ملابس النساء في سيوة "لكل لون حكاية"
كتب- محمد جيري
ملابس النساء في سيوة لها طباع خاص، خاصة ملابس الفتيات والسيدات، التي تتميز بألوانها الزاهية وتفصيلاتها المتفردة، ذات الأكمام الواسعة والطويلة.
تقول فاطمة محمد، رائدة صحراوية- تعمل في مجال التراث السيوي، تتميز سيوة بملابس الأعراس، التي ترتديها النساء والفتيات، وكانت الأعراس قديما تجهز بعشرات الملابس؛ أما الآن فقد قل عدد الفساتين عن ذي قبل.
ملابس النساء في سيوة
تتابع أن النسوة في سبعينيات القرن الماضي كن لا يرتدين الفستان والطرحة ليلة عرسها. كما هو عليه الآن، فقد كانت في سالف الأيام ترتدي فستانا مشغولا بالحرير.. يطلق عليه أهل سيوة (تدي أن لحرير). بينما الآن فإنها ترتدي الفستان الأبيض والبنطلون (اسراولين ان لخواتم).. وهي بنطلونات مشغولة بالحرير، والطرحة(اترقعت).. كذلك (اشراح ناحواق).. وهو فستان مشغول بالحرير، وعليه الصدف والزراير.
هذه الملابس بهذه المسميات ما زالت ترتديها العروس.. ماعدا تدى ان لحرير فقد حل مكانها الطرحة والفستان الأبيض في ليلة الزفاف .
ألوان لها معان
وعن رمزية الألوان الموجودة بقطع القماش تقول فاطمة، إن التطريز السيوي يحمل في طياته فلسفة ومغزى.. فالألوان التي تتزين بها الفساتين والطرح والبنطلونات في سيوة ترسم بعناية فائقة خلال إعداد فساتين الفرح.. وكل لون من هذه الألوان تضعها أنامل المرأة السيوية في قطعة القماش.. فإنها تعبر عن مراحل نضج البلح: الأخضر والأصفر والأحمر والبرتقالي والبني الداكن.
نقوش ورموز
تتابع أن النقوش والرسومات التي ترسمها المرأة السيوية بقطع القماش.. فإنها تعبر عن حروف اللغة الأمازيغية.. وهي لغة سكان شمال أفريقيا.. التي يتحدث بلهجتها سكان واحة سيوة.. مضيفة أن أهالي سيوة لا يعرفون هذه الحروف بدقة، وإنما اعتادوا نقشها بقطع القماش ومشغولاتهم اليدوية .
زي الفتاة السيوية
الفتيات في سيوة دون سن الزواج يرتدين الملابس الفضفاضة المطرزة والمشغوله يدويا، أو التي ترتديها بأشكال جمالية دون تطريز، وتغطي شعرها بالطرحة؛ أما بعد الخطبة فقد ترتدي بعض الفتيات الخمار .
ملابس المتزوجات
تقول فاطمة إن المرأة عندما تخرج لزيارة جيرانها أو قريباتها تغطي جسدها بـ”الملاية”، وهي ملاية اعتاد على ارتدائها أهل سيوة منذ زمن؛ وما زال أهل سيوة يحرصون على اقتنائها حتى اليوم، ولا تخرج المرأة في سيوة إلا وهي تغطي جسدها، وتمسك بطرف فمها بالملاية وتترك عينا واحدة تبصر بها الشارع.
تضيف أن الأزياء المطرزة بسيوة مميزة، ويقبل عليها الزوار، ولكنها تخشى عليها من الأشكال الدخيلة على النقوش المعتادة، حيث كثرة إضافة الأشكال المصنعة من البلاستيك، يفقد الملابس سيوة جمالها، وتقول: يجب الحفاظ على الأشكال المتوارثة من الأجيال السابقة.