ملك وكتابة 7| مسجد السلطان حسن يزين فئة الـ 100 جنيه
ترصد “ولاد البلد” في الحلقة السابعة من سلسلة “ملك وكتابة” – التي نسلط من خلالها الضوء على الآثار المصرية والإسلامية الموجود على العملات النقدية في مصر – مسجد السلطان حسن المرسوم على عملة المائة جنيه.
ويقع مسجد السلطان حسن الذي أطلق عليه هرم مصر الرابع، في ميدان صلاح الدين بالعاصمة المصرية القاهرة، والمطبوع على فئة الـ100 جنيه، والذي يعد أحد أشهر وأكبر المساجد في مصر، والذي بناه الناصر حسن بن محمد بن قلاوون، ملك مصر التاسع عشر من المماليك الترك.
تاريخ البناء
شرع السلطان الناصر حسن بن محمد بن قلاوون، ملك مصر التاسع عشر من المماليك الترك، في بناء المسجد عام 757 هجرية – 1356 ميلادية، ولكنه لم يتم الانتهاء من تشييده إلا عقب وفاته.
7 سنوات من البناء
استمر تشييد مسجد السلطان حسن، قرابة 7 سنوات متتالية، حيث بدأ البناء في عام 757 هجرية – 1356 ميلادية، ثم انتهى البناء عام 764 هجرية – 1363 ميلادية وذلك عقب وفاة السلطان سنة 1361 ميلادية.
وفاة السلطان قبل انتهاء البناء
وتوفي السلطان حسن قبل أن يتم الإنتهاء من بناء وتشييد المسجد الأبرز في مصر، وذلك بعد أن قتل، ولم يدفن بداخله، ودفن فيه نجله من بعده في المسجد الذي أنشئ له ضريحاً بداخله.
السلطان حسن
وبحسب محمد إمام – الباحث في التراث الإسلامي، فإن السلطان حسن، ملك مصر التاسع عشر، الذي يعتبر أحد أبرز المماليك الترك، الإبن السابع بين ابناء الناصر محمد بن قلاوون، تولى السلطنة مرتين، إحداهما سنة 748 هجرية وكان عمره آنذاك 13 عامًا، ثم تولى ثانية سنة 755 هجرية بعدما سجن لمدة ثلاث سنوات.
السلطان الرشيد
ويتابع الباحث في حديثه لـ”ولاد البلد” إن السلطان حسن عندما تولى الحكم لم يكن يبلغ سن الرشد، وعندما بلغ سن الرشد تم إلقاء القبض عليه وعزله، وأودع داخل السجن، وتم تنصيب شقيقه الملك الصالح بدلاً منه، ثم عاد مرة أخرى إلى الحكم بعدما أصبح شاباَ يمتلك الذكاء والرشد والعقل.
تكلفة بناؤه
ويضيف إمام أن المسجد تكلف إنشاؤه قرابة 750 ألف دينار من الذهب، وبني في تلك المنطقة بميدان صلاح الدين، والتي كانت تسمى ميدان الرميلة، ليحل بديلاً عن قصر أحد الأمراء المقربين للسلطان حسن الذي تم هدمه ليتم بناء المسجد بدلاً عنه.
سبب الإنشاء
ويشير الباحث إلى إن سبب إنشاء مسجد السلطان حسن كان لرغبة السلطان حسن، في تدريس المذاهب الإسلامية الأربعة، وهي الشافعي والمالكي والحنبلي والحنفي، وبالفعل درست فيه تلك المذاهب فضلاً عن تدريس القرأن الكريم والتفسير والعلوم الدينية.
أجمل مباني القاهرة
وذكر ادم فرنسوا جومار، الذي كان أحد أعضاء البعثة العلمية التي رافقت الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 في كتاب في وصف مصر في الحلقة الأولى من الكتاب، إن مسجد السلطان حسن من أجمل مباني القاهرة والإسلام، ويستحق أن يكون في المرتبة الأولى للعمارة العربية بفضل قبته العالية، وارتفاع مئذنته، وعظم اتساعه وفخامة وكثرة زخارفه.
مكونات المسجد
ويتكون المسجد من مأذنتين منهما واحدة تعتبر المأذنة الأكبر في مساجد مصر، ويصل ارتفاعها إلى 81 متراً، وتبلغ مساحة المسجد حوالي 7906 متراً، ويتوسطه صحن مكشوف، و8 أعمدة من الرخام وقبة الميضأة، و4 ايوانات وقبة من الخشب، ومحراب ومدرسة تتبع المسجد تم ضمها إلى المسجد بعد وفاة السلطان حسن، فضلاً عن ضريح الأمير الشهاب أحمد نجل السلطان حسن الذي دفن بداخله.
الخلفية الفرعونية لـ100 جنيه:
وبحسب عاطف قناوي، مفتش الأثار بوزارة الأثار المصرية، فإن الـ100 جنيه مرسوم عليها أيضاً صورة تمثال أبو الهول، الذي يعد أقدم وأضخم تمثال ملكي في الحضارة المصرية القديمة وحارس لأهرمات مصر الثلاثة، وتم نحته على هيئة جسم أسد ورأس إنسان.