات» للدورة الثالثة من المهرجان، حيث لا تتم المناقشات حول البيانات التي تم إنشاؤها من خلال هذه الحلول الرقمية خارج مجتمعات محددة ضمن تخصصات كل منها، ونادرا ما تركز على التداعيات المجتمعية، خاصة أنه يجب أن تكون البيانات جزءًا من حياتنا، لأنها تعمل في شبكة متصلة ببيانات أخرى، أو تتعلق بالأشخاص، ولا تقتصر البيانات على الأرقام فقط، بل يمكن أن تكون في شكل مشاعر وخبرات أيضا.

ناقش المهرجان على مدار أيام الفعاليات الست العديد من الأسئلة، منها بأي طرق تتفاعل البيانات والسرد، والالتزامات التي تأتي مع ممارسة السرد في الإعدادات التي تركز على البيانات، ودلالة البيانات، والأنماط والقيود المتعلقة بها، وما إذا كنا مدفوعون بالبيانات أم بالقصص التي تتيح لنا البيانات سردها، وما تتيحه وتحجبه البيانات، كل هذا للمساعدة في توضيح التفكير في البيانات والسرد ضمن الدراسة الاجتماعية لممارسة البيانات الرقمية.

وتطرقت فعاليات المهرجان إلى أنه مع تطور البيانات والسرد، تكون عملية الاحتفاظ بالبيانات مؤقتة دائما، حيث تكشف القصص التي ترويها البيانات عن وجهات نظر محددة والتي من الممكن أن تتضح أنها مختلفة في المستقبل، وذلك ضمن عملية فهم البيانات.

أما عملية تخيل البيانات فهي تحويل الفعل الاجتماعي إلى بيانات كمية، بينما يسمح خيال البيانات بالتتبع في الوقت الفعلي والتحليل التنبئي، وسلط المهرجان الضوء على التحيز للبيانات ودورها والطبيعة الاستدلالية منها تحديدا التي لا تتطلب تفسير أو سرد.

الدورة الثالثة

عرضت الدورة الثالثة من المهرجان، الأعمال الفنية والمشاريع لفنانين مصريين وإقليميين ودوليين، والذين تحدثوا عن التعقيدات التي يواجهها الشخص أثناء التعامل مع التقنيات الجديدة، واستكشاف العلاقة بين الحقيقة والخيال، حيث يعد المهرجان فرصة لتقديم الأفكار وإلقاء الضوء على الأعمال الفنية، مع دعوة للجمهور للمشاركة وتحديد نظرة عامة على الشبكة التكنولوجية في حياتنا من ذكاء اصطناعي، وتلاعب بالبيانات والقرصنة وغيرها.

وتم تناول قضية خيال البيانات، من خلال عرض هذه الأعمال الفنية مع طرق موضحة للتفاعل مع البيانات، لجعل المشارك يبدأ في التفكير في السرد والأنماط والقيود التي تحددها البيانات والقصص التي تتيحها لنا البيانات.

فضلا عن التطرق إلى التفكير النقدي للموضوعات العاجلة مثل الالتزامات مع ممارسة السرد في الإعدادات التي تركز على البيانات، والفرص والتحديات التي تواجه التحول نحو مجتمع يحركه البيانات، وبجانب المعرض، أقيمت العديد من المحادثات مع الفنانين المشاركين من دول مختلفة، وكانت الحوارات متعددة التخصصات وتبادلية في مجال الفن والتكنولوجيا والمجتمع.

مشاريع فنية

تناول المعرض طرق استكشاف الشبكات الاجتماعية، واستهداف المحتوى للأجهزة، وكذلك نظام وطريقة استنتاج تأثير الشبكات الاجتماعية من البيانات الانتقالية، وطريقة التعامل مع المحتويات الرقمية.

وتم عرض مشروع عبارة عن اسم براءات اختراع مصحوب برسم تكنولوجي، حيث ملأت براءات الاختراع جدران غرفة بالمعرض، وتم ابتكار هذا المشروع الحائز على جائزة بعنوان “سوشيالتي” بواسطة الفنان الإيطالي “باولو سايريو”، حيث قام بفحص أكثر من 20 ألف وثيقة تقنية إعلامية اجتماعية من أجل تسليط الضوء على الآليات المعاصرة للرقابة الاجتماعية.

وعبر المنصة الكبيرة، تجمع العديد من الفنانين المشاركين وعددهم 45 فنان من 22 دولة، للحديث في أوقات متفرقة عن الأدوات التي تنقل البيانات، وتم إتاحة الفرصة لمشاركة الجمهور إما من خلال الحجز المسبق والحضور أو من خلال متابعة البث المباشر للفعاليات عبر الإنترنت.

ومن ضمن المشاريع الفنية المشاكرة، مشروع يحمل اسم “مورفيكور” للفنان الياباني والمبرمج والمصمم “دايتو ماناب”، الذي يتناول فكرة إتاحة التكنولوجية الرقمية فرصة إعادة بناء حركة الحسم من خلال تشفير المعلومات في الدمغ وإرسال النبضات بواسطة الكمبيوتر، ويتحرك الراقص بدون جاذبية، وبعد انتهاء العرض ناقشت المحاضرة العلاقة بين الدماغ والجسم.

تناول المعرض أيضا قضايا التطرف والعنف، والنفايات الرقمية، وقضية تحرير الجينات، وتعديل الجسم وتغيير الذاكرة من خلال المشاريع الفنية التي جسدت هذه القضايا وغيرها من الموضوعات الهامة، وشارك بها الفنانون في المعرض.

وأبرز المشاركين من مصر: “ريم حسيبو- أميرة حنفي – أحمد الشاعر – لانا كردي – فادي جرجس – نهال عز – سلمى علي – زينة خالد”، ومن الولايات المتحدة: “لورين لي مكارثي – مورهشين اللهياري ذات الأصول الإيرانية – أوركان طيلهان”، ومن ألمانيا: “نورا البدري – ميريام كوريتا – ماري إيف”، وجيروين فان لون من هولندا، وميا زابيلكا وإبيتاتن من النمسا، ودايتو مانابي من اليابان، وساندرين ديومييه من فرنسا، وغيرهم من الفنانين.

آخر الفعاليات

تحت عنوان «المناظر الطبيعية والاصطناعية والرقمية» ستعقد ورشة عمل ليوم واحد حول موضوع المناظر الطبيعية، في الخامس والعشرين من مايو الجاري، لتعد آخر فعالية ضمن فعاليات مهرجان «كايروترونيكا» في دورته الثالثة، ويقدمها مجموعة من الفنانين السويسريين المشاركين في المعرض، لشرح كيفية تنفيذ العمل الذين شاركوا به.

ورشة العمل عبارة عن مقدمة عن كيفية إنشاء خرائط خيالية باستخدام الأدوات الرقمية، وسيشرح الفنانين الثلاثة المشاركين، تفاصيل العملية وراء إنتاج الخريطة وتحويلها إلى الناتج للحصول منها على البيانات النهائية، وذلك من خلال برنامج مفتوح للمعالجة، وضمن هذا السياق، سيتم دعوة المشاركين لتخيل مشهد خيالي عن رسم خرائط بناءً على مجموعات البيانات التي يختارونها.

اقرأ أيضا

التفاصيل الكاملة لعروض مهرجان «كايروترونيكا»

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر