صناعة البراميل الخشبية.. حرفة الكبار التي توارثها الأحفاد بالدرب الأحمر

عند بداية أحد الشوارع الجانبية بمنطقة “تحت الربع” في الدرب الأحمر، تجد صفوف من البراميل الخشبية مرصوصة بجوار شاب منهمك في العمل.

يحمل الشاب البراميل على منضدة من المعدن، ويبدأ في الدق على أشرطة حديدية مثبتة حول البرميل، يظل هكذا لدقائق إلا أن ينزع الحديد، وقبل أن يدخل في مرحلة تصنيع أخرى، يأخذ قسطًا من الراحة لنتحدث معه قليلًا.. “باب مصر” يفتح على مهنة صناعة البراميل.

سناعة البراميل الخشب- تصوير: أميرة محمد
سناعة البراميل الخشب- تصوير: أميرة محمد

كبار الصنعة

يعمل محمد عيد، الذي يبلغ من العمر 24 عامًا، في مهنة صناعة البراميل الخشب يدويا، ليصبح بذلك أصغر حرفي، منذ حوالي 15 عامًا.

ويحدثنا عن عمله قائلا: “كنت في سن الـ11 نزلت الورشة مع والدي وورثها عن جدي رحمة الله عليه، تعلمت على يده أصول الحرفة ومراحل التصنيع بشكل يدوي تمامًا.

توفى الأب وأغلقت الورشة لظروف مالية، ولكن عيد “الشارب للصنعة” كان قد امتهن الحرفة ولا يستطع أن يعمل بغيرها، فالتحق بورشة الحاج “محمد” وهي واحدة من إجمالي 6 ورش تعمل في صناعة البراميل فقط على مستوى  الجمهورية.

ويكمل: الحرفة تعتمد بشكل أساسي على الكبار وأصحابها الأوائل، ولا يوجد عامل لنقلها سوى الوراثة، تمسكت بحرفة أجدادي واستكملت العمل بها في ورشة الحاج محمد والذي كان صديق لولدي يومًا ما.

البراميل الخشبية ذات الأحجام المختلفة، وطريقة الصنع اليدوية، تنوعت واختلفت استخداماتها مابين الماضي والحالي، ليوضح “عيد”، أنه قديمًا ومنذ أن بدأت الحرفة في الظهور كانت تستخدم البراميل لمحلات الفسيخ والمخلل فقط، إلا أنه بالتدريج اتجهت محلات العطارة إلى استخدام البراميل، ومع التطور أيضًا حاول العاملين بالحرفة مواكبة هذه التطور، فدخلت صناعة البراميل في الديكورات المنزلية الخشبية لتصنع منها أريكة ومنضدة وكراسي خشبية.

مراحل صناعة البراميل الخشب- تصوير: أميرة محمد
مراحل صناعة البراميل الخشب- تصوير: أميرة محمد

مشاكل وصعوبات

يشير “عيد”  إلى أن مراحل التصنيع بسيطة، تبدأ من شراء الخشب من مغالق الخشب، ثم مسحها بالماء، وتجمعيها كقطع متساوية الأضلاع باستخدام شنابر، وهي قطع حديدية مرنة لتلتف حول الخشب بشكل دائري، ثم تركيب القاعدة الخشبية التي يتم تصنيعها بآلة المنشار.

تدخل البراميل بعد ذلك في مرحلة الصنفرة، ثم الطلاء بالدهان البني، وتترك لتجف لتكون بذلك جاهزة على الشحن والبيع.

وعن مشاكل الحرفة والحرفيين ينوه الحرفي بأن الحرفة قد تندثر يومًا ما بسبب عزوف الكثير عن تعلمها، فهي تعتمد بشكل كبير على الوراثة، فإن لم يكن هناك من يتوارثها من عائلته لا نجد من يعمل، فيها خاصة وأن الدخل اليومي معظمه لا يكون مرضي لكثير من الشباب الذي في حاجة إلى دخل ثابت ومكسب سريع.

تطوير الحرفة

يتمنى الحرفي أن تساعد الدولة الحرفيين في تطوير مهاراتهم والعمل على إدخال تحديثات تعلي من قيمة الصنعة وتعمل على استخدمها بشكل واسع في أكثر من مجال.

صناعة البراميل الخشب- تصوير: أميرة محمد
صناعة البراميل الخشب- تصوير: أميرة محمد
مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر